العادات الدراسية الخاطئة
أحمد حمشو
أغسطس 29, 2021
3 دقائق
أحمد حمشو
أغسطس 29, 2021
3 دقائق
يعاني بعض الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة من عدم معرفة طرق الدراسة الصحيحة, وربما يعتاد بعض الطلاب الدراسةَ بطريقة ما, وقد تكون تلك الطريقة خاطئة فتشكّل عَقبة في طريق إنجازهم, ويواجه طلاب كثيرون مشكلات تتعلق بكيفية دراستهم وطرق مذاكرتهم نتيجة لممارسة عادات دراسية خاطئة.
تجدون في هذا المقال إجابات موجزة عن الأسئلة السابقة.
يقصد بالعادات الدراسية “الممارسات السلوكية التي يستخدمها الطلبة والمتمثلة في الطرق والأساليب والاستراتيجيات المختلفة التي يوظفها الطلاب في استذكاراتهم اليومية أو استذكارهم للامتحان”. (العفنان, 2006, ص118)
دراسات كثيرة أكدت أهمية عادات الدراسة في التحصيل الدراسي للطلاب, ومنها دراسة العفنان (2006) حيث أشارت إلى التباين في العادات الدراسية التي يمارسها طلبة المرحلة الثانوية, بل إن العادة الدراسية تختلف من طالب إلى آخر من حيث قوتها وضعفها كما أنهم يختلفون في أنماط العادات الدراسية؛ نظرًا لأنها قد تتكون من مصادر مختلفة كالبيت والمدرسة والمجتمع والإعلام, كما اتضح من خلال النتائج أن العادات الدراسية لدى فئة المتفوقين تختلف عن فئة الراسبين ويختص المتفوقون بعادات تميزهم عن الراسبين كالبدء بالمواد المحببة والفصل بين المشاعر السلبية نحو الأستاذ والمقرر الدراسي.
وأظهرت نتائج دراسة غنيم (2020) وجود علاقة بين العادات الدراسية والتحصيل الأكاديمي, وفُسرت النتيجة بأن المهارات الدراسية من العوامل المهمة في التحصيل الأكاديمي, فالطالب الذي يمارس عادات دراسية جيدة يكون – غالبًا – أقدر على تنظيم وقته والتعامل مع المواد الدراسية بشكل جيد, كذلك يكون أقدر على إنجاز واجباته.
إن الكثير من التلاميذ في مراحل الدراسة المختلفة قد لا يعرفون كيفية المراجعة الصحيحة ويستنزفون أوقاتهم دون تحقيق ما يطمحون إليه, ولا يستفيدون مما لديهم من إمكانات جسمية وعقلية ونفسية واجتماعية واقتصادية بشكل صحيح, فتصبح هذه الأمور عادات خاطئة ممارسة من طرفهم مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وعلى توافقهم النفسي والاجتماعي وذلك لأنهم لم يتعلموا المهارات اللازمة لذلك أو لم يُشجعوا بما فيه الكفاية لتطبيق مثل تلك المهارات حيث إن عادات الدراسة الصحيحة يجب أن تُعلّم خلال سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية, ويتم تحسينها وتعديلها خلال المرحلة الثانوية حيث يتوقع من التلاميذ أن يتحملوا مسؤولية إنجازاتهم الأكاديمية. (العزة, 2009, كما ورد في عباس, 2015, ص37)
من العادات الدراسية الخاطئة: الدراسة في وقت غير مناسب, وعدم تنظيم برنامج دراسي, والانشغال بمشتتات خارجية, والتأجيل والتسويف, وإهمال الواجبات, والاعتماد على الأهل في إنجاز الواجبات …..
العادات الدراسية الخاطئة تأتي نتيجة عوامل متعددة منها: عدم معرفة طرق الدراسة الصحيحة فعادات الدراسة الخاطئة هي نتيجة لاستعمال أساليب خاطئة, ولعل الطلاب لم يتعلموا طرق الدراسة الصحيحة وإذا كانوا قد تعلموها لربما أنهم لم يفهموها أو لم يُشجعوا بما فيه الكفاية لتطبيق مثل تلك المهارات, كما أن انهماك الوالدين بتعليم الطالب من الممكن أن يمنع نمو الطفل فلا يصل إلى مهارات الدراسة المستقلّة, إضافة إلى ذلك فإن المشكلات النفسية تقود إلى صعوبات في الدراسة, فالتوتر يقود إلى صعوبة في التركيز، كما أن القلق والحزن لهما أثرهما في عملية التعلم وكذلك أحلام اليقظة والإعياء والتعب, كما أن القيم الثقافية السائدة تؤثر, فمثلًا عندما لا تهتم الأسرة بالتعليم والدراسة فإن الكثير من الأطفال لن يهتموا بدراستهم. (شيفلر وملمان, 2006)
إضافة إلى العوامل السابقة ثمّة عوامل مدرسية, منها: طرق التدريس التقليدية السائدة في المدارس والتي تركز على الحفظ والتلقين وتُهمل تنمية قدرات الطالب على الفهم والاستنتاج والتحليل والتركيب، ومن العوامل أيضًا عدم إرشاد الطلاب إلى طرق الدراسة الصحيحة وإهمال تدريبهم على الأساليب والمهارات التي تمكنهم من الدراسة والمذاكرة بشكل صحيح.
ينبغي للمرشد النفسي المدرسي أن يضع خطة لتعريف الطلاب بعادات الدراسة الصحيحة الفعالة وتدريبهم عليها, وذلك من خلال تصميم برامج إرشادية وفق أسس علمية منظمة, كما يمكن للمرشد النفسي المدرسي أن يطبق بعض الاستبانات والمقاييس في بداية العام الدراسي كمقاييس الحاجات الإرشادية التي تساعده على تحديد الحاجات الإرشادية للطلبة.
تفيد مقاييس الحاجات المرشد في التعرف على حاجات الطلبة منذ بداية العام الدراسي, حيث يساعده ذلك في عمل الخطة الإرشادية وتوزيع مجالاتها بناء على حاجات الطلبة المختلفة. (أبوسعد, 2011, ص11)
أما عن أساليب التعامل مع مشكلة العادات الدراسية الخاطئة فهناك بعض الخطوات المفيدة وردت في دليل التربويين لرعاية السلوك, نذكر منها:
(ص91)
يسعى المرشد النفسي المدرسي لمعالجة أي مشكلة في المدرسة بالتعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلاب لأنه يعمل ضمن منظومة متكاملة لها أثرها في تطور المشكلة أو الحدّ منها.