قلق الامتحان
أحمد حمشو
سبتمبر 4, 2021
3 دقائق
أحمد حمشو
سبتمبر 4, 2021
3 دقائق
يعاني كثير من الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة من قلق الامتحان، ونلاحظ أن مستوى القلق يختلف من طالب إلى آخر، فبعضهم يقلق ولكن هذا القلق ضمن الحدّ المقبول الذي يمكن أن يمر به أي شخص ولا يشكّل عائقًا، بل يكون السعي والجدّ والاستعداد للامتحان ثمرةً لذلك القلق، وبعضهم يقلق بشدة فيشكّل قلقه عائقًا وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسية فيحول بينه وبين النجاح.
جمعت طاقة أزهارٍ مما كٌتب حول (قلق الامتحان) ثم رتبتُ أهمها في هذا المقال، تشمل تعريفه وعوامله وخطوات للوقاية منه والسيطرة عليه.
قلق الامتحان : “حالة انفعالية وجدانية مكدّرة تعتري الفرد في المواقف السابقة للاختبار أو موقف الاختبار ذاته، وتتسم هذه الحالة بالشعور بالتوتر والتهديد والخوف من مثير الاختبار ومتعلقاته”. (سليمان، 2010)
العلاقة بين قلق الامتحان وأداء الامتحان علاقة منحنية أي كلما زاد القلق حتى حدّ مثالي معين، تحسَّن الأداء، وبعد هذا الحد تصبح العلاقة عكسية أي يتدهور الأداء بتأثير من الزيادة الشديدة للقلق. (سليمان، 2010)
– الخوف من الفشل (الرسوب) الدراسي: يشكّل الفشل (الرسوب) الدراسي عاملًا أساسيًا من عوامل الإحباط لدى التلاميذ، فالخوف منه يؤدي إلى الوقوع في صراعات تؤدي هي الأخرى إلى القلق، وذلك نظرًا لما يعيشه المتعلم من جو شبيه بحالة الطوارئ، لأنه يُرغم على استيعاب ما درسه في فصل أو سنة، فعليه الاجتهاد والسهر، فلا لعب ولا زيارات؛ مما يثير لديه الضيق والكبت والحصر. (عباس، 2015)
– المناهج وطرائق التدريس: كثافة المواد والتحضيرات المتتالية التي جعلت من الامتحان غاية في ذاته، وثقل المواد الدراسية وصعوبة استيعابها مع استخدام طرائق تدريس أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تقليدية وجامدة، تبعث على النفور وتزيد من نسبة تشتت الانتباه لدى التلميذ، وتباين المعلمين فيما بينهم في توصيل المعلومات التي قد تختلف في معناها من معلم إلى آخر. (عباس، 2015)
– الضغوط الأسرية والمدرسية: يعدّ تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسرة وفق أساليب التنشئة التقليدية، والتي تستخدم العقاب، من العوامل التي تؤدي إلى خوف التلميذ من النتائج السيئة للامتحان، فاستخدام الآباء أساليب التهديد والوعيد لأبنائهم بهدف تحقيق نتائج تتفق مع رغباتهم يترك آثارًا سيئة على شخصية أبنائهم تنعكس سلبًا على مدى توافقهم، فيتجه الطفل إلى تلبية مطالب والديه وتوقعاتهما نحوه خوفًا من سلوكياتهم الرافضة لخبرة الفشل لديه، بعدها يبدأ الطفل بمقارنة تحصيله مع تحصيل الأطفال الآخرين مما يدفعه إلى زيادة التنافس والضغط حتى يصبح أداؤه أفضل من أداء الآخرين وهكذا تبدأ لديه مشكلة قلق الامتحان. (عباس، 2015)
– عادات الاستذكار: تعد عادات الاستذكار من العوامل المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض مستوى قلق الامتحان وذلك لأن الكثير من التلاميذ الذين لديهم عادات دراسية سلبية، بحيث لا يأخذون الدراسة مأخذًا جدّيًا إلا قبل الامتحان بمدة قليلة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم المواد الدراسية ممثلة بذلك عبئًا كبيرًا عليهم، ومن ثَمَّ يشعرون بالقلق والتوتر والخوف من الامتحانات. (سايحي، 2012)
ذُكر في دليل استراتيجيات خفض قلق الاختبار (1434هـ) الصادر عن المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، الاستراتيجيات الشخصية لتجنب القلق، نذكر أهمها بإيجاز:
– مزاولة الهوايات وبعض الأنشطة المحببة في أثناء فترة الاستعداد للامتحان، فهذه الأنشطة تساعد على الشعور بالمتعة والحيوية وتساعد على تجديد النشاط، كما تعد من المصادر المهمة للتنفيس الانفعالي وتنمية الذات.
– المحافظة على وضع صحي جيد، فقد يكون القلق سببه ضعف الصحة البدنية، فيجب الحرص على النوم الصحي، وتجنب الإفراط في تناول المنبهات.
– زيارة مكان الامتحان.
– تعديل الاتجاهات السلبية، فهي تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز قلق الامتحان وخاصة عندما تكون اتجاهاته سلبية أيضًا نحو المادة أو معلمه أو كان أداؤه السابق ضعيفًا فيها؛ فيجب تعزيز اتجاهات سليمة وإيجابية من خلال العمل مع طلاب يحملون اتجاهات إيجابية.
– الانتباه والتركيز: تكون المحافظة على التركيز من خلال اختيار مكان مناسب للدراسة ويكون خاليًا من المشتتات، وتعلم استراتيجيات الانتباه والحفظ والتذكر .
– الثقة بالنفس: ببذل كل ما من شأنه دعم الثقة في النفس واعتقاد القدرة على الأداء الجيد في الاختبار والثقة بكفاية الاستعداد له حيث يقلل ذلك من مشاعر قلق الامتحان بدرجة كبيرة، وهذه الثقة لا تأتي من فراغ فالإعداد الجيد للامتحان هو الوسيلة العملية والفعّالة لتكوينها والمحافظة عليها.
ذُكر في دليل استراتيجيات خفض قلق الاختبار (1434هـ) المُشار إليه في الفقرة السابقة، استراتيجيات السيطرة على قلق الامتحان عند استشعاره، نذكر أهمها بإيجاز:
استراتيجيات معتمدة على تحديد السبب وأسلوب مقاومته:
الأفكار السلبية | الأفكار الإيجابية |
أدائي في الاختبار سيئ | لدي خطة دراسية جيدة وسأستعد |
إذا لم أجتز هذا الاختبار، فأنا فاشل | سأجتاز الاختبار إن شاء الله وإن لم أجتز سأكرر المحاولة |
سوف يشتمل الاختبار على أسئلة فيها خدعة وربما مربكة ومضللة | يصمم الاختبار لقياس المعارف والمهارات التي اكتسبتها وأنا أعرف كل أشكال الأسئلة وسوف أجيب عنها إن شاء الله |
قد يحتاج الطالب إلى مساعدة لحل المشكلة في حال لاحظ أن أعراض قلق الامتحان تزداد وتشتد؛ فيّنصح بمراجعة مرشد نفسي متخصص وطلب المساعدة.
قلق الامتحان يكون نتيجة عوامل متعددة، والمشكلة تكمن في شدة القلق وآثاره التي تختلف من طالب إلى آخر، والاطلاع على عوامله يفيد في الوقاية من المشكلة.
مما سبق نجد أن جزءًا مهمًا من حل المشكلة يكون بالاستعداد النفسي للامتحان والإعداد له، من خلال تنظيم برنامج دراسي وممارسة عادات دراسية صحيحة، والاهتمام بالصحة الجسمية وتخصيص أوقات للراحة، والتفكير بطريقة إيجابية واقعية.