التدريس التشاركي ومعوقاته في التربية الخاصة
مالك الحافظ
مارس 13, 2023
4 دقائق
مالك الحافظ
مارس 13, 2023
4 دقائق
تمهيد:
شهد مجال التربية الخاصة تطوراً ملحوظاً في تعليم الطلاب ذوي الإعاقة خلال السنوات الماضية، فقد تم التدرج في العمل مع ذوي الإعاقة من بيئة العزل إلى البيئات الأقل تقييداً، ومنذ فترة ظهر توجه جديد ينادي بإدماج الطلاب ذوي الإعاقة داخل الصفوف العادية، حيث يتلقون تعليمهم بجانب أقرانهم من الطلاب العاديين.
ويعد التعاون بين المعلمين من خلال استراتيجية التدريس التشاركي أحد المكونات الأساسية في صفوف الدمج، والتي تساعد على تحقيق الأهداف المشتركة بطريقة فعالة، ومن خلال التدريب وتطوير مهارات التعاون يستطيع المعلمون الاستمرار في مواجهة المعوقات عند تعليم طلابهم بمختلف قدراتهم.
يمكن تعريف التدريس التشاركي على أنه شراكة لمعلم التربية العامة ومعلم التربية الخاصة أو متخصص آخر، لغرض تقديم التعليمات بشكل مشترك لمجموعة متنوعة من الطلاب، بما في ذلك ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى، في بيئة تعليمية عامة وبطريقة مرنة ومتعمدة تلبي احتياجاتهم التعليمية (Friend et al., 2010,p.11)
للتدريس التشاركي العديد من الأشكال، من أهمها كما يذكرها فريند وآخرون
(Friend et al., 2010,p.12):
وفيه يقوم أحد المعلمين بالتدريس لمجموعة كبيرة من الطلبة، بينما يقوم الآخر بالملاحظة وجمع البيانات الأكاديمية أو السلوكية أو الاجتماعية الخاصة بمجموعة معينة من الطلاب أو جميع الطلاب.
ويمكن للمعلمين استخدام هذه البيانات لتحليل أداء الطالب وتتبع مستوى إنجازه وتقدمه وتحديد أهدافه، واختيار الاستراتيجيات المناسبة.
يتم في المحطات التعليمية تقسيم عملية التدريس على ثلاث محطات، كما يتم تقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات وينتقلون من محطة إلى أخرى، ويقوم المعلمون بالتدريس في اثنتين من المحطات الثلاثة، بينما يعمل الطلاب بمفردهم في المحطة الثالثة.
يتضمن التدريس المتوازي تقسيم الطلبة إلى مجموعتين، ويتعين على كل معلم تدريس مجموعة من الطلاب نفس المحتوى الذي يقوم بتدريسه المعلم الآخر، ويعد هذا النموذج ملائماً عندما يريد المعلمان أن يتأكدا من إتقان الطلاب لمجموعة من المهارات التي يصعب على الطلبة فهمها واستيعابها.
وفيه يقوم معلم واحد بالعمل مع معظم الطلاب بينما يعمل المعلم الآخر مع مجموعة أصغر، وينبغي أن تكون المجموعة الصغيرة غير متجانسة ولا تتضمن نفس الطلبة في كل مرة، حتى لا يُعرف أن هؤلاء الطلاب لديهم صعوبات أكاديمية أو سلوكيات غير مرغوبة مما يسبب لهم الحرج بين زملائهم الآخرين، إن هذا النموذج من التدريس يتيح الفرص لمشاركة الطلاب في المجموعة الصغيرة أو المجموعة الكبيرة باختلاف مستويات تحصيلهم.
وفيه يشترك المعلمان بشكل نشط في تخطيط وتدريس وتقييم العملية التعليمية لجميع الطلاب في نفس الوقت، وتعتبر هذه الطريقة الأكثر تعاونية في التدريس التشاركي.
إلا أنها من أصعب أشكال التدريس التشاركي، حيث يجب أن يكون معلم التعليم العام ومعلم التربية الخاصة على حد سواء على استعداد ومعرفة تامة بالمحتوى الخاص بالدرس.
وفيه يقوم أحد المعلمين بقيادة عملية التدريس بينما يدور الآخر بين الطلاب ويقدم المساعدة لمن يحتاجها، وغالباً ما يتم استخدام هذا النموذج عند تدريس مفاهيم جديدة، أو عندما يكون لدى أحد المعلمين خبرة في تقديم المحتوى أكبر من المعلم الآخر.
هناك العديد من المزايا لهذا النوع من التدريس الذي يقدم الخدمات للطلاب من ذوي الإعاقة في صفوف الدمج مثل: التخطيط للدروس بشكل تعاوني بين معلم التربية الخاصة ومعلم التعليم العام، وتلقي الطلاب العاديين والطلاب ذوي الإعاقة التعليم في الغرفة الصفية ذاتها، وإعطاء معلمي التعليم العام معلومات حول الطلبة ذوي الإعاقة، تساعدهم في تكييف وتعديل الأنشطة والتدريس الصفي، كما يمتلك معلم التربية الخاصة ومعلم التعليم العام أدواراً متفق عليها تخص التدريس وإدارة الصف.
وفي نفس السياق ذكر Roberson في دراسته مجموعة من المقومات الضرورية لنجاح التدريس التشاركي، أهمهـا التفاهم والتعاون بين معلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام، بالإضافة إلى الإعداد الجيد لكل الدروس قبل دخول غرفة الصف.
ويعد نموذج التدريس التشاركي من النماذج التي صممت لتساعد الطلاب ذوي الإعاقة بمن فيهم الصم وضعاف السمع في البقاء في صفوف التعليم العام، مع وجود معلم مدرب ومؤهل في التربية الخاصة ومعلم تعليم عام يعملان بالتعاون فيما بينهما في إعداد وتخطيط الدروس والأنشطة والإستراتيجيات وتوزيع الأدوار.
وأشار إلى أن التدريس التشاركي يساهم في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص ويساعد الطلاب ذوي الإعاقة على التقدم مثل الطلاب العاديين والحضور في بيئة تعليمية طبيعية. وذكر أن استخدام التدريس التشاركي يؤدي إلى رفع وتحسين المستوى التحصيلي للطلاب بصفة عامة داخل صفوف الدمج. (Roberson,2014,p.35).
في نموذج التدريس التشاركي يعد الطلاب سواء من ذوي الإعاقة أو من التعليم العام طلاباً لكلا المعلمين داخل الصف الواحد، وتبرز أهمية أدوار وكفايات كل من معلم الصف العادي ومعلم التربية الخاصة بالصف العادي كمرتكز أساسي في نجاح عملية التدريس التشاركي، وذلك من خلال قيامهما بالآتي كما ذكره (هارون، 2013، ص.139 -140):
على الرغم من أهمية التدريس التشاركي لجميع المشاركين في العملية التعليمية من معلمين وطلاب، إلا أن هناك مجموعة من المعيقات التي تحد من فعالية هذه الإستراتيجية ويرى (الباش والماجد، 2018، ص.21-22) أنه بالنظر إلى العديد من الدراسات ذات الصلة بالتدريس التشاركي يتضح من نتائجها المعيقات الآتية:
خاتمة:
إن التدريس التشاركي ليس حلاً سحرياً لتعليم الطلاب ذوي الإعاقة بشكل فعال، ولكنه يحمل وعداً كبيراً، إنه دليل على أن المدارس تتبنى بشكل متزايد التعاون كمعيار للممارسة بنفس الطريقة التي يتطور بها في التخصصات الأخرى، إنه يوضح أنه من خلال التعاون، يمكن للمهنيين إنشاء خيارات مبتكرة ضمن نظام تعليمي واحد يكون أكثر استجابة لتنوع المتعلمين اليوم.