بناء الطالب للمعرفة

يحدث بناء المعرفة عندما يقوم الطلاب بأكثر من إعادة إنتاج ما تعلموه؛ ويذهبون إلى ما هو أبعد من استنساخ المعرفة، وذلك من أجل توليد الأفكار والمفاهيم الجديدة بالنسبة لهم.

وغالباً ما تُعتبر مهارات بناء المعرفة ،تفكيراً نقدياً، وتتطلب أنشطة بناء المعرفة من الطلاب تفسير المعلومات أو الأفكار أو تحليلها أو تركيبها أو تقييمها:

التفسير:

 يعني استخلاص استنتاجات تتجاوز المعنى الحرفي. على سبيل المثال، قد يقرأ الطلاب وصفاً لفترة تاريخية ويستنتجون سبب تصرف الأشخاص الذين عاشوا في ذلك الوقت بالطريقة التي فعلوها.

التحليل:

 تحديد أجزاء الكل وعلاقاتها ببعضهم البعض. على سبيل المثال، قد يقوم الطلاب بالتحقيق في العوامل البيئية المحلية لتحديد أيها من المرجح أن يؤثر على الطيور المهاجرة.

التركيب:

 تحديد العلاقات بين فكرتين أو أكثر. على سبيل المثال، قد يُطلب من الطلاب مقارنة وتباين وجهات النظر من مصادر متعددة.

التقويم:

 الحكم على جودة أو مصداقية أو أهمية البيانات أو الأفكار أو الأحداث. على سبيل المثال، قد يقرأ الطلاب روايات مختلفة لحدث تاريخي ويحددون أيها يجدونها أكثر مصداقية. ( myccsd.instructure)

ويحدث التعلم عندما يربط الطلاب المعرفة الجديدة بالمعرفة والمفاهيم التي يعرفونها بالفعل، وبالتالي فهم يبنون معانيَ جديدة. (NRC,2000)

 وتشير الأبحاث إلى أن الطلاب يربطون المعرفة بشكل أكثر فاعلية في الصفوف الاجتماعية النشطة، حيث يتوصلون إلى الفهم من خلال التفاعل والأساليب المتنوعة.

يجب أن يدرك المدرسون أن الطلاب متعلمين مبتدئين يمتلكون أطر عمل مفاهيمية(1) أقل تطوراً أو غير مكتملة (Kober, 2015). ونتيجة لذلك قد يستغرق الأمر وقتاً ليتعلموا كيفية “تقسيم” المعرفة إلى فئات متشابهة وقابلة للاسترجاع وتنمية أفكار مفاهيمية أكبر وربط الأفكار، وقد يكون لديهم أيضاً مفاهيم خاطئة أو طرق تفكير مغلوطة يمكن أن تحد أو تضعف الروابط مع المعرفة الجديدة (Ambrose, et. al, 2010).

يمكن للمعلمين بناء مقاربات تساعد الطلاب على تطوير وتعلم طرق يصبحون من خلالها متعلمين خبراء تكون أطرهم المفاهيمية مترابطة بعمق وقابلة للنقل ومتجذرة في ذاكرة قوية، ويمكن استرجاعها بسهولة.  (Ambrose, et. al, 2010) 

ويقوم الطلاب ببناء أطر عمل مفاهيمية قوية عندما يقوم المعلمون بما يلي:

أمثلة

  • الجغرافيا: كمثال تقليدي على سوء الفهم، غالباً ما يعتقد الطلاب أن الفصول تتغير بناءً على قرب الأرض من الشمس، لكن في الواقع تتغير الفصول حين تميل الأرض نحو الشمس أو بعيداً عنها في أوقات مختلفة من السنة. ولمواجهة هذا المفهوم الخاطئ، يقوم المعلم بتنفيذ نشاط فكّر – زاوج – شارك. أولاً، يسأل الطلاب عن أسباب الفصول من أجل تقييم معرفتهم السابقة والمفاهيم الخاطئة المحتملة، ثم يقترن كل طالب مع شريك له لمناقشة الإجابات ثم يشاركون أجوبتهم مع كل الصف، ثم يقدم المعلم درساً منظماً بشكل جيد حول هذا الموضوع ويتناول بشكل مباشر الاعتقاد الخاطئ. يقترن الطلاب بشكل زوجي مرة أخرى ويشرحون سبب تغيّر الفصول، قد يعاني الطلاب الذين يحملون المفهوم الخاطئ من التنافر المعرفي أثناء النشاط لذا يمكن إضافة أنشطة أخرى لإعادة هيكلة وتقوية معرفتهم.
  • الصحة العامة: يقوم المعلم بتقديم دراسة حالة لطلاب علم الأوبئة في المستوى المتقدم والتي ستطلعهم على تقييم مرض ما، وتطوير علاجاته الأكثر فعالية، والدراسة المتعمقة لانتقاله وتأثيراته المحتملة إذا لم تتم السيطرة عليه. في دراسات الحالة يكون على الطلاب ممارسة مجموعة متنوعة من المهارات المختلفة بداية من التحليل الميكروبيولوجي إلى تحليل التأثيرات السكانية. وعلى هذا النحو فإنه يوفر مثالاً واقعياً للطرق التي تترابط بها أجزاء المعرفة المختلفة مع التحديات التي قد تطلب من الطلاب ربط المعرفة الجديدة بالفهم الموجود لديهم مسبقاً. 

التوصيات

• توفير مساعدات التعلم:

 يمكن للمدرسين افتتاح الدروس بمحتوى يعرفه الطلاب، أو مطالبة الطلاب بأداء تمارين موجزة مثل العصف الذهني، بعد ذلك يعرض المدرسون معلومات جديدة تدريجياً، مما يعطي الفرصة لبناء الروابط وتوضيح المشكلات لمساعدة الطلاب على بناء أطرهم المفاهيمية. يمكن أن يطبق هذا النموذج على مستوى حصة درسية واحدة أو المنهاج بأكمله، وتوجد مجموعة متنوعة من أطر التعلم وتقنيات بدء / إنهاء الحصة الدراسي كمساعدات تعلم.

• تنظيم محتوى المادة الدراسية بشكل مرئي:

لمساعدة الطلاب على تنظيم المعلومات بطريقة منطقية، يمكن للمدرسين تقديم خريطة طريق أو مخطط تفصيلي لكل درس، ودعوة الطلاب للمساعدة في بناء خريطة طريق بناءً على معرفتهم والأهداف المرجوة، وتوضيح كيفية ارتباط الموضوعات ببعضها البعض، يمكن أن تبني المحاضرات المعرفة بشكل أكثر فاعلية إذا كان فيها خريطة طريق وانتقالات واضحة، في حين أن الاستخدام البسيط للسبورة لسرد الموضوعات أو الجدول الزمني أو الأفكار المتصلة يمكن أن يساعد الطلاب على بناء المفاهيم بطريقة محكمة. 

• السماح للطلاب بعمل تنبؤات ومواجهة الظواهر:

بدلاً من إخبار الطلاب بالمعلومات، يمكن للمدرسين تشجيعهم على اكتشاف الأفكار بأنفسهم من خلال وضع تنبؤات ومواجهة الظواهر، تعطي هذه الاستراتيجية فرصة للطلاب لبناء المعرفة بأنفسهم، وينبغي أن يشجع المدرس احتمال أن يقدم الطلاب إجابات غير صحيحة أو غير دقيقة أو مضللة في بعض الأحيان، يمكن للمدرسين بناء ثقافة التعلم التي تقدر أهمية التفكير أكثر من الحصول على الأجوبة، وتعطي أهمية لعملية التواصل بين الطلاب أكثر من الحصول على الجواب الصحيح.

أظهر للطلاب كيف يفكر الخبراء ذوو الأطر المفاهيمية الأكثر تطوراً في المشكلات أو الموضوعات:

 يستمتع الطلاب بشكل عام بمشاهدة طريقة تفكير معلميهم، فيمكن للمدرسين أن يوضحوا للطلاب كيف يفكرون من خلال ذكر المشكلات أو السيناريوهات في مجال أعمالهم وشرحها على السبورة، والتفكير بصوت عالٍ في مشكلة اجتماعية، وتتبع الطرق التي يربطون بها بين الكلمات والصور لتكوين تفسير واضح، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون المعلمون جريئين في التعبير عن الشك إذا كانوا غير متأكدين من سؤال الطالب، ولأن الطلاب ما زالوا يبنون الأطر المفاهيمية الخاصة بهم فغالباً ما يتجاوبون عندما يكونون قادرين على تصور إطار عمل شخص آخر.

(1) الأطر المفاهيمية: هي شبكة أو مستوى من المفاهيم المترابطة التي توفر معاً فهماً شاملاً لظاهرة ما أو مجموعة ظواهر.

المراجع

myccsd.instructure. Knowledge Construction. https://myccsd.instructure.com/courses/281/pages/knowledge-construction

poorvucenter.yale.edu. Student Construction of Knowledge.https://poorvucenter.yale.edu/ConstructingStudentKnowledge

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن أساليب التعلم

اقرأ ايضاً عن استراتيجية التدريس