دمج ذوي الاحتياجات الخاصة
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يناير 16, 2022
دقيقتان
إنّ ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعوقين فئة مهمة من فئات المجتمع، ونشهد اليوم ازدياد أعدادهم في المجتمع، ومما لا شك فيه أن بقاء هذه الفئة منعزلة سيترك آثارًا سلبية في حياتهم، وبناءً على ذلك فدمجهم في المجتمع أمر ضروري؛ لتفعيل طاقاتهم واستثمار قدراتهم وإعدادهم للحياة.
يعني الدمج أشياء كثيرة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة منها: انعدام العزلة، والتقبل من قبل المجتمع، وإمكانية المعاملة كالآخرين، وأن يكون لهم أصدقاء وحياة عاطفية، وأن يقدموا بصفة محسوسة شيئًا ما للجماعة، وأن يتمتعوا كأي شخص آخر بحرية الاشتراك والتحرك، وأن يفعلوا ما يريدون، وأن يزاولوا الدراسة مع الرفاق العاديين. (شاش، 2016)
مفهوم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة:
يقصد بالدمج “إعطاء الفرص للمعوقين للاندماج في مختلف أنشطة وفعاليات المجتمع، وتسهيل مهمتهم في أن يكونوا أعضاء فاعلين، ويضمن لهم حق العمل باستقلالية وحرية التنقل بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات”. (السهلي، 2018)
وتشير شاش (2016) إلى أن الدمج لا يعني تقديم خدمات عادية للطفل المعوق، لأن ذلك تجاهل لطبيعة الإعاقة، فالدمج غاية لا وسيلة: بمعنى أن الغاية مساعدة الطفل المعوق ليعيش حياة كريمة في مجتمعه الكبير وذلك يتحقق باستخدام وسائل خاصة.
أشكال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم (حسب فترة الدمج):
- الدمج الجزئي: فيه يتم تصنيف فصول خاصة بالطاب ذوي الاحتياجات الخاصة من بعض الفئات، وذلك في إطار النظم المدرسية العادية، بحيث يقضي الطالب في الفصل الخاص معظم الوقت الدراسي، ويتلقى تعليمه على يد معلمين مدربين تدريبًا خاصًا على بعض طرق وأساليب التدريس في مجال من مجالات التربية الخاصة، كما يكون مزودًا بالمهارات في استخدام أدوات وتجهيزات لا تتوفر عادة في الفصل العادي.
مبررات نظام الدمج الجزئي:
- الطفل يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتكيف مع غيره من الأطفال العاديين، ويخالطهم لأنه سيخرج إلى الحياة في مجتمع من العاديين.
- الطفل العادي بحاجة إلى أن يتعلم كيف يتكيف مع غيره من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويتقبلهم، لأنه سيخرج إلى مجتمع فيه بعض الأفراد غير العاديين.
(شاش، 2016)
- الدمج الكلي: يقصد به دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية دمجًا كاملًا، حيث يتم انتظام الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية بجانب الطلاب العاديين وفي نفس الفصل الدراسي بالمدارس العادية، على أن تبذل الجهود لضمان حصول الطفل والمعلم على مساندة مهنية رفيعة المستوى من قبل معلمين متخصصين. (السيد، 2004، كما ورد في شاش، 2016)
مهارات وكفايات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
لا يمكن أن تنجح خطة الدمج إلا بوجود معلم مؤهل للتعامل مع هذه الفئة، وفيما يأتي أهم مهارات وكفايات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
- القدرة على ملاحظة وتسجيل سلوك الأطفال في المواقف المختلفة.
- القدرة على العمل في الفريق متعدد التخصصات الذي يصمم وينفذ ويقيّم برامج الدمج.
- مستوى مقبول من المعرفة حول فئات الاحتياجات الخاصة وأسبابها وأبعادها التربوية والنفسية.
- معرفة خصائص النمو الطبيعي في مرحلة الطفولة.
- القدرة على تفسير أهم المعلومات الواردة في التقارير الطبية والنفسية والتربوية حول الأطفال.
- بناء علاقات عم مناسبة مع الجمعيات والمؤسسات.
- معرفة المبادئ الأساسية لصيانة المعدات والأدوات الخاصة والمعدلة التي يستخدمها الأطفال ذوب الاحتياجات الخاصة.
- المعرفية الكافية حول النشاطات المرغوب فيها، والنشاطات الممنوعة لكل فئة من فئات الاحتياجات الخاصة.
- القدرة على بناء علاقات عمل بنّاءة ومفيدة مع أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- معرفة الطرق الفعالة لتعديل اتجاهات الأطفال نحو زملائهم ذوي الاحتياجات الخاصة.
- القدرة على تنظيم البيئة الصفية.
(صادق، 2014)
أصبح السعي لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة أمرًا ضروريًا، ومما سبق نرى أن الدمج الجزئي ربما يكون أفضل لأنه يراعي طبيعة هذه الفئة وخصائصها، ويقدم لهم فرصة الاندماج في المجتمع بقدْر يساعدهم على إقامة علاقة جيدة مع المجتمع.
المراجع:
– السهلي، عبد العزيز. (2018). أخلاقيات الدمج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. طنطا بوك هاوس.
– شاش، سهير. (2016). استراتيجيات دمج ذوي الاحتياجات الخاصة. مكتبة زهراء الشرق.
– صادق، محمد. (2014). دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام. المجموعة العربية للتدريب والنشر.
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يناير 16, 2022
دقيقة
وسوم
عن الكاتب
