مركز مداد للدراسات وجامعة حلب يختتمان المؤتمر الدولي الأول “التعليم العالي في الأزمات” شمال حلب
نوفمبر 15, 2022
3 دقائق
نوفمبر 15, 2022
3 دقائق
مركز مداد للدراسات وجامعة حلب يختتمان المؤتمر الدولي الأول “التعليم العالي في الأزمات” شمال حلب
إعداد: عثمان علي
المؤتمر، مدرج جامعة حلب، أعزاز، تشرين الأول 2022 (موقع الجامعة)
اختتم مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية وجامعة حلب في المناطق المحررة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول “التعليم العالي في الأزمات”، يوم الخميس 6 تشرين الأول، وذلك برعاية رئيس الحكومة السورية المؤقتة، حيث كان المؤتمر خلال يومي الأربعاء والخميس، في جامعة حلب في المناطق المحررة، بمشاركة عدد من الباحثين من سورية، وتركيا وأمريكا وأوروبا عبر “الزوم”، وذلك بهدف مناقشة الأبحاث المقدمة والاطلاع على نماذج مماثلة لحالة التعليم في سورية.
وكانت محاور المؤتمر خمسة أساسية، وهي: الأزمات وتأثيرها في التعليم العالي، التجارب الدولية في إدارة التعليم العالي في الأزمات، التعليم العالي خلال جائحة كورونا “الحالة السورية نموذجًا”، الآثار النفسية للأزمات النفسية للأزمات على التعليم العالي، واشترك في المؤتمر 58 باحثًا وباحثة من سورية وتركيا وأوروبا وأمريكا، قدموا 48 بحثًا وورقة عمل شملت المحاور الخمسة، عبر الحضور الشخصي أو عبر “الزوم”.
وحضر المؤتمر رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وعدد من الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي ورئيس جامعة حلب في المناطق المحررة، ومجلس أمناء الجامعة، وإدارة مؤسسة تعليم بلا حدود – “مداد”، ومركز مداد للدراسات والبحوث وعدد من الباحثين والأكاديميين.
مدير مكتب مداد للدراسات والبحوث التربوية الدكتور “فواز العواد” ذكر أن من أهداف هذا المؤتمر الاطلاع على نماذج دولية ضمن سياق التعليم في الأزمات، لأن سورية كانت وما تزال تعيش حالة حرب، ويندرج التعليم فيها تحت هذا المسمى، ومن الضروري الاطلاع على هذه النماذج بهدف الاستفادة منها، وهناك طلاب دراسات عليا في سورية يستمرون بدراستهم فكان لا بدّ من انطلاق هذا المؤتمر.
وقال: إن للمؤتمر أهدافاً غير مباشرة، منها الاطلاع على مدى التأثيرات النفسية للحرب والأزمات التي يعيشها الشعب السوري على التعليم العالي والطلبة الجامعيين والأسرة، وكذلك كل جوانب الحياة التعليمية والسياسية والاقتصادية، وتشجيع الباحثين إنجاز الأبحاث المرتبطة بحاجات الشعب السوري بالإضافة لبحث واقع ومآل العملية التعليمية خلال الأزمات غير المتوقعة كـ “جائحة كورونا” والحروب والثورات.
وأكد أن هناك عدداً من الأبحاث قدمها طلاب في مرحلة الدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه)، وذلك يهدف إلى تكوين جيل يرصد المشاكل الاجتماعية الواقعية، وحلها بطريقة علمية نابعة من حاجة الشعب السوري، ونتائج الأبحاث يمكن أن تنعكس على الممارسات والسياسات العلمية على الجامعات في المناطق المحررة.
مجريات المؤتمر
انطلق المؤتمر الدولي الأول صباح يوم الأربعاء 5 تشرين، على مدرج جامعة حلب في المناطق المحررة، حيث بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدم رئيس الجامعة الدكتور “عبد العزيز الدغيم”، كلمة ترحيبية بالحضور والمشاركين والضيوف مؤكداً على أهمية المؤتمر، تلا ذلك كلمة لرئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى”، وكلمة لرئيس مجلس التعليم العالي الدكتور “عماد برق”، وكلمة لرئيس مجلس أمناء جامعة حلب الدكتور “جلال خانجي”.
توزع المشاركون على قاعتين لمناقشة الأبحاث، حيث كان اليوم الأول ثلاث جلسات، تشمل كل جلسة عدداً من الأبحاث، يقدم الباحث عرضاً حول بحثه، ليُفتتح بعدها باب الأسئلة والاستفسارات عن الموضوع ذاته، وذلك بإشراف رئيس الجلسة، حيث تنوعت الأبحاث في هذا اليوم منها ما يخص جامعة حلب والجامعات الأخرى في الشمال السوري، وأخرى تخص الفجوات في التعليم وتطبيق الحوكمة في مؤسسة التعليم العالي.
ومن الأبحاث التي نوقشت في اليوم الأول، “تحديد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل والآليات المقترحة للمواءمة في المناطق المحررة”، أعد هذا البحث رئيس جامعة حلب الدكتور “عبد العزيز الدغيم، والدكتور “عبد الله حمادة”، والباحث “حسن العكل”، حيث قدم “حمادة”، عرضًا ثم طرحت الأسئلة والاستفسارات حول الموضوع، وأكد الحضور ضرورة مواءمة الاختصاصات الجامعة لسوق العمل في المناطق المحررة.
وكذلك قدم بحث تحت عنوان: “واقع الحاجات الإرشادية في الأزمات لدى طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة”، أعده الدكتور في الإرشاد النفسي (مدير مركز مداد للدراسات الأبحاث التربوية)، “فواز العواد”، والباحثان “باسم اليوسف”، و”هشام الشيخ”، حيث هدف البحث إلى التعرف على مستويات الحاجات الإرشادية وترتيبها لطلاب الجامعة في الأزمات والكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية في درجات الحاجات الإرشاديّة لدى أفراد عينة البحث تبعاً لمتغير الجنس والحالة الاجتماعية، وغير ذلك من الأبحاث التي تناولت التعليم في الأزمات.
وفي اليوم الثاني من المؤتمر (الخميس)، أطلق دليل الأبحاث وكانت محاوره الرئيسة تشمل: العلوم الهندسية الأساسية، والأمن الغذائي والتربية والتعليم والاقتصاد والتنمية والعلوم الإنسانية والعلوم الشرعية والأوقاف والمحور الصحي والسياسة والعلاقات العامة، المحور القانوني والمجتمع المدني، وسيشارك في هذا البحث أربع جامعات وثمانية مراكز بحثية وعشرون منظمة ومؤسسة، كما أن المشاركين في ورشات العمل بلغ 229 مشاركًا ومشاركة، وبالاستبيانات 98 مشاركًا ومشاركة، وفي لجان التدقيق والمراجعة 72 عضوًا.
اليوم الثاني من المؤتمر، جلسة دليل الأبحاث، مدرج الجامعة، تشرين الأول 2022
الدكتور “عبد المهيمن ديرشوي” (نائب مدير مركز مداد الدراسات والأبحاث التربوية)، عرض بحث تقييم لجامعة حلب في المناطق المحررة، حيث وقف على أهم نتائج البحث من سلبيات وإيجابيات وآراء أعضاء الهيئة التدريسية والفنية والإدارية والطلبة في الجامعة، وانتهت هذه الجلسة بتكريم مؤسسة “مداد” الفائزين بجائزة الأستاذ “جميل عبد الرحيم” للبحث العلمي.
وتوزع الباحثون والمشاركون على ثلاث قاعات لمناقشة الأبحاث، ومن الموضوعات التي نوقشت، “واقع التعليم في كلية العلوم السياسية المعهد التقاني للإعلام في جامعة حلب في المناطق المحررة”، للدكتور “أحمد الطويل”، و “سلبيات التعليم عن بعد والحاجة للتعليم المدمج”، للدكتور “زكريا ظلام”، و ” تأثير المسافة والزمن”، للدكتور “بدر الدين الدخيل”، و “المرأة والتعليم في الشمال السوري: الواقع والصعوبات”، للدكتورة “سهام عبد العزيز”، و “المنح الطلابية في جامعات الشمال السوري”، للدكتور “تمام اللودعمي”، وغير ذلك من الأبحاث المهمة في واقع الأزمات التي يعيشها الشمال السوري.
مخرجات المؤتمر
اليوم الثاني، تلاوة البيان الختامي، مدرج جامعة حلب، تشرين الأول 2022
تلا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور “جلال الدين خانجي” في نهاية اليوم الخميس البيان الختامي، حيث أكد فيه أن الجهات المنظمة للمؤتمر قد أوصت باستمرار العملية في الأزمات والحروب والأمراض والأوبئة بما يتلاءم مع الإمكانيات المتاحة، ورفع سوية جودة التعليم العالي في المؤسسات الجامعية في المناطق المحررة، والاستفادة من التجارب الدولية التي مرت بنفس الظروف الأمنية والصحية وكيف تعاملت مع التعليم العالي، بالإضافة إلى تقديم الدعم والإرشاد النفسي للطلاب والمدرسين في بيئات التعليم العالي المتأثرين في الأزمات والحروب وذلك لضمان نجاحهم.
وقال “خانجي”: إن اللجنة أوصت كذلك بمتابعة دعم الطلاب السوريين المهاجرين إلى بلدان الجوار كجزء من المجتمع السوري سيساهم في بناء سورية المستقبل، وإقامة مؤتمرات علمية دورية على مستوى الكليات والجامعة، وربط مخرجات التعليم العالي أثناء الأزمات باحتياجات أسواق العمل واحتياجات المجتمع بشكل عام، وتطوير البرمجيات التعليمية وآليات التعليم عن بعد لتحسين جودته أثناء الأزمات.
وختم رئيس اللجنة العلمية أن اللجنة أوصت بتطوير الخطط الدراسية في الكليات المختلفة في جامعة حلب، بما يتماشى مع مثيلاتها في الجامعات الأوروبية والعربية، وإجراء تقويم مستمر للتعليم العالي أثناء الأزمات عبر آليات موضوعية، وتمكين الفئات المهمشة ومشاركتهم في التعليم العالي وتأمينه لهم.
يشار إلى أنه ساهم في تنظيم المؤتمر سفارة الجمهورية العربية السورية في قطر، ووحدة تنسيق الدعم ACU، ومنظمة “سامز”، وتلفزيون سوريا، وقناة حلب اليوم.