التعلم النشط

 يشمل التعلم النشط أي نوع من الأنشطة التعليمية التي تُشرك الطلاب في التعلم، بخلاف الاستماع والقراءة والحفظ. وكأمثلة عليه قد يتحدث الطلاب إلى زميل في الصف حول سؤال صعب، أو يجيبون كتابياً على سؤال داخل الصف، أو يتنبؤون بتجربة ما، أو ينقلون ما تعلموه إلى دراسة الحالة. يشتمل التعلم النشط بشكل عام على التعاون بين الطلاب في أزواج أو مجموعات أكبر، ولكن الأنشطة المستقلة التي تتضمن التفكير أو الكتابة مثل نشاط الكتابة السريعة، أو نشاط التصويت في المحاضرات تعتبر أيضاً ذات قيمة.

يمكن للمدرسين استخدام التعلم النشط في الصفوف الدراسية مهما كان حجمها، على الرغم من أن بعض الأنشطة قد تكون مناسبة بشكل أفضل للصفوف الأصغر من القاعات الكبيرة. ومع ذلك فحتى الصفوف الكبيرة بما في ذلك الصفوف ذات المقاعد الثابتة يمكن أن تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تشجع الطلاب على التحدث مع بعضهم البعض، أو العمل في مجموعات صغيرة في أحد الأنشطة، أو الرد على سؤال من خلال الكتابة داخل الصف أو التصويت. وعلاوة على ذلك يمكن حتى في الصفوف الصغيرة زيادة مشاركة الطلاب بشكل أكبر مما يحدث في مناقشة جماعية كاملة من خلال تنويع الأساليب التعليمية بما في ذلك مناقشات وأنشطة المجموعة الصغيرة.

لماذا يجب على المعلم استخدام التعلم النشط؟

 التعلم النشط مهم لمجموعة متنوعة من الأسباب:

  • يزود المدرسين بتغذية راجعة حول ما يتعلمه الطلاب.
  • يساعد الطلاب على قياس مدى فهمهم فمن خلال التعامل مع الأفكار، يربط الطلاب المفاهيم الجديدة بالمعرفة السابقة بطرق مفيدة ويبنون فهمهم الخاص.
  • ينمي التعاون مع زملاء الدراسة روح الجماعة والتواصل بين الطلاب، ما يعزز الشعور بالانتماء بالإضافة إلى التحفيز.
  • يشجع الطلاب السلبيين على المشاركة من خلال تشجيع كل طالب على التفكير والعمل.

وقد تم إجراء العديد من الدراسات واسعة النطاق حول التعلم النشط في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، على الرغم من أنه من المتوقع أن تمتد فوائد التعلم النشط إلى أي مجال. بينت دراسة لعام 2014 أن الطلاب في الصفوف ذات التعلم النشط كان أداؤهم أفضل بنسبة 6٪ في الامتحانات من الطلاب في الصفوف ذات الدروس التقليدية، وأن الطلاب في الصفوف ذات الدروس التقليدية كانوا أكثر عرضة للفشل بمقدار 1.5 مرة مقارنة مع صفوف التعلم النشط (Freeman et al, 2014)

لا يتطلب استخدام استراتيجيات التعلم النشط التخلي عن شكل الدرس، إذ إن إضافة استراتيجيات التعلم النشط الصغيرة يمكن أن تجعل الدروس أكثر فعالية لتعلم الطلاب. تمنح هذه الأنشطة الطلاب دقيقة أو دقيقتين فقط للتحقق من فهمهم للمواد الحديثة أو ممارسة مهارة أو إبراز الثغرات في معرفتهم قبل تقديم أي تفسير. ( cei.umn.edu)

بعض الأمثلة على أنشطة التعلم النشط

فكّر -زاوج – شارك:

تأتي استراتيجيات التعلم النشط في العديد من الأشكال ويمكن دمجها في الدروس بسهولة. يمكن بسهولة تطبيق واحدة من أبسط التمارين وأكثرها روعة في أي درس تقريباً، والتي تسمى فكّر -زاوج-شارك. في هذا النشاط يُمنح الطلاب دقيقة أو أكثر للتفكير أو الرد كتابياً على سؤال بمفردهم. بعد ذلك يتبادل كل طالب الأفكار مع شريك له. وفي الأخير يشاركون أفكارهم مع الصف بأكمله. يشجع هذا النشاط على زيادة مشاركة الطلاب بدلاً من مجرد مطالبة المتطوعين بالإجابة على سؤال المعلم.

• دراسات الحالة:

في دراسة الحالة، يطبق الطلاب معرفتهم على سيناريوهات الحياة الواقعية، حيث يتطلب منهم ذلك تجميع مجموعة متنوعة من المعلومات وتقديم التوصيات.

• تدوين الملاحظات التعاوني:

 يتوقف المعلم مؤقتاً أثناء الصف ويطلب من الطلاب أن يأخذوا بضع دقائق لتلخيص كتابياً ما تعلموه للتو أو التأكد من ملاحظاتهم التي كتبوها. ثم يتبادل الطلاب الملاحظات مع شريك لمقارنتها. يمكن أن يسلط هذا الضوء على الأفكار الرئيسية التي لم ينتبه إليها الطالب أو التي أساء فهمها.

• خريطة المفاهيم:

يساعد هذا النشاط الطلاب على فهم العلاقة بين المفاهيم. حيث يتم تزويد الطلاب بقائمة من المصطلحات، وعليهم ترتيب هذه المصطلحات على الورق ورسم الأسهم بين المفاهيم ذات الصلة، مع تسمية كل سهم لشرح العلاقة.

• العمل في مجموعات:

سواء كان لحل المشكلات أو لمناقشة سريعة، يمكن أن يكون العمل في مجموعات صغيرة وسيلة فعالة لإشراك الطلاب. في بعض الحالات تعمل جميع المجموعات على نفس السؤال أو تناقشه، وفي حالات أخرى يقوم المعلم بتعيين مواضيع مختلفة لمجموعات مختلفة. يجب أن تكون مهمة المجموعة هادفة، وأن يتم تنظيمها بحيث تكون هناك طريقة واضحة للعمل كفريق وليس بشكل فردي. من المفيد أن تشارك المجموعات أفكارها مع بقية الصف سواء عن طريق كتابة إجابات على السبورة، أو إثارة النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها، أو مشاركة ملصق قاموا بإنشائه.

• ورقة الدقيقة الواحدة أو الكتابة السريعة:

 يكتب الطلاب إجابة قصيرة رداً على سؤال بسيط أثناء الدرس. يفيد هذا النشاط في توضيح الطلاب لمعارفهم أو تطبيقها على موقف جديد.

O ملحوظة: يمكن أيضاً استخدام ورقة الدقيقة الواحدة كمراجعة في نهاية الدرس. يطلب المعلم من الطلاب كتابة أهم مفهوم تعلموه في درس اليوم، بالإضافة إلى شيء وجدوه محيراً. يمكن أن توفر الأسئلة الموجهة أيضاً تغذية راجعة للمعلم حول فهم الطلاب للدرس.

• تصحيح العبارة أو الأخطاء المتعمدة:

يقدم المعلم البيانات أو النصوص أو أي مادة أخرى تحتوي على أخطاء، وعلى الطلاب إيجاد وتصحيح الأخطاء. المفاهيم التي يسيء الطلاب فهمها بشكل عام مناسبة تماماً لهذا النشاط.

• إعادة بناء التسلسل:

 الهدف من هذا النشاط هو أن يرتب الطلاب مجموعة من العناصر مثل الخطوات في عملية بيولوجية أو سلسلة من الأحداث التاريخية. كإحدى الاستراتيجيات يزود المعلم الطلاب بقائمة بالعناصر المكتوبة على شرائط ورقية من أجل ترتيبها. الملصقات القابلة للإزالة مع العناصر المطبوعة تستخدم بشكل جيد لهذا النشاط.

بالإضافة إلى هذه الاستراتيجيات القائمة على الفصول الدراسية، يمكن للمدرسين إخراج الطلاب من الصف الدراسي؛ على سبيل المثال، يمكن للطلاب زيارة المتاحف أو المكتبات أو المشاركة في البحث الميداني أو العمل مع المجتمع المحلي.

المراجع:

Active Learning, cei.umn.edu. https://cei.umn.edu/active-learning

ACTIVE LEARNING, bokcenter.harvard.edu. https://bokcenter.harvard.edu/active-learning

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن أساليب التعلم