قلق التدريس لدى الطالب المعلم
أحمد حمشو
سبتمبر 4, 2021
3 دقائق
أحمد حمشو
سبتمبر 4, 2021
3 دقائق
الطالب الذي يدرس في كلية التربية بقسم معلم صف، يمر بمرحلة مهمة في أثناء رحلته الدراسية في الجامعة، وهي مرحلة التربية العملية، ففي هذه المرحلة سيكون الطالب معلمًا ويبدأ التدريب العملي في الصف؛ حيث يحوّل المعرفة النظرية إلى تطبيق عملي، ويكون الطالب هنا أمام موقف جديد؛ مما يؤدي – غالبًا – إلى شعوره بالقلق.
العوامل التي تؤدي إلى قلق الطالب المعلم حِيالَ موقف التدريس متعددة أهمها: توقع الفشل، توقع عدم القدرة على الوقوف أمام الطلاب، توقع التعرض للنقد الشديد إليه من قبل زملائه ومشرف التربية العملية.
هذه الظاهرة نلاحظها باستمرار، ونسمع الطلاب المعلمين يتحدثون عنها ويصِفون شعورهم بالقلق ونجدهم يحاولون حلّ مشكلتهم لكيلا يؤدي القلق إلى إعاقة أدائهم؛ هذا المقال يسلّط الضوء على المشكلة، ويقدم بعض المقترحات التي تساعد على حلها.
أولًا: التربية العملية وأهميتها:
يطلق بعضهم على التربية العملية اسم التربية الميدانية أو التدريب الميداني أو التطبيقات المسلكية، ومهما كانت التسمية فإن مفهوم التربية العملية ينحصر في كونها عملية تربوية منظمة هادفة تتيح للطلبة المعلمين من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات تطبيق معظم المفاهيم والمبادئ والنظريات التربوية تطبيقًا سلوكيًا بالشكل الذي يؤدي إلى اكتساب الطالب المعلم الكفايات التربوية المطلوبة بعد التخرج، وذلك من خلال الخبرة الواقعية والحقيقية التي تتأتى من خلال التدريب على التدريس، والاحتكاك المباشر بالبيئة ومكوناتها في خلال مدة زمنية محددة. (المطلق، 2010، ص64)
تتجلى أهمية التربية العملية في النقاط الآتية:
(عطية والهاشمي، 2008)
ثانيًا: قلق التدريس:
عرّفه الشهراني (2003) بأنه: قلق الموقف الذي ينتاب الطالب المعلم خلال فترة التربية الميدانية، خوفًا من الفشل وعدم القدرة على القيام بالمهام التدريسية على الوجه الأكمل. (ص51)
قلق التدريس أحد أنواع قلق الحالة، ظاهرة طارئة ووقتية، ناتجة عن المواقف التي يمر بها الطالب المعلم، حيث إنه يشعر بالخوف من الفشل في بداية حياته العملية في التدريس الذي هو عملية معقدة، ومنظومة متكاملة من العلاقات والتفاعلات له مدخلات وعمليات ومخرجات ثم يتعرض فيه الطالب المعلم في أثناء مدة التربية الميدانية للكثير من المواقف الضاغطة بسبب التحدث أمام الآخرين والخوف من الوقوع في الخطأ. (إبراهيم، 2012)
القلق شعور طبيعي، فنحن نشعر بالقلق في مواقف متعددة وهذا القلق يحفزّنا في كثير من الأحيان لنتقدم ونتفوق، فيكون القلق قلقًا مثمرًا ولا يعيق تقدمنا.
شعور الطالب المعلم بهذا الشعور ليس مشكلة، فنسبة كبيرة ممن كان في هذا الموقف شعروا بهذا الشعور في الخطوة الأولى.
تحدث المشكلة عندما يتجاوز القلق الحدّ الطبيعي؛ فيؤدي إلى إعاقة تقدمنا وعدم قدرتنا على المتابعة.
ثالثًا: مقترحات لحل مشكلة قلق التدريس لدى الطالب المعلم.
ننصح الطالب المعلم بما يأتي:
الخوف الشديد من الإلقاء يتلاشى بالممارسة، كالماء الساخن الذي تشعر بسخونته في لمساتك الأولى له، إلى أن تقول إن الماء بارد وهو ليس ببارد ولكنك استطعت أن تتكيف معه بالتدريج. (الحزيمي،1441هـ،ص17)
في المرحلة الأولى ابدأ وحدك في غرفتك وتدرب أمام المرآة، ويمكن أن تصوّر نفسك وتقوم بالتقييم بعد ذلك، ثم تدرب أمام أشياء كالوسائد، ثم أمام مجموعة من الأصدقاء المشجعين وتطلب تقييمهم بعد ذلك. (الحزيمي،1441هـ)
التدريب مهم جدًا ولا سيما للمبتدئين، نعم لن يجعلك التدريب كاملًا ومثاليًا ولكنه سيساعدك على تجاوز الكثير من الأخطاء بالإضافة إلى زيادة ثقتك بنفسك، وكلما زاد تدريبك تحسن أداؤك.(السويدان، 2003، ص112)
تذكر نجاحك وراجع ذكريات الفوز والنجاح ولحظات الثناء والمدح وطعم الإنجاز فإذا جاءتك فكرة سلبية فناقشها: كيف أكون فاشلًا وقد نجح يوم كذا وفزت يوم كذا وتفوقت يوم كذا.(الحزيمي،1441هـ، ص70)
لتكون متحدثًا بارعًا كن عميقًا في علمك، سهلًا في طرحك، مشوّقًا في عرضك، مستعينًا بربك، فالأولى تمنحك التكامل، والثانية التواصل، والثالثة التفاعل، والرابعة كلّ شيء. (المرجع السابق، ص167)
اتعب في الإعداد تسترح في الإلقاء، اقرأ واطلع، وراجع واحفظ، فمن زاد تهيؤه قلَّ تهيّبه. (الحزيمي،1439هـ، ص206-211)
الإقلاع القوي، يمكّن الطائرة من الطيران بنجاح. (العشماوي،2009، ص77)
تقبّل النقد فأنت بشر تصيب وتخطئ، والناقد بشر يصيب ويخطئ .. قابل الناقد بالقبول والمنقود بالإصلاح، والعاقل لا يكسر ساعة المنبه لأنها أيقظته. (الحزيمي،1439هـ، ص133-138)
ختامًا: الاستعداد والإعداد لهذه المرحلة خير زاد يعين الطالب المعلم على النجاح، كما أن طرد الأفكار السلبية والحديث الذاتي الإيجابي من الأمور المهمة لحل المشكلة.
المراجع: