مشكلات الإدارة الصفية التي تواجه المعلمين
أحمد حمشو
سبتمبر 5, 2021
4 دقائق
أحمد حمشو
سبتمبر 5, 2021
4 دقائق
أدوار المعلم في صفه متعددة, منها “إدارة الصف” ونجاح المعلم في صفه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإدارة الصفية الفعّالة, ولعل الإدارة الصفية هي أهم ما يميز معلمًا عن معلم آخر.
يشير عفيفي (2007) إلى أهمية دور المعلم في إدارة الصف بقوله: لا يمكن تحقيق التدريس الفعال, ولا أن يتحقق التعلم الفعال في فصل تغيب عنه الإدارة, فإذا كان الطلاب غير منظّمين, والضوضاء سائدة, والاحترام غير موجود, وقواعد السلوك الواجب غير واضحة فمن الطبيعي أن تكون الفوضى هي النتيجة, وهنا يعاني المعلم ويخسر الطالب؛ فالمعلم يناضل لكي يُعلِّم, والطالب لا يركز في التعليم ولا يتعلم كثيرًا.
تُعرّف الأفندي (2014) الإدارة الصفية بأنّها: عملية منظمة مخططة تشمل إدارة جميع المكونات المادية والنفسية في الصف, وتسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية وبناء الشخصية المتكاملة للتلاميذ؛ عن طريق إحداث التغيير المرغوب في سلوكياتهم وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لهم.,
ترتبط إدارة الصف ببعض الفضائل والسلوكيات والقيم الجيدة المتعلقة بالمعلم, ومنها: الصداقة, الحصافة والفطنة, النزاهة والأخلاق, العدالة, الحكمة العملية, كرم الأخلاق, الفخر بالطلاب. (عبدالعزيز وعبدالعظيم, 2007)
أهمّ أهداف الإدارة الصفية, كما وردت في دراسة الأفندي (2014):
يتفاوت المعلمون في مستوى إدارتهم للصف, لكن ثمّة مشكلات تكاد تواجه معظم المعلمين, وفيما يأتي نذكر مشكلتين من مشكلات إدارة الصف المتعلقة بالتلميذ:
يُعرّف النشاط الزائد بأنه: حركات جسمية فوق الحد الطبيعي أو المقبول, ويظهر النشاط الزائد من خلال النشاط غير الملائم وغير الموجه بالمقارنة مع سلوك الطفل النشط الذي تتسم فعاليته بأنها هادفة ومنتجة, ومن مؤشرات النشاط الزائد عدم استقرار الطفل, وأنه دائم التجول وتسلق الأماكن المرتفعة ويبدي صعوبة في اللعب بهدوء في أنشطة وقت الفراغ, ويفرط أيضًا في التحدث ويكون دائم التحريك لليدين والقدمين والدوران في مقعده, كما يغادر مقعده في الصف أو في أماكن يفترض فيه البقاء جالسًا, ويلقي بالإجابات قبل اكتمال السؤال. (داغستاني, 2011)
يمكن أن يكون العلاج بإبراز أي سلوك منتج يقوم به الطفل, ومدح الطفل وهو يفعل شيئًا جيدًا أو يستقر في مكانه, ويمكن أن نخبر الطفل في نهاية اليوم بتحسنه تجاه الهدوء والنشاط الهادف, كما يمكن إبرام مجموعة من الاتفاقيات أو العقود مع الطفل ووضع بعض الأنشطة اليومية له ليقوم بتنفيذها, وتوضع له محفزات وتعزيز لكل سلوك يؤديه في الوقت المناسب. (داغستاني, 2011)
مشكلة النشاط الزائد لدى بعض التلاميذ مشكلة ترهق الكثير من المعلمين, وهذه المشكلة يمكن للمعلم الحصيف أن يتعامل معها من خلال أساليب كثيرة كاستثمار نشاط التلاميذ في مهام وأنشطة هادفة, وتكليف التلاميذ بمهام صفية يمكن من خلالها توجيه نشاطهم في مجالات نافعة كتوزيعهم في لجان صفية (الانضباط – النظافة ….), إضافة إلى ما سبق يجب التعاون مع المرشد النفسي المدرسي لتشخيص المشكلة ومتابعتها.
تُعدّ مشكلة التحدث الصفي غير المناسب من المشكلات العامة، والأكثر انتشارًا، ويعاني منها المعلمون في المراحل الدراسية المختلفة، إلّا أنّ حدّتها تختلف باختلاف المرحلة الدراسية للطلاب، كما أنّ مظاهرها تتنوع حسب المرحلة العمرية للطلاب، ومن المظاهر التي يمكن للمعلم ملاحظتها لهذه المشكلة: التحدث الجانبي, أو التحدث بصوت عال عند الرغبة في الإجابة عن سؤال طرحه المعلم, أو التطوع في الإجابة بدون إذن وبصوت مرتفع خاصة أثناء حديث المعلم أو زميل له. (العاجز,2007)
هذه المشكلة يمكن حلها من خلال اتفاق المعلم مع التلاميذ بداية العام على قواعد صفية, توضح المسموح والممنوع, وتدريب التلاميذ على الالتزام بها وتطبيقها.
يجب أن تكون الغرفة الصفية مناسبة وملائمة, فتكون إنارتها مناسبة, وتهويتها جيدة, وترتيب جلوس التلاميذ في المقاعد يكون مدروسًا, إضافة إلى العناية بالجانب الجمالي الهادئ للصف غرفة كان أو خيمة؛ فيحاول المعلم التعديل في البيئة الصفية قدر المستطاع ليكون الصف بالنسبة إلى التلميذ كالواحة ويلبّي احتياجاته.
المشكلات تواجه معظم المعلمين, فنجد بعضهم يتخذ موقفًا سلبيًا منها ولا يبذل جهدًا حقيقيًا لحلها فيفشل, ونجد بعض المعلمين – ممن أحبّ هذه المهنة – يتعامل مع المشكلات بهدوء وفق أصول علمية, ويبحث عن الحلول ولا يألو جهدًا في معالجة المشكلة, وفي النهاية نجده أصبح ماهرًا في حل المشكلات.
إذا لم نتفق ابتداء على القواعد يصبح كل شيء جائزًا, ولا يلومن المعلم إلا نفسه حين يتكرر حضور الطلاب متأخرين بعد بدء الحصة, وحين تتكرر مضايقة بعض الطلاب لزملائهم دون الالتفات لتنبيهات وربما توسلات المعلم, باختصار سيكون كل شيء ممكنًا طالما أنه ليست هناك قواعد تحكم السلوك. (عفيفي, 2007)
إن تسيير الأمور الصفية يعني بالدرجة الأولى تحديد المعلم لتوقعاته التي ينتظرها من طلابه, أي الإفصاح عما يريده منهم, وعما سيقوم به معهم, ولتنظيم ذلك عليه وضع قواعد للعمل وتحديد سلوكات على المتعلمين الالتزام بها. (بوز, 2012)
ريتشارد ل.كروين (2016) أشار إلى أنّ القواعد يجب أن تكون متّسقة مع المحكّات الآتية:
إن قاعدة “أحضر كل ادواتك إلى الفصل” على سبيل المثال هي قاعدة غير محددة, إلا أن قاعدة “أحضر كتابك وقلمك ودفترك إلى الفصل يوميًا” هي قاعدة محددة.
قاعدة “احضر في الوقت المحدد” أفضل من القول “لا تتأخر” إلا أن هناك بعض القواعد التي لا يكون لها صيغة موجبة مثل “الإهانات غير مسموح بها”.
المعلم الذي يوضّح نظام الصف والمدرسة للتلاميذ في أول العام, ويضع القواعد الصفية بمشاركة التلاميذ, ويخطط لعمله, ويسير في ضوء القواعد التربوية, سيكون مستعدًا لمواجهة المشكلات وستزيد قدرته على حل المشكلات.
أول خطوة في حل أي مشكلة تبدأ من البحث عن العوامل التي تؤدي إلى حدوثها, لأننا نرى أعراض المشكلة, والحل يكون بالتشخيص وتحديد المشكلة بدقة, ثم البدء بخطوات منظمة ومنتظمة لعلاجها.