عشر طرق لتنمية لتفكيرك الإبداعي

نظراً للتقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده هذا العصر، برزت الحاجة لتدريب الأشخاص على ممارسة التفكير الإبداعي وغيره من أنماط التفكير العلمي الأخرى، لتغدو مهارة لديه تمكنه من مواكبة عصره، وتعينه على توليد الأفكار الجديدة والمتنامية التي تؤهله للغوص في أعماق القضايا المطروحة وإيجاد حلول ملائمة لها.

فمعظم الناس يتحلون بالإبداع لدرجات متفاوتة، ولكن القليل منهم يهتم بأفكاره ويرعاها، أما الكثرة فتهملها وتطرحها جانباً، وما وظيفة طرق تعلم التفكير الإبداعي إلّا تنمية قدرة الفرد على توليد الأفكار الجديدة وتبنيها، إذ إن التفكير مثله مثل بقية المهارات يمكن تطويره وتعزيزه، لذلك لا بد لكل إنسان من أن يعمل على تطوير مهارات التفكير الإبداعي لديه حتى ينجح في تحقيق أحلامه.

فالتفكير الإبداعي كما عرفه ليفين: هو القدرة على حل المشكلات في أي موقف يتعرض له الفرد، وبهذا فالتفكير الإبداعي عملية ذهنية معرفية شاملة ومعقدة، تحدث ضمن محتوى معرفي ذي قيمة ويتضمن عوامل معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية نشطة، ويتطلب الإبداع سلسلة من مهارات التفكير تتضمن التخطيط، والتنظيم، والتحليل، والتركيب، والتقييم، والتنبؤ، وغايته التفاعل مع المواقف والمشكلات القائمة في حياة الإنسان من أجل التوصل إلى حلول إبداعية أصلية لها. (حمادنة،2014، ص.15).

وفيما يلي عشر طرق لتحسين مهاراتك في التفكير الإبداعي:

تعلم طريقة جديدة في الإبداع كل أسبوع:

تعرف إلى مجموعة من الطرق المستخدمة في التفكير الإبداعي من مصادرها الرئيسة، ثم اكتب الطريقة في بطاقة الفهرسة أو دفتر ملاحظاتك الخاص واحمله معك للتمرن عليها كلما كان ذلك ممكناً، تماماً كما لو كنت تتعلم كلمات جديدة للغة أجنبية، وسيكون منتهى النجاح في هذه الحالة هو تعلم هذه الطريقة حتى تكون الجبلة الطبيعية الثانية لديك.

ومن أشهر هذه الطرق طريقة العصف الذهني التي تعينك ليس فقط على الحصول على كم كبير من الأفكار الجديدة ولكن تساعدك أيضاً في تقرير أي هذه الأفكار الأفضل. (الحيزان، 2002، ص.62).

حيث يقوم العصف الذهني على الفرضية الآتية: إذا سمح للذهن بأن يطلق العنان للتفكير في قضية أو موقف، فأن الأفكار تتدفق دونما كابح، تقدم في هذا الأسلوب مواقف وقضايا مفتوحة النهاية.

مثال: افترض بأنك صاحب مطعم، وأنك تريد أن تزيد من حجم الإقبال على مطعمك، فكيف تتمكن من ذلك عن طريق استخدام أسلوب العصف الذهني؟

استراتيجية الحل:

  • اكتب أكبر قدر من الأفكار في وقت محدد.
  • لا تسأل عن مصداقية هذه الأفكار.
  • تجنب النقد أو التردد للأفكار الجديدة حتى تدونها في الوقت المحدد.
  • اجمع الأفكار المدونة والمولدة في تسلسل منظم حتى تكون ذات فائدة في معالجة الموقف.
  • احذف في النهاية الأفكار التي تشعر أنها غير قابلة للتطبيق.
  • اختر حلين أو حلولاً ترى أنها تمثل أفضل الحلول. (العياصرة، 2010، ص.228).

ليس هناك حل صحيح واحد على الدوام:

ابحث دائماً عن الجواب الآخر فليس ثمة بالضرورة أسلوب أو حل صحيح واحد على الدوام، فقد نستطيع أن نجمع بين الحلول الصحيحة المتفرقة والخروج بصورة مشتركة متكاملة للحل، ولعلك تعلمت من طرق تعزيز الأفكار السابقة كيف أننا نوافق الجميع على ما يطرحونه من أفكار دون أن نعتقد بها أو نباشر العمل بها، وهذا ما يسمى بالرفض الإيجابي.

نعم، وماذا بعد؟ ،. فكرة رائعة ،.. وماذا لديك؟ ،. وهكذا. (الحيزان،2002، ص.59)

لا يقعد بك الخطأ عن الصواب:

في عملية توليد الأفكار تبرز في بعض الأحيان أفكار غير معتادة أو غير مألوفة، وقد تكون أفكاراً ساذجة أو غبية وستواجه بالرفض، ولكن هذا لا يعني أنها غير صالحة أو لا يمكن استخدامها، فأنت تنظر إلى الأمور وترى الأشياء بطريقة مغايرة لما يراها الكثير بتفكيرهم التقليدي.

كن محترماً ومؤمناً بأفكارك الجديدة فمعظم الاختراعات والاكتشافات جاءت لإيمان بعض الناس بالقدرة الإنتاجية لمخيلاتهم الإبداعية، فقط أنت بحاجة إلى تعليق الأحكام عند توليد الأفكار، وستكون بعض الأفكار المولدة ساذجة وغير عملية، لا بأس بذلك فلنضحك مع الأفكار ولكن ليس على الأفكار، فالرفض المتكرر للأفكار واتهامها بالخطأ سيقعد بك عن توليد الأفكار الرائعة والمتألقة. (الحيزان،2002، ص.62)

انظر إلى المشكلة من الزاوية غير التقليدية:

فأساليب التفكير المألوفة تنظر إلى المشاكل من زواياها التقليدية، لكنّ الموهوبين يبحثون عن الجانب الجوهري في المشكلة، فالتطوير في القلم في الغالب يكون في الشكل الخارجي، في حين أن التطوير من الداخل لا يحظى بنصيب وافر، فبدلاً من استخدام الحبر يمكن استخدام الفحم أو الضوء أو الكتابة ببعض السوائل الكيميائية غير المرئية.

في معظم الأحيان تتحول الأفكار إلى إبداعات عند التركيز على الجانب غير التقليدي أو الجانب المثير من الفكرة. (الحيزان،2002، ص.62).

احتفل بأهدافك الإبداعية:

أولاً: ضع أهدافاً قياسية كأن تقول: يجب خلال ستة أشهر أن أنجز 10% من توليد حلول جديدة للمشكلة، أو الوصول إلى حل جذري وأصيل للمشكلة (س) خلال أسبوعين.

ثانياً: حدد مميزات الأفكار المولدة وسماتها حول المشكلة كأن تقول: الأفكار أصيلة، جيدة، مناسبة لاعتراض المشكلة، يمكن تطبيقها في حدود الوقت والميزانية المسموح بها.

ثالثاً: اقض وقتك مع المبدعين، واسألهم كيف توصلوا إلى حالة الإبداع لديهم، وأحط نفسك بمن يحبونك ويقدرونك.

وأخيراً: احتفل بإنجازك في الوصول لأهدافك المبدعة. (الحيزان،2002، ص.63).

تآلف الأشتات:

هو ربط عناصر مختلفة لا يوجد بينها علاقة ظاهرية باستخدام فنون علم البيان وخاصة المجاز، وفنون علم المنطق وخاصة قياس التمثيل أو التناظر، وفق إطار منهجي بهدف التوصل إلى حلول إبداعية للمشكلات.

تتضمن هذه الطريقة التعامل مع الأشياء بالصورة الآتية:

  • جعل المألوف غير مألوف.
  • جعل غير المألوف مألوف.
  • اللعب بالكلمات. (العياصرة، 2010، ص.227).

طريقة تغيير الخواص:

هي طريقة لتوليد الأفكار تهدف إلى تحسين أو تطوير منتج ما، وكذلك التعرف على الخصائص الأساسية المميزة لهذا المنتج، وتقوم هذه الطريقة على حساب وحصر الخصائص الأساسية لشيء أو موضوع أو فكرة، ثم يتم تغيير كل خاصية على حدة، لإنتاج مجموعة من الأفكار والتي يتم تقويمها على حدة. (العبيدي، البرزنجي، د.ت، ص.97).

أسلوب الافتراضات والبحث في المتناقضات من الأفكار:

يقوم الأسلوب على وضع الفرد أمام افتراضات مغايرة للواقع أو المعتاد ويطلب منه أن يبدي آراءه وأفكاره حول كل فرض وتتشكل هذه الافتراضات من جمل أو أسئلة من مثل:

  • ماذا لو لم تشرق الشمس طوال السنة؟
  • ماذا يحصل لو خلق الإنسان بأذن واحدة؟
  • ماذا لو كانت الحيوانات قادرة على استخدام السلاح؟

إن هذا الأسلوب يرمي إلى تمكين الفرد من الفهم المجرد للعالم الطبيعي أو النظام الاجتماعي وينمي القدرة على تكوين الافتراضات وتنمية القدرة الذهنية على التخيل وتكوين الصور الذهنية لما هو مفترض. (عطية، 2015، ص.247).

أسلوب الحل المبدع للمشكلات:

لا يختلف هذا الأسلوب عن طريقة حل المشكلات في إجراءاته فهو في الجانب الإجرائي مماثل لحل المشكلات مع التشديد على الجانب الإبداعي في الحل المنشود من خلال:

  • التشديد على أن يفضي الحل المبدع إلى نواتج تتصف بالأصالة والقيمة العملية أو الوظيفية.
  • توافر مستوى عال من القدرة على تحسس المشكلات المحيطة بالفرد والإحاطة بأبعادها.
  • تحديد المشكلة تحديداً شاملاً يتناول زواياها المتعددة.

وهذا يعني أن عملية الحل المبدع للمشكلة تشتمل على:

  • ملاحظة المشكلة والإحاطة بها من جميع جوانبها.
  • معالجة المشكلة والتوصل إلى حلول إبداعية لها.
  • تقييم الأفكار أو الحلول التي تم التوصل إليها والتحقق من أفضليتها.

ويمر هذا الأسلوب بالمراحل الآتية:

  • مراحل جمع الحقائق التي تتصل بالمشكلة التي ينبغي أن تتم بأسلوب علمي سليم.
  • مرحلة تحديد المشكلة وصياغتها بشكل واضح ودقيق.
  • مرحلة التفكير بالحلول المحتملة والتوصل إلى البدائل وترتيبها تبعاً لأولوياتها.
  • مرحلة اختيار الحل الملائم.
  • اختيار فاعلية الحل. (عطية، 2015، ص.255).

المراجع:

  1. عطية، محسن علي. (2015). التفكير أنواعه ومهاراته واستراتيجيات تعليمه. ط.(1). دار صفاء. عمان. الأردن.
  2. العبيدي، صباح، البرزنجي، ليلى. (د.ت). تعليم التفكير. مكتبة المرجع.
  3. العياصرة، وليد. (2010). التفكير السابر والإبداعي. ط.(1). دار أسامة. عمان. الأردن.
  4. الحيزان، عبد الإله. (2002). لمحات عامة في التفكير الإبداعي. ط.(1). مجلة البيان.
  5. حمادنة، برهان. (2014). التفكير الإبداعي. ط.(1). عالم الكتب الحديث. إربد. الأردن.

وسوم

عن الكاتب

ابتسام كوربلال

اقرأ لـ ابتسام كوربلال