التدريس المعكوس خيار جديد أمام المدرسين والطلبة Flipped Learning
د عبد المهيمن الديرشوي
نوفمبر 6, 2021
4 دقائق
د عبد المهيمن الديرشوي
نوفمبر 6, 2021
4 دقائق
اتجهت العديد من المؤسسات التعليمية في عدد كبير من الدول إلى تطبيق فكرة التدريس المعكوس أو ما يسمى بالتدريس المقلوب، الذي وصف بأنه مستقبل التدريس من طرف العديد من المهتمين بتطوير طرائق التدريس، حيث عدوه الطريق الأسهل إلى تقنيات التدريس دون المساس بمبادئ التدريس التقليدي، والذي يعد التفاعل المباشر بين المتعلم والمدرس من جهة، وبين المتعلمين فيما بينهم من جهة أخرى مبدأً أساسياً لبناء العملية التعليمية التعلمية.
انطلق هذا النموذج التدريسي من فكرة بسيطة، وهي أن الوقت الثمين المخصص للقاعة الدراسية، من الأفضل استخدامه للتفاعل والعمل الجماعي، عوض ترك شخص واحد يتحدث خلاله.
ومن هنا، اكتسب مفهوم التدريس المعكوس انتشاراً واسعاً بين المدرسين في العديد من دول العالم، مما جعلهم يحدثون تغييراً في تنظيم قاعاتهم الدراسية، والانتقال إلى تصميم تعليمي عملي فعال، وأكثر إنسانية واهتماماً بالمتعلم.
فما هو التدريس المعكوس؟ وما ميزاته؟ وكيف يمكن تنفيذه؟ وما أدوار كل من المدرس والطالب فيه؟ وما التحديات التي تواجهه؟ وما التوصيات في شأنه؟
يعرف بأنه استراتيجية تعليمية ترتكز على أسلوب تعليمي جديد يعتمد على استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة وشبكة المعلومات العالمية بطريقة تسمح للمدرس بإعداد المحاضرات من خلال مقاطع الفيديو والملفات الصوتية وغيرها من الوسائط، ليطلع عليها الطلاب خارج القاعة (في المنزل مثلًا)، من خلال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية قبل حضور الدرس، في حين يخصص وقت الدرس للمناقشات وحل التدريبات وتقديم التغذية الراجعة.
للتدريس المعكوس العديد من الميزات، منها:
إن النموذج الاعتيادي للتدريس يبنى على تقديم محاضرات أو تنفيذ عروض يشرح المدرس من خلالها موضوعاً معيناً، يليه تكليف المتعلمين بإنجاز الواجبات في المنزل، فالذي يبحث عن المعلومات ليس هو المتعلم، وإنما هو المدرس، أما وأن المعلومات والمعارف أصبحت اليوم في متناول الجميع، بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، فإن من المنطقي أن يبحث عنها المتعلم الذي يحتاج إليها وليس المدرس، ومن هنا، فإن طريقة التدريس المعكوس يركز على المتعلم وتجعله محوراً للعملية التعليمية، وبذلك لم يعد المتعلم جهازاً مستقبلاً ومجمعاً للمعلومات، وإنما هو عنصر فعال يساهم مع زملائه ومع الأدوات الذهنية والموارد المعرفية المتوفرة في البناء الفعال للمهارات والكفايات الضرورية.
وبما أن الفيديو هو أمر مهم جداً في التدريس المعكوس، فيمكن للمدرس إعداد مقاطعها مسبقاً وإعطاؤها للطلبة على شكل ملف متكامل، ويستطيع المدرس أن يعد الفيديوهات أسبوعياً أو شهرياً أو يمكن أن يعدها لفصل كامل ثم يوزعها على الطلبة في أقراص التخزين لكل طالب، هذا بالإضافة إلى إمكانية تنزيلها على شبكة الإنترنت.
ولتنفيذ التدريس المعكوس، هناك مرحلتان متتاليتان:
المرحلة الأولى: وخلالها يتعلم الطالب محاضرته في البيت، وفق طرائق وأشكال مختلفة:
المرحلة الثانية: خلالها يحاول المتعلم في القاعة أن يطبق المعارف المكتسبة في البيت بجهده، حيث يقوم بإنجاز تمارين يقترحها المدرس، وفي هذا الوضع التعليمي، فإن الانتباه لم يعد مركزاً على المحاضر، وإنما على المتعلمين الذين يتفاعلون فيما بينهم، ويساعد بعضهم بعضاً، ومن شأن ذلك، أن يجعل المدرس يركز اهتمامه على المتعلمين الذين يعانون بعض الصعوبات.
في المنزل: يشاهد الطالب الفيديو التعليمي، ويدون الملاحظات والأسئلة خلال مشاهدة الفيديو.
في الجامعة: يحضر الطالب إلى الجامعة، وفي القاعة يناقش المدرس في الأسئلة وفي المشكلات التي واجهته والتساؤلات التي دونها في المنزل أثناء مشاهدته للفيديو.
لقد أصبح دور المدرس هنا أكثر أهمية من ذي قبل، فبدلاً من المحاضرة الاعتيادية التي يلقيها على الطلاب في القاعة، أصبح يقوم بالأدوار الآتية:
هناك مجموعة من التحديات التي قد تواجه التدريس المعكوس، منها:
لتنفيذ مثل هذا النوع من التدريس، يمكن التوصية بالآتي:
-أبانمي، فهد بن عبد العزيز. (2016). أثر استراتيجية الصف المقلوب في تدريس التفسير في التحصيل الدراسي والاتجاه نحو المادة لدى طلاب الصف الثاني الثانوي، مجلة القراءة والمعرفة، العدد (173)، ص21-48، مصر.
-أوزي، أحمد. (2017). بيداغوجية فعالة ومجددة، كفايات التعليم والتعلم للقرن الحادي والعشرين، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء.
-الجابر، أحمد محمد. (2009): محاضرات في طرق التدريس، مكتبة مبارك: القاهرة.
-حسن، نبيل السيد محمد. (2015). فاعلية التعلم المعكوس القائم على تدوين المرئي في تنمية مهارات تصميم الاختبارات الإلكترونية لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى، دراسات عربية في التربية وعلم النفس، العدد (61)، ص113-176، السعودية.
-فهيم، محمد حاتم (2010): إستراتيجيات تطوير التعليم، مكتبة دار القلم: الرياض.
-متولي، علاء الدين. (2015). توظيف إستراتيجية الفصل المقلوب في عمليتي التعليم والتعلم، المؤتمر العلمي السنوي الخامس عشر للجمعية المصرية لتربويات الرياضيات بعنوان: تعليم وتعلم الرياضيات وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين- مصر.
-Butt, A. (2014). Student views on the use of a flipped classroom approach: evidence from Australia. Business Education & Accreditation, 6 (1), 33–43.
-Davies, R. S., Dean, D. L., & Ball, N. (2013). Flipping the classroom and instructional technology integration in a college-level information systems spreadsheet course. Educational Technology Research and Development, 61 (4), 563–580.
-Findlay-Thompson, S., & Monbouquette, P. (2014). Evaluation of a flipped classroom in an undergraduate business course. Business Education & Accreditation, 6 (1), 63–71.
–Mary Beth Hertz.(2015). The Flipped Classroom: Pro and Con. https://www.edutopia.org/blog/flipped-classroom-pro-and-con-mary-beth-hertz. 15/10/2021