العادات الدراسية الخاطئة

يعاني بعض الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة من عدم معرفة طرق الدراسة الصحيحة, وربما يعتاد بعض الطلاب الدراسةَ بطريقة ما, وقد تكون تلك الطريقة خاطئة فتشكّل عَقبة في طريق إنجازهم, ويواجه طلاب كثيرون مشكلات تتعلق بكيفية دراستهم وطرق مذاكرتهم نتيجة لممارسة عادات دراسية خاطئة.

  • ما العادات الدراسية, وما أهميتها؟
  • ما المقصود بعادات الدراسة الخاطئة؟
  • ما عوامل العادات الدراسية الخاطئة؟
  • كيف يعالج المرشد النفسي المدرسي مشكلة العادات الدراسية الخاطئة؟

تجدون في هذا المقال إجابات موجزة عن الأسئلة السابقة.

أولًا: تعريف العادات الدراسية وأهميتها

يقصد بالعادات الدراسية “الممارسات السلوكية التي يستخدمها الطلبة والمتمثلة في الطرق والأساليب والاستراتيجيات المختلفة التي يوظفها الطلاب في استذكاراتهم اليومية أو استذكارهم للامتحان”. (العفنان, 2006, ص118)

دراسات كثيرة أكدت أهمية عادات الدراسة في التحصيل الدراسي للطلاب, ومنها دراسة العفنان (2006) حيث أشارت إلى التباين في العادات الدراسية التي يمارسها طلبة المرحلة الثانوية, بل إن العادة الدراسية تختلف من طالب إلى آخر من حيث قوتها وضعفها كما أنهم يختلفون في أنماط العادات الدراسية؛ نظرًا لأنها قد تتكون من مصادر مختلفة كالبيت والمدرسة والمجتمع والإعلام, كما اتضح من خلال النتائج أن العادات الدراسية لدى فئة المتفوقين تختلف عن فئة الراسبين ويختص المتفوقون بعادات تميزهم عن الراسبين كالبدء بالمواد المحببة والفصل بين المشاعر السلبية نحو الأستاذ والمقرر الدراسي.

وأظهرت نتائج دراسة غنيم (2020) وجود علاقة بين العادات الدراسية والتحصيل الأكاديمي, وفُسرت النتيجة بأن المهارات الدراسية من العوامل المهمة في التحصيل الأكاديمي, فالطالب الذي يمارس عادات دراسية جيدة يكون – غالبًا – أقدر على تنظيم وقته والتعامل مع المواد الدراسية بشكل جيد, كذلك يكون أقدر على إنجاز واجباته.

ثانيًا: عادات الدراسة الخاطئة

إن الكثير من التلاميذ في مراحل الدراسة المختلفة قد لا يعرفون كيفية المراجعة الصحيحة ويستنزفون أوقاتهم دون تحقيق ما يطمحون إليه, ولا يستفيدون مما لديهم من إمكانات جسمية وعقلية ونفسية واجتماعية واقتصادية بشكل صحيح, فتصبح هذه الأمور عادات خاطئة ممارسة من طرفهم مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وعلى توافقهم النفسي والاجتماعي وذلك لأنهم لم يتعلموا المهارات اللازمة لذلك أو لم يُشجعوا بما فيه الكفاية لتطبيق مثل تلك المهارات حيث إن عادات الدراسة الصحيحة يجب أن تُعلّم خلال سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية, ويتم تحسينها وتعديلها خلال المرحلة الثانوية حيث يتوقع من التلاميذ أن يتحملوا مسؤولية إنجازاتهم الأكاديمية. (العزة, 2009, كما ورد في عباس, 2015, ص37)

من العادات الدراسية الخاطئة: الدراسة في وقت غير مناسب, وعدم تنظيم برنامج دراسي, والانشغال بمشتتات خارجية, والتأجيل والتسويف, وإهمال الواجبات, والاعتماد على الأهل في إنجاز الواجبات …..

ثالثًا: عوامل العادات الدراسية الخاطئة

العادات الدراسية الخاطئة تأتي نتيجة عوامل متعددة منها: عدم معرفة طرق الدراسة الصحيحة فعادات الدراسة الخاطئة هي نتيجة لاستعمال أساليب خاطئة, ولعل الطلاب لم يتعلموا طرق الدراسة الصحيحة وإذا كانوا قد تعلموها لربما أنهم لم يفهموها أو لم يُشجعوا بما فيه الكفاية لتطبيق مثل تلك المهارات, كما أن انهماك الوالدين بتعليم الطالب من الممكن أن يمنع نمو الطفل فلا يصل إلى مهارات الدراسة المستقلّة, إضافة إلى ذلك فإن المشكلات النفسية تقود إلى صعوبات في الدراسة, فالتوتر يقود إلى صعوبة في التركيز، كما أن القلق والحزن لهما أثرهما في عملية التعلم وكذلك أحلام اليقظة والإعياء والتعب, كما أن القيم الثقافية السائدة تؤثر, فمثلًا عندما لا تهتم الأسرة بالتعليم والدراسة فإن الكثير من الأطفال لن يهتموا بدراستهم. (شيفلر وملمان, 2006)

          إضافة إلى العوامل السابقة ثمّة عوامل مدرسية, منها: طرق التدريس التقليدية السائدة في المدارس والتي تركز على الحفظ والتلقين وتُهمل تنمية قدرات الطالب على الفهم والاستنتاج والتحليل والتركيب، ومن العوامل أيضًا عدم إرشاد الطلاب إلى طرق الدراسة الصحيحة وإهمال تدريبهم على الأساليب والمهارات التي تمكنهم من الدراسة والمذاكرة بشكل صحيح.

رابعًا:   دور المرشد النفسي المدرسي في معالجة مشكلة العادات الدراسية الخاطئة

ينبغي للمرشد النفسي المدرسي أن يضع خطة لتعريف الطلاب بعادات الدراسة الصحيحة الفعالة وتدريبهم عليها, وذلك من خلال تصميم برامج إرشادية وفق أسس علمية منظمة, كما يمكن للمرشد النفسي المدرسي أن يطبق بعض الاستبانات والمقاييس في بداية العام الدراسي كمقاييس الحاجات الإرشادية التي تساعده على تحديد الحاجات الإرشادية للطلبة.

تفيد مقاييس الحاجات المرشد في التعرف على حاجات الطلبة منذ بداية العام الدراسي, حيث يساعده ذلك في عمل الخطة الإرشادية وتوزيع مجالاتها بناء على حاجات الطلبة المختلفة. (أبوسعد, 2011, ص11)

أما عن أساليب التعامل مع مشكلة العادات الدراسية الخاطئة فهناك بعض الخطوات المفيدة وردت في دليل التربويين لرعاية السلوك, نذكر منها:

  • تدريب الطالب على المهارات اللازمة للاستذكار الجيد لكل مادة, وضبط المثيرات وذلك بإبعاد المثيرات المشتتة لانتباه الطالب, وتهيئة الظروف المناسبة للمذاكرة.
  • تبصير الطلاب بأهمية تنظيم الوقت الذي هو خير معين للاستذكار الجيد, وتحديد أفضل الأوقات للاستذكار؛ لأن هناك بعض الطلاب قد يحققون نتائج أطيب في أوقات معينة من اليوم, وكذلك تحديد المدّة الزمنية للاستذكار التي تعتمد على قدرات الطالب الذاتية.
  • استخدام طرق التعزيز المختلفة مثل التعزيز الإيجابي في حال اكتساب الطالب عادات دراسية جديدة ونجاحه في تنظيم وقته.
  • توعية أولياء الأمور بسلبيات اعتماد الطالب عليهم في الاستذكار وخاصة عند حل الواجبات المنزلية؛ لأن الاهتمام الزائد قد يجعل الطالب يفقد ثقته بقدرته على الاعتماد على نفسه.
  • التحقق من قدرات الطالب العقلية وعدم معاناته من أي صعوبات في التعلم.
  • منح الطلاب الأوقات المخصصة للفُسح خلال اليوم الدراسي لتجديد نشاطهم.
  • تكثيف النشاط المدرسي وتنويعه.
  • تدريب الطالب على مهارة تحليل المهام, فعندما يتذرع الطالب بكثرة الواجبات؛ على المربي أن يشعره بتعاطفه, ولكن بعد ذلك عليه منحه التفاؤل والشعور بالقدرة على استكمال الواجبات في حال اتباعه للأساليب التي تعينه على ذلك.
  • النمذجة, بأن يحاكي الطالب زملاءَه المجدين في الاستذكار والاستفادة من تجارب وخبرات الطلاب المتميزين وصولًا للتفوق الدراسي.
  • تدريب الطالب على طرائق الاستذكار ومراعاة مناسبتها لجميع الطلاب, وتعتمد منهجيتها على:
  • أن يقوم الطالب بمسح لكامل المقرر وتصفح عناوينه الرئيسة والخلاصات.
  • ثم يقوم الطالب بتحويل العناوين ورؤوس الموضوعات إلى أسئلة, وقد يساعده في ذلك الاستعانة بالأسئلة التي توضع في نهايات الدروس أو وحدات وفصول الكتاب المدرسي.
  • ثم يبدأ الطالب بالقراءة والبحث عن الإجابات عن الأسئلة.
  • ثم يقرأ الطالب إجابات هذه الأسئلة ويحفظ ما يتطلب الحفظ ثم يقوم بتسميعها.

(ص91)

يسعى المرشد النفسي المدرسي لمعالجة أي مشكلة في المدرسة بالتعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلاب لأنه يعمل ضمن منظومة متكاملة لها أثرها في تطور المشكلة أو الحدّ منها.

المراجع

  • أبو سعد, أحمد. (2011). دليل المقاييس والاختبارات النفسية والتربوية.(ج3). مركز ديبونو لتعليم التفكير.
  • الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد. (1429هـ). دليل التربويين لرعاية السلوك. وزارة التربية والتعليم السعودية.
  • شيفلر وملمان. (2006). سيكولوجية الطفولة والمراهقة(سعيد العزة, مُترجم). دار الثقافة للنشر والتوزيع. تاريخ نشر العمل الأصلي غير متوفر.
  • عباس, سوسن.(2015). المشكلات الدراسية الشائعة لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في محافظة طرطوس وعلاقتها ببعض المتغيرات[رسالة ماجستير منشورة, جامعة دمشق]. http://search.shamaa.-rg/
  • العفنان, علي. (2006). العادات الدراسية وعلاقتها بالتحصيل لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة الرياض, رسالة التربية وعلم النفس. (27). 109-171.
  • غنيم, خولة. (2020). العادات الدراسية وعلاقتها بالتحصيل الأكاديمي تبعًا لمتغيرات الجنس والتخصص والسنة الدراسية لدى طلبة كلية الأميرة رحمة – جامعة البلقاء التطبيقية. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات النفسية والتربوية. 28(2). 1034-1052.

وسوم

عن الكاتب

أحمد حمشو

باحث في التربية والإرشاد النفسي

اقرأ لـ أحمد حمشو

اقرأ ايضاً عن تعليم