ما هو التقييم التربوي النفسي؟
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مايو 4, 2023
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مايو 4, 2023
3 دقائق
يسعى الآباء والمعلمون إلى مساعدة الأطفال على التعلم، وعلى الرغم من بذلهم قصارى جهدهم في تحقيق ذلك إلا أنهم قد يخفقون في بعض الحالات.
وقد تحدث مثل هذه التحديات في وقت مبكر من عمر الطفل، وتتجلى في صعوبة فهم القيم والاتجاهات أو تعلم القراءة أو إدارة التفاعلات الاجتماعية، وقد ينشأ التحدي مع تقدم الطفل في العمر، سواء كان ذلك ينطوي على فهم القراءة أو إكمال الاختبارات في الفترة الزمنية المخصصة أو حضور الدروس أو تنظيم المهام والمواد.
وقد يظن البعض أن الطفل كسول، لكن ربما يكون إحجامه عن أداء العمل أو الانخراط في المدرسة نتيجة لإعاقة تعلم أعمق أو مشكلة نفسية يمكن أن تتداخل مع قدرة الطفل على التعلم.
وعلى الرغم من المساعدة فقد يخفق الأطفال في تحقيق النتائج المرجوة، مما يترك الآباء والأطفال والمعلمين في حالة من الإحباط أو العجز، وفي هذه الحالات فإن التقييم النفسي التربوي الذي يجريه متخصص كأخصائي علم النفس يمكن أن يؤدي إلى تشخيص واضح لإعاقة التعلم، ويقدم شرحاً شاملاً لجميع عوامل تحديات تعلم الطفل، بما في ذلك القضايا المعرفية والنفسية، التي يمكن أن تؤثر على الطفل في المدرسة.
التقييم النفسي التربوي هو تقييم شامل للأداء المعرفي والأكاديمي والاجتماعي والعاطفي للطالب، ويستخدم هذه التقييم لتحديد ما إذا كان الطالب بحاجة إلى تعليم خاص، وبالإضافة إلى ذلك تحدد التقييمات النفسية التربوية نوع الخدمات ذات الصلة التي سيتلقاها الطالب، وغالباً ما يشمل التقييم الأشخاص المشاركين في هذه العملية كالوالدين والمعلم والطفل نفسه وربما طبيب الأطفال أيضاً، وهدفها النهائي هو تعزيز قدرتهم جميعاً على مساعدة الطفل على أن يكون ناجحاً قدر المستطاع. (Grossberg.2021)
مثل هذا التقييم يمكن أن يجيب عن العديد من الأسئلة على سبيل المثال:
إن التقييمات النفسية التربوية تتضمن عادةً خمسة مجالات من الاستجواب والتقييم:
للحصول على صورة شاملة للطفل، سيكون من المهم للمقيم أن يكون لديه فهم كامل لتطور الطفل، وغالباً ما يستفسر المقيّمون عن تاريخ ميلاد الطفل والتاريخ النمائي والتاريخ الطبي والتاريخ الدراسي والتاريخ الاجتماعي والعاطفي والتاريخ العائلي، ويتم أيضاً تقييم مجالات اهتماماته، بالإضافة إلى انطباعات الوالدين عن نقاط القوة والضعف لدى طفلهم.
عند تقييم قدرات الطفل يقوم المقيّم بإدارة سلسلة من الإجراءات لتحديد كيفية تعلم الطفل، بالإضافة إلى قدرته على معالجة المعلومات وصياغة الاستجابات، وغالباً ما تتضمن هذه المقاييس اختبارات لفظية وبصرية لفحص التفكير الكلامي والتفكير غير اللفظي وأنواع معينة من الذاكرة، بالإضافة إلى السرعة التي يعالج بها الطفل المعلومات ويصوغ الاستجابات.
بالإضافة إلى الدرجات التي تولدها هذه المقاييس، يحصل المقيمون أيضاً على قدر كبير من المعلومات من كيفية تعامل الأطفال مع المشكلات وحلها؛ هل يتحدثون بصوت عالٍ عند محاولتهم حل المهام المعقدة؟ هل يعملون بالسرعة التي تناسبهم، ويكملون المهام بأفضل ما لديهم؟ هل هم متسرعون في ردودهم (الإجابة دون مقارنة جميع الخيارات الممكنة)؟ هل يواجهون صعوبة في التوجيهات والتعليمات المعقدة؟ هل ينتابهم القلق عندما يتم توقيت المهام لهم؟ هل يرتبكون عندما يرون أن المهمة أكبر من أن يتمكنوا من إنجازها؟
هذه ليست سوى عدد قليل من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليها للحصول على تقييم لقدرات الطفل.
في حين أن التقييم المعرفي هو عملية شاملة تساعد في تحديد نقاط القوة والضعف التي يمتلكها الطفل، إلا أن هناك تدابير أخرى تساعد أيضاً في فهم تعلم الطفل، وتشمل معالجة الكلام واللغة والمعالجة السمعية وأشكال أخرى من الذاكرة والانتباه والتنظيم والمعالجة الحركية البصرية.
تساعد التقييمات التعليمية، التي تسمى أحياناً تقييمات الإنجاز، المقيمين على فهم نقاط القوة والضعف التعليمية لدى الطفل؛ إذ يقوم المقيمون بتعيين المهام المتعلقة بالقراءة والكتابة والهجاء والرياضيات لتقييم المهارات التعليمية العامة، وغالباً ما يتم أيضاً قياس الطلاقة التعليمية والكفاءة.
قد يضيف المقيمون أيضاً تقييمات أكاديمية أخرى إذا رأوا أن الطالب يواجه مشكلة في مجال معين؛ فعلى سبيل المثال إذا رأوا أن الطالب يعاني من مشكلة في قراءة كلمات مفردة، فقد يختبر المقيّم المعالجة الصوتية وكفاءة القراءة لمعرفة سبب وجود المشكلة لدى الطفل.
في عملية فهم نقاط القوة والضعف لدى الطفل لا يقل اختبار أدائه الاجتماعي والعاطفي أهمية عن أدائه الإدراكي والأكاديمي، ويمكن القيام بذلك بعدة طرق اعتماداً على عمر الطفل وأسلوب المقيّم.
بالنسبة للأطفال الصغار، غالباً ما يتم تقييم الأداء الاجتماعي العاطفي والسلوكي من خلال استبيانات الوالدين، وقد يُطلب من المعلمين أيضاً إكمال الاستبيانات المتعلقة بتعلم الطفل وسلوكه، ومع تقدم الأطفال في السن يمكنهم إكمال الاستبيانات بأنفسهم لتقييم عواطفهم، ويمكنهم إجراء الاختبارات لقياس كيفية تعاملهم مع العلاقات الاجتماعية.
عند الانتهاء من التقييم سيقدم الأخصائي النفسي للوالدين (وبموافقة الوالدين أو الأوصياء، المدرسة) تقريراً يشرح فيها بشكل مكتوب الاختبارات التي تم إجراؤها والنتائج، ويقدم أيضاً وصفاً لكيفية تعامل الطفل مع تلك الاختبارات.
وبالإضافة إلى ذلك يتضمن التقرير البيانات التي نتجت عن كل اختبار مع ملاحظة أي تشخيص لقضايا التعلم التي يواجهها الطفل.
يجب أن يختتم التقرير بتوصيات لمساعدة الطفل؛ يمكن أن تتضمن هذه التوصيات تسهيلات للمنهج الدراسي المعتاد لمساعدة الطالب، مثل منح الطالب وقتاً إضافياً في الاختبارات (على سبيل المثال إذا كان الطالب يعاني من اضطرابات متعلقة باللغة أو غيرها من الاضطرابات التي تجعله يعمل بشكل أبطأ لتحقيق أقصى قدر من النتائج). (C. NELSON,2022)
يوفر التقرير الشامل أيضاً نظرة ثاقبة لأي عوامل نفسية أو عوامل أخرى تؤثر على الطفل في المدرسة.