ضعف دافعية التعلم

يشكو بعض المعلمين من إهمال التلاميذ لواجباتهم، وتدني مستوى اهتمامهم بدروسهم، وغياب رغبتهم في التعلم، وهذه مظاهر تشير إلى ضعف دافعية التعلم لدى الطلاب، وتُعرّف سليمان (2010) دافعية التعلم “حالة داخلية في المتعلم، تدفعه إلى الانتباه إلى الموقف التعليمي، والقيام بنشاط موجه، والاستمرار في النشاط حتى يتحقق التعلم كهدف للمتعلم”.

ضعف دافعية للتعلم:

السلوك الذي يُظهر فيه التلاميذ شعورهم بالملل والانسحاب وعدم الكفاية والسرحان وعدم المشاركة في الأنشطة الصفية والمدرسية، وله مظاهر كثيرة تتمثل بالآتي: تشتت الانتباه، الانشغال بأغراض الآخرين، الانشغال بإزعاج الآخرين حيث يثير المشكلات الصفية، نسيان الواجبات وإهمال حلها، نسيان كل ما له علاقة بالتعلم الصفي من مواد ومتطلبات من كتب ودفاتر وأقلام، تدني المثابرة في الاستمرار في عمل الواجب أو المهمات الموكلة إليه، إهمال الالتزام بالتعليمات والقوانين الخاصة بالصف والمدرسة، كثرة الغياب عن المدرسة، كره المدرسة حتى أنه يشعر بعدم ملاءمة المقعد الذي يجلس عليه وبالتذمر من كثرة المواد المدرسية وتتابع الحصص والامتحانات، التأخر الصباحي والتسرب من المدرسة، الفشل والتأخر التحصيلي نتيجة عدم بذلهم الجهد الذي يتناسب مع قدراتهم. (قطامي، 2003، كما ورد في عباس، 2015)

أولاً: عوامل ضعف دافعية التعلم:

ذكر الداهري (2011) عوامل تتعلق بضعف دافعية الطلبة نحو التعلم، منها:

  1. ضعف الكفاءة العلمية لبعض المدرسين.
  2. كثرة عدد الدروس في اليوم الواحد.
  3. عدم توفر العدالة في توزيع الدرجات لدى بعض المدرسين.
  4. ضعف المستوى الاقتصادي لبعض الأسر.
  5. شعور الطالب بأن الدراسة لا تحقق طموحاته.

وبيّنت دراسة إمسعودن (2020) أسباب تدني دافعية التعلم من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية أفراد عينة البحث في الجزائر، وفيما يأتي أهمها:

  1. معاملة المعلم السيئة تجعلهم يكرهون الدراسة.
  2. كثافة البرنامج الدراسي تسبب لهم التعب.
  3. نقص الوسائل التعليمية تجعل التعليم مملاً.
  4. عدم ارتباط البرنامج باهتمامهم وميولهم.
  5. نقص الدروس التطبيقية يشعرهم بعدم فائدة التعلم.
  6. رواج البطالة لحاملي الشهادات في وسائل الإعلام.
  7. ظاهرة التشغيل بالوساطة تجعلهم يفكرون بالتخلي عن دراستهم.

ولعل الوضع الراهن الذي يعيشه طلابنا يؤثر في دافعتهم نحو التعلم، فقد أشارت دراسة أبو عرة (2017) إلى وجود علاقة موجبة دالة إحصائياً بين الأمن النفسي ودافعية التعلم، فكلما ارتفع شعور الطلبة بالأمن النفسي ارتفعت دافعيتهم للتعلم، والحالة النفسية التي يعيشها الطلبة تنعكس على تصرفاتهم ومستوى أدائهم.

ثانياً: أساليب التعامل مع مشكلة ضعف دافعية التعلم:

جاء في دليل التربويين لرعاية السلوك الصادر عن الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في المملكة العربية السعودية (2008) أساليب التعامل مع مشكلة ضعف دافعية التعلم، نذكر أهمها بإيجاز:

  1.  معالجة العوامل التي تؤثر في مستوى الطالب التعليمي، وستؤثر هذه المعالجة حتماً إلى الرفع من دافعيته للتعلم.
  2. الإرشاد العقلاني من خلال مناقشة الطالب في أفكاره السلبية حول قدراته، وأنه قادر على النجاح وتحمل المسؤولية، وكذلك تفنيد أفكاره السلبية تجاه المدرسة والمعلم، وتبصيره بأن التعلم الجيد يؤدي إلى الحصول على الوظيفة والنجاح في الحياة المستقبلية.
  3. مساعدة الطالب على تحقيق التوافق مع البيئة المدرسية، وتحسين علاقاته بالمعلمين وبزملائه الطلاب، لعل ذلك يزيد من إقباله على المدرسة.
  4. تحسين العوامل البيئية المدرسية.
  5. الإرشاد الأسري بتبصير ولي أمر الطالب بأهمية تشجيع الطالب على إكمال التعليم، والبحث معه عن الأسباب التي حدت بالطالب إلى هذا النهج.
  6. استخدام أسلوب التعزيز والتحفيز بالمكافآت الفعالة.
  7. تنمية ثقة الطالب بذاته وقدراته بكل الأساليب المتاحة.
  8. النمذجة بملاحظة نماذج من ذوي التحصيل المرتفع.

ثالثاً: نموذج “كيلر” لإثارة دافعية المتعلمين:

طور كيلر نموذجاً لتصميم عملية التدريس يرتكز على جوانب الدافعية، ويتألف هذا النموذج من أربعة أبعاد يشتمل كل منها على مجموعة من الإجراءات والاستراتيجيات التي يمكن للمعلم استخدامها لإثارة الدافعية وإدامتها لدى المتعلمين. (الزغلول، 2012)

والأبعاد الأربعة هي:

  1. خلق الاهتمام لدى المتعلم نحو موضوع التعليم.
  2. ملاءمة المحتوى لدوافع المتعلم.
  3. تعزيز الثقة لدى المتعلمين.
  4. تحقيق الإشباع لدى المتعلمين: ينطوي هذا البعد على خلق القناعة والرضا لدى المتعلمين بالإنجاز أو التحصيل الذي حققوه من تعلم المحتوى من خلال استخدام المعززات والمكافآت المختلفة لأدائهم، كالعلامات والثناء والمدح ولوحات الشرف وشهادات التقدير وعرض أعمال المتعلم في الصف أو الصفوف الأخرى، إضافة إلى تأكيد أهمية وقيمة النتائج أو التحصيل الذي حققه المتعلمون وعزو ذلك إلى جهودهم وطاقاتهم الذاتية. (الزغلول، 2012)

ضعف دافعية التعلم من المشكلات المنتشرة، ولعل أول وأهم خطوة لحلّ المشكلة، تكون بتحديد العوامل المؤدية إلى ضعف دافعية التعلم، ويكون ذلك بالتشخيص الدقيق والتعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، والمعلم يؤدي دوراً مهماً في إثارة دافعية المتعلمين من خلال تهيئة مناخ صفي مناسب، ومراعاة حاجات المتعلمين واستعداداتهم، وتنويع المثيرات.

المراجع:

  • أبو عرة، عاطف. (2017). الشعور بالأمن النفسي وعلاقته بدافعية التعلم لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة [رسالة ماجستير منشورة، جامعة القدس المفتوحة]. https://www.qou.edu/ar/sciResearch/pdf/master/irshad/ahmadAtefAbuErra.pdf
  • إمسعودن، مسيسيلية. (2020). أسباب تدني دافعية التعلم من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية شعبة العلوم التجريبية. مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، 8(3). 56-85.
  • الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد. (2008). دليل التربويين لرعاية السلوك. وزارة التربية والتعليم السعودية.
  • الداهري، صالح. (2011). أساسيات علم النفس التربوي ونظريات التعلم. دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع.
  • الزغلول، عماد. (2012). مبادئ علم النفس التربوي(ط.2). دار الكتاب العربي. {ص. 227، 230}
  • سليمان، سناء. (2010). قراءات في علم النفس المدرسي. عالم الكتب.
  • عباس، سوسن. (2015). المشكلات الدراسية الشائعة لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في محافظة طرطوس وعلاقتها ببعض المتغيرات [رسالة ماجستير منشورة، جامعة دمشق]. قاعدة معلومات شمعة التربوية.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن علم النفس التربوي