الخرائط الذهنية وأهميتها في التربية الخاصة
مالك الحافظ
مارس 14, 2023
5 دقائق
مالك الحافظ
مارس 14, 2023
5 دقائق
تمهيد:
تعد الخرائط الذهنية الإلكترونية من الإستراتيجيات المساهمة في تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومات وتوليد أفكار إبداعية غير مألوفة، فهي تعمل بنفس خطوات عمل العقل البشري، فتساعد على تنشيط واستخدام شقي المخ.
عرفها العفون (2012) بأنها: “برامج حاسوبية تستخدم الصور والرموز والألوان، وهي تقنية حاسوبية يستطيع المعلم توظيفها في مجال التعليم لمساعدة المتعلمين على تنظيم معلوماتهم المختلفة من مفاهيم وقواعد وغيرها وتلخيصها وبالتالي تنظيم بنائهم المعرفي” (ص.27).
كما تعرفها عبد المنعم (2015) بأنها: “خرائط يتم إعدادها من خلال برنامج حاسوبي جاهز (Mindset) تستخدم كإستراتيجية في التدريس تساعد على تسريع التعلم واكتشاف المعرفة بصورة أسرع، من خلال رسم مخطط يوضح المفهوم الأساسي والأفكار الرئيسية والفرعية، كما تتميز بقدرتها السريعة في ترتيب الأفكار، وسرعة التعلم، واكتساب أكبر للمعرفة واسترجاع المعلومات، بالاستعانة بالوسائط المتعددة من ألوان وكلمات ورموز وصور” (ص.10).
تعد الخرائط الذهنية أداة قوية للتفكير الإبداعي ومن الأدوات الفاعلة في تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومات، فهي من الأدوات البصرية التي تستخدم من قبل المتعلمين لبناء المعرفة، فهي تعمل بنفس الخطوات التي يعمل بها العقل البشري مما يساعد على تنشيط استخدام شقي المخ وترتيب المعلومات بطريقة تساعد الذهن على سرعة التذكر والربط بين الأفكار (بوزان،2016، ص.67).
وللخريطة الذهنية الالكترونية أهمية بالغة لكل من التلميذ والمعلم، يوضحها إسماعيل (2011) بأنها: تسهم في زيادة الفهم والاستيعاب للمفاهيم المجردة بطريقة متدرجة وزيادة تفاعل التلميذ مع المحتوى التعليمي، وتصحيح تصوراته الخاطئة عن بعض المفاهيم، كما تعد وسيلة تكنولوجية منخفضة التكاليف، تعين التلاميذ على تمثيل المعرفة بأشكال توضيحية بسيطة ومتنوعة، كما تقلل من احتمالية اعتماد التلميذ على الحفظ بدون فهم، فهي استراتيجية تساعد المعلم على إحداث تعلم ذي معنى وعمل العلاقات والارتباطات بين المفاهيم (ص.143).
مشكلة افتقاد تلاميذ ذوي صعوبات التعلم لاستراتيجيات تنظم المعلومات وتربط الأفكار وتقارنها بما سبق دراسته من أبرز ما يفتقده التلاميذ من ذوي صعوبات التعلم.
ويذكر بون وآخرون Boon et al.,2007)) أن استخدام الخرائط الذهنية الإلكترونية تساعد التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين قدراتهم التعلمية وزيادة تحصيلهم الأكاديمي وتنمية مهاراتهم الدراسية، كما تزيد من تفاعل التلاميذ وزيادة الدافعية والاهتمام بالمناهج الدراسية. (p.27)
وأثبتت الخريطة الذهنية نجاحات ملموسة في مجال التعليم، حيث تتميز بعدد من الخصائص المناسبة لتعليم التلاميذ ذوي صعوبات تعلم، فهي استراتيجية تسهل التعرف على المعلومات في مختلف المواد وكذلك تطورها حيث يتضح البناء المعرفي عند التلميذ فتزداد قدرته على الإلمام بعناصر الموضوع.
وتمثل أهمية خاصة بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم وخاصة ممن يجدون صعوبة في القراءة والكتابة، فهي تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ تبعاً لقدراتهم ومهاراتهم الاستيعابية، وهذا مطلب ملح عند تدريس التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، حيث أنها استراتيجية تساعدهم على الفهم العميق وزيادة التحصيل الدراسي وتطوره وتوصيل المفاهيم المجردة لديهم بطريقة مفهومة، فهي بذلك تعد أكثر كفاءة وفعالية في تعليم المحتوى الدراسي، وتحقيق الأهداف في زمن مناسب مع ضمان تذكر المادة المتعلمة (درويش ،2011، ص. 155).
ويوضح إسماعيل (2011) ضرورة استخدام الخرائط الذهنية مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في الحساب، وذلك لمقابلة نقص استخدامهم للإستراتيجيات العقلية، فالخرائط الذهنية تساعد التلاميذ على بناء المعرفة وتمثيلها وترابطها، مما يحقق الفهم والاستيعاب وربط الجانب النظري للمعلومات بجانبها التطبيقي، إضافة إلى إنها تسهم في الوصول إلى مفاهيم الحل، وترتيب الخطوات، وفق إستراتيجية صحيحة (ص. 149).
وتحدثت الدراسات البحثية العلمية عن التأثير الإيجابي والقياسي للخرائط الذهنية على كل من المتعلمين والعملية التعليمية، فالخريطة الذهنية استراتيجية حديثة تسهم في تطور العملية التعليمية، وتساعد كلا من المعلم والمتعلم، حيث تسهم بشكل كبير في بقاء المعلومات في ذهن المتعلم ومراجعتها وسهولة تذكرها، من خلال تذكر الأشكال المرسومة في أذهانهم، كما تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين تبعاً لقدراتهم ومهاراتهم الاستيعابية.
كما أشارت دراسة Safar& Jafer (2014) أن الخرائط الذهنية وبرمجياتها التطبيقية من الأدوات المناسبة والمقيدة لتحقيق نجاح وتطور العملية التعليمية، فهي ذات فائدة تربوية كبيرة، وتأثير فعال على تعليم الطلبة، إضافة إلى أنها تطور طرق التفكير وتزيد الدافعية نحو العلم والمعرفة في مختلف المواد الدراسية. (p.634)
وأضافت درويش (2011) أن الخرائط الذهنية تسهم في معالجة البنية المعرفية، فتبسط المعلومات المعقدة وتنظم الأفكار، ولها دور كبير في تنمية الإبداع، وتنمية مهارات حل المشكلات واتساع التفكير وتكوين وجهات النظر، فتنمي لدى الطالب شبكة عصبية للتفكير يتعرف عليها الدماغ البشري، ومن ثم يبني عليها التعليم دوماً، كما تطور الأداء المهني للمعلم فيستخدمها كأداة فعالة لقياس معارف الطلاب قبل البدء في الدرس والتقويم بعد الدرس، وكذلك تستخدم مع جميع المحتويات الدراسية والمستويات التعليمية، وفي التعلم الفردي والتعلم التعاوني (ص.152).
تتميز الخريطة العقلية بعدة مميزات من أهمها كما يذكرها (عون،2015، ص.297) هي:
تعد البرامج التطبيقية المتخصصة برسم الخرائط الذهنية سهلة الاستخدام والتعامل معها في غاية البساطة، وهذا ما أكده المتعلمون في دراسة أجراها بون وآخرون Boon et al., 2007)) أن البرمجيات التطبيقية سهلة الاستخدام ومفيدة جداً إذا ما تم توظيفها في المنهج المدرسي، كما أنها تساهم في التعرف على المحتوى العلمي بصورة متكاملة فيصبح الإدراك والاستيعاب للمادة الدراسية أكبر وأشمل.
ويوجد العديد من البرمجيات التطبيقية المتوفرة في الأسواق التجارية والخاصة بإنشاء الخرائط الذهنية، وهناك مزايا واضحة في استخدام برمجيات حاسوبية تعد أكثر حرفية من الرسم اليدوي والأقلام، ويتميز معظمها بواجهة سهلة الاستخدام، لتمكن الأفراد من تصميم وتعديل أي تمثيلات بصرية بسهولة وكفاءة أعلى. (p.29)
كما تبين من نتائج دراسة أجراها Safar& Jafer (2014) تفضيل استخدام أجهزة الحاسوب والبرمجيات التطبيقية المتخصصة بإنشاء الخرائط الذهنية على الرسم اليدوي، والميل إلى استخدام البرمجيات الإلكترونية والتفاعلية المتخصصة برسمها .(p.643)
ويمكن الحصول على كثير من البرامج عبر الإنترنت وذلك باستخدام محرك بحث مثل (Google) ويفضل اختيار (بحث متقدم، والبحث عن كلمة (Mindmap) ويمكن إضافة كلمات مثل: shareware Software Download بعد تنزيل البرنامج قسم يعمل (setup) ليصبح البرنامج جاهز للعمل، وبعض البرامج تكون مجانية تعمل بشكل دائم وبعضها يعمل لفترة تجريبية. واستخدام هذه البرامج سهل جداً، يتيح إمكانية تحديد شكل الخريطة وتفرعاتها وشكل المساحات عليها وشكل المساحات والخطوط والأسهم، ونوع الخطوط والألوان وغير ذلك.
خاتمة:
وخلاصة القول أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة تنافس بين الشركات لتطوير كثير من البرامج المتخصصة بإعداد ورسم الخرائط الذهنية، والتي منها ما هو مجاني ومنها ما هو تجاري.
حيث تبرز أهمية استخدام إستراتيجية الخرائط الذهنية الإلكترونية عند تدريس ذوي صعوبات التعلم، لكونها استراتيجية تتحكم في معالجة وتخزين المعلومات وتنظيم المعطيات، إضافة إلى ذلك فإنها تساعد التلاميذ ذوي صعوبات التعلم على بناء المعرفة وتنظيمها وتذكرها، نظراً لان أغلب مشكلات ذوي صعوبات التعلم تعدّ في الذاكرة.