أساليب الدراسة والمذاكرة

يسأل أحد الطلاب معلمه قائلاً: مع أنني أدرس لساعات كل يوم إلا أنني أنسى معظم ما درسته في اليوم التالي، وأصاب بالإحباط نتيجة لذلك، فما هو السبب؟

ما يعانيه هذا الطالب ينطبق على كثير من الطلاب، والسبب في ذلك جهل الطلاب بالطريقة الصحيحة للدراسة أو المذاكرة، وللمعلم دورا مهم في توجيه الطلاب للعادات الصحيحة للدراسة وتجنب العادات غير الفعالة.

وغالباً ما يتخيل الناس أن الساعات الطويلة من الدراسة هي أفضل طريق لتصبح طالبا نموذجياً. لكن تظهر الأبحاث أن الطلاب المتميزين يقضون وقتاً أقل في الدراسة من أقرانهم، فهم فقط يدرسون بشكل أكثر فاعلية.

يمكن للمدرسين مساعدة جميع الطلاب على تعلم استخدام الوقت الذي يقضونه في الدراسة بطريقة أكثر فاعلية من خلال مشاركة الأساليب التي أثبتت جدواها في البحث.

ادرس أقل وبتركيز أكبر

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والمشتتات الرقمية، يقوم العديد من الطلاب، والكبار أيضاً، بالكثير من المهام المتعددة، ولكن لا يمكن أن يكون هناك تعدد مهام ناجح، لأن الكثير من الوقت يضيع في التبديل فيما بينها، حيث يتعين على الدماغ إعادة التشغيل وإعادة التركيز.

ضع في اعتبارك الصيغة التالية “العمل المنجز = شدة التركيز X الوقت المصروف”. والطالب الذي يدرس مادة علم الأحياء ولكنه يتحقق أيضاً من نصوصه ويتصفح Instagram لديه تركيز منخفض وليكن 3، وعلى الرغم من أنه يقضي 3 ساعات في “الدراسة” فإن عمله الذي أنجزه هو 9 فقط.

من ناحية أخرى فإن الطالبة التي تتخذ خطوات للتركيز فقط على علم الأحياء لديها تركيز عال وليكن 10. وعلى الرغم من أنها تقضي ساعة واحدة فقط في الدراسة إلا أنها تنجز أكثر مما فعل زميلها المشتت في 3 ساعات.

لقد تعلم الطلاب الناجحون بشكل عام تجنب تعدد المهام. فبدلاً من قضاء الكثير من الوقت في القيام بعمل منخفض التركيز مع وجود العديد من عوامل التشتيت، يعمل هؤلاء الطلاب لفترات أقصر بتركيز أعلى، دون أي ملهيات مثل البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. دراستهم أكثر فعالية وتؤدي إلى تحقيق مكاسب أكبر في الإنجاز.

أساليب التعلم غير الفعالة

يستخدم العديد من الطلاب أساليب التعلم التي تستغرق وقتاً طويلاً وتوهم بالإتقان. أصبحوا على دراية بالأفكار والمعلومات استعداداً للاختبار، لكنهم ينسونها بعد أسبوع لأن أساليب التعلم الخاصة بهم لم تؤد أبداً إلى التعلم على المدى الطويل.

تشمل الأساليب غير الفعالة ما يلي:

  • الدراسة لفترات طويلة
  • دراسة موضوع واحد لفترة طويلة من الزمن وتكرار العبارات مراراً وتكراراً لحفظها (وهو ما يعرف بالممارسة المجمعة)
  • مراجعة موضوع واحد بشكل متكرر قبل الانتقال إلى موضوع آخر (تسمى بالممارسة المحظورة)
  • قراءة وإعادة قراءة النص
  • إبراز أو تسطير المفاهيم المهمة في النص ثم مراجعتها
  • مراجعة الملاحظات

خمس عادات دراسية ذات فعالية عالية

وجد الباحثون أن الأساليب التالية تزيد من التعلم المستدام والاحتفاظ به عند دمجها في عادات الدراسة اليومية للطلاب. هذه الأساليب صعبة وتتطلب مجهوداً، كما أنها تبطئ التعلم. في البداية يبدو أن مكاسب التعلم أقل من بعض الممارسات غير الفعالة. ومع ذلك فإن هذه الأساليب تؤدي إلى إتقان طويل الأمد.

1. الاختبار القبلي:

تدُّرب الطلاب على الإجابة على الأسئلة حتى بشكل غير صحيح قبل تعلم المحتوى يؤدي إلى تحسين تعلمهم في المستقبل. أظهرت الأبحاث أن الاختبار القبلي يحسن نتائج ما بعد الاختبار أكثر من قضاء نفس القدر من الوقت في الدراسة. (Kang.2019)

2. الممارسة المتباعدة:

تشجع الممارسة المتباعدة (المعروفة أيضاً باسم “الممارسة الموزعة”) الطلاب على الدراسة لفترة أطول من الوقت بدلاً من حشو المعلومات في الليلة السابقة للاختبار. عندما تكاد أدمغتنا تنسى شيئاً ما، فإنها تعمل بجد أكبر لتذكر تلك المعلومات. يسمح تباعد المذاكرة لعقلك بإجراء اتصالات بين الأفكار والبناء على المعرفة التي يمكن تذكرها بسهولة لاحقاً.

من المهم أن تبدأ التخطيط مبكراً. في بداية كل فصل دراسي، وخصص بعض الوقت كل يوم فقط لدراسة ومراجعة المواد. حتى لو كانت امتحاناتك بعد أشهر، فسيساعدك ذلك على تحميل نفسك المسؤولية. ( usa.edu,2020)

 لقد ثبت أن التباعد بين جلسات الدراسة -التركيز على موضوع لفترة قصيرة في أيام مختلفة -يحسن القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والتذكر أكثر من الممارسة المجمعة. يوضح كتاب ” كيف نتعلم” أن الممارسة المتباعدة يمكن أن تشعرك بالصعوبة بسبب النسيان الأولي للمعلومات، واستعادة تلك المعلومات يتطلب جهداً منك.

ويعد إنشاء بطاقات تعليمية يمكن استخدامها للتدريبات المتباعدة والاختبار الذاتي أمراً فعالاً. على الطلاب إنشاء مجموعات مختلفة منها عند مراجعة البطاقات التعليمية. يجب وضع البطاقات التي يمكنهم الإجابة عليها فوراً في مجموعة لمراجعتها بعد ثلاثة أيام، ومراجعة البطاقات التي إجاباتها فيها صعوبة بعد يومين، وتلك التي أجابوا عنها بشكل غير صحيح يجب مراجعتها في اليوم التالي.

3. الاختبار الذاتي:

للاختبار دلالة سلبية في عصرنا الذي يتميز بالاختبارات الموحدة، ولكنه شكل من أشكال ممارسة الاسترجاع النشط. شجع الطلاب على طرح أسئلة الاختبار على أنفسهم أثناء تعلمهم مفهوماً جديداً، والتفكير في أنواع الأسئلة التي ربما تطرحها عليهم في المذاكرة أو الامتحان. يجب عليهم دمج هذه الاختبارات القصيرة في جلسات الدراسة الخاصة بهم، والإجابة على كل سؤال وحتى على تلك الأسئلة التي يعتقدون أنهم يعرفونهم جيداً.

4. تقنية فينمان Feynman:

هي طريقة فعالة لتعلم المفهوم بسرعة من خلال شرحه بعبارات واضحة وبسيطة. إنه يعتمد على فكرة، “إذا كنت تريد أن تفهم شيئاً بشكل جيد، فحاول شرحه ببساطة.” إذا شرحت مفهوم ما بكلماتك الخاصة، فمن المرجح أن تفهمه بشكل أسرع.

كيفية التنفيذ:

  • اكتب الموضوع أو المفهوم الذي تدرسه أعلى الورقة.
  • ثم اشرحه بكلماتك الخاصة كما لو كنت تعلم شخصاً آخر.
  • راجع ما كتبته وحدد النقاط التي كنت مخطئاً فيها. بمجرد تحديدها، ارجع إلى ملاحظاتك أو المادة الدراسية واكتشف الإجابة الصحيحة.
  • أخيراً، إذا كانت هناك أي نقاط في كتابتك استخدمت فيها المصطلحات الفنية أو اللغة المعقدة، فارجع وأعد كتابة هذه الأقسام بعبارات أبسط بحيث يمكن لشخص ليس لديه الخلفية التعليمية أن يفهمها. Kang.2019))

5. إعادة الصياغة والتفكير:

كثير منا قد قرأ بضع فقرات في كتاب مدرسي وأدركنا فيما بعد أننا لا نحتفظ بمفهوم واحد أو نقطة رئيسية تم عرضها في تلك الفقرات. لتظهر لطلابك كيفية مقاومة ذلك اجعلهم يستخدمون استراتيجيات التعلم الموجهة، والتي تتضمن ربط ما يتم تعلمه بالمعرفة السابقة، والتفكير في كيفية شرح المحتوى لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، والتفكير في المحتوى وطرح أسئلة حوله.

المراجع:

Kang, Kang, (2019). 5 Research-Backed Studying Techniques. https://www.edutopia.org/article/5-research-backed-studying-techniques

usa.edu, (2020). 10 Effective Study Techniques to Try This Year https://www.usa.edu/blog/study-techniques/?__cf_chl_jschl_tk__=.VPlLTiAhsU2gVvTCaSEwuXyf2hhUBaNtM3on8TqDVE-1636707152-0-gaNycGzNCL0

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن أساليب التعلم