القصص المصورة وفوائدها لذوي الاحتياجات الخاصة

تمهيد:

تعد القصة إحدى أساليب تعزيز فنون اللغة عند الطفل، فاستماع الطفل للقصة ومحاولته التفاعل مع أحداثها، ومن ثم إعادة سردها مستخدما طريقته الخاصة يساعد على نمو حصيلته اللغوية، وبالتالي تتطور لغة التحدث والتخاطب لديه، كما أنها تعد تدخلاً فاعلاً لزيادة المعجم الخاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يحتاجون إلى تعلم مقصود للمفردات اللغوية.

وتعتبر القصة من الاستراتيجيات الإبداعية التي تعمل على سد الفجوة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة في اكتساب اللغة بطريقة تتسم بالكفاءة، فعندما يتعرض الأطفال للكلمات غير المألوفة مراراً في جميع أنحاء القصة فإن ذلك يؤدي إلى اكتساب هذه الكلمات، واتساع المعجم اللغوي الخاص بهؤلاء الأطفال.

تعريف القصص المصورة:

تعرف القصص المصورة بأنها أحد الأنواع الموضوعية الأدبية التي تعتمد على الصور والرسوم إلى جانب النص. (نيروخ، 2006، ص. 54)

 ويعرفها عبد الهادي (2016) بأنها عبارة عن مجموعة من الصور الثابتة والملونة التي تمثل مجموعة من الأحداث المترابطة والمتكاملة، تعرض على الطفل بأسلوب ممتع وشيق، وهذا يؤدي إلى بقاء أثر التعلم لأكبر فترة زمنية كبيرة عند الطفل، لأن الطفل يعتمد في تعليمه في المرحلة الأساسية الدنيا على الأشياء البصرية المحسوسة كالصور والرسومات، وهذا يؤدي إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة (ص.20).

ويعرفها الكاتب إجرائياً: بأنها عمل فني يمنح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الشعور بالبهجة والسرور، وهي سلسلة من الصور الملونة المصحوبة ببعض الموضوعات الاجتماعية والتي تحتوي على قيمة سلوكية إيجابية أو هدف تربوي، على أن تكون ملائمة لخصائص وميول ورغبات ذوي الاحتياجات الخاصة “.

أهداف القصص المصورة:

يرى محمد (2015) أن أهداف القصص القصيرة هي:

  • التسلية والترفيه والترويح.
  • تقدم للطفل أشياء عن الماضي البعيد وتمده بخبرات وتجارب من الحاضر وتعده لخبرات المستقبل.
  • تنمية قدرة الطفل على الملاحظة والبحث والاكتشاف.
  • إيجاد التوازن النفسي للطفل عن طريق تنمية الطفل جسمياً وعقلياً ونفسياً ولغوياً.
  • تنمية التفكير الإبداعي لدى الطفل (ص.432).

أهمية القصة المصورة وفوائدها في العملية التعليمية:

القصة المصوّرة نوع من الأدب يشغف به الصغار والكبار، وإن القصة المسموعة سواء أكانت مكتوبة أو مقروءة لها أهميتها ومكانتها في التربية، فهي مصدر من مصادر تذوق الجمال وهي وسيلة من وسائل الاتصال البصرية والحسية المتحصلة عن المشاهدة، وهذا يؤكد على ضرورة أن يكون الاهتمام بالصورة محاكيا للأهمية التي تحظى بها اللغة الشكلية من تنظيم وتأسيس ، ذلك لأن الصورة يمكنها أن تقوم بدور رئيس في توجيه الرسالة التعليمية، وأنه كلما زاد التأثير على حواس المتعلم زاد نجاح الوسيلة التعليمة في تحقيق النتائج المرجوة من الدرس والصورة الفوتوغرافية ذات أهمية بالغة وقيمة عظيمة، ويمكن توضيح مزاياها وفوائدها من الشكل والحجم واللون والانعكاس والظل والضوء، وتساعد الصور والرسومات على تقريب بعض المفاهيم المجردة إلى أذهان التلامذة، لأن ترسيخ الصور في المخيلة يعمل على صوغ عناصر الصور وتنقلها عن طريق الحس، وقوة المخيلة تتوسط بين الحس والعقل ، لكون عملها في نقل الصورة المنطبعة في الحس لتكوين خبرات حسية بشكل جديد( عبد المقصود، 2005، ص.86).

إن ذاكرة تخيل الصور أقوى من تذكر الكلمات، كما إن الحكايات المصورة تساعد الطفل على نمو مهارات القراءة، كما يستخدم الأطفال الرسوم الملونة كمصدر لأجوبتهم إذا كانت لديهم فرصة للاختيار بين الرسوم والكلمات.

وقد زاد الاهتمام بالصور والرسومات في عملية التعليم، لأنها تُنقل من خلال حاسة البصر وأن طريقة عرضها بترتيب يساعد التلاميذ على تتبع الفكرة المعروضة وتنشط الحواس في العمليات الذهنية.

يرى عبد الهادي (2016) أن استخدام الصور والرسومات في العملية التعليمية له فوائد كثيرة على النحو التالي:

  • جذب انتباه المتعلمين واستثارة اهتمامهم للتعلم.
  • مساعدة المتعلم على تفسير وتذكر المعلومات المكتوبة التي تصحبها.
  • ترجمة المعاني المجردة إلى محسوسة قابلة للتعلم.
  • مساعدة المعلم على اختصار وقت الشرح اللفظي والاستفادة من الوقت الفائض في المناقشة.
  • تساعد الصور والرسومات على بقاء أثر التعلم الأكبر فترة زمنية ممكنة عند المتعلمين.
  • تنمية مهارة الإدراك البصري للأشكال والرسومات الواردة في الصور والرسومات (ص.22).

أهمية توظيف القصة بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:

يرى بوحدي (2021) أن للقصص القصيرة أهمية كبيرة بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هي:

  • تساعد القصة على تنمية حواس الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عرض القصة بالصور والرسوم؛ فينمى ذلك لديه مهارات التمييز البصري، وسردها عليه من خلال التنوع في نبرات الصوت ينمي لديه مهارات التمييز السمعي، واستخدام القصص البارزة والمجسمة المختلفة وعرض الأدوات المستخدمة في أحداث القصة على الطفل تنمي مهارات اللمس لديه.
  • تساهم القصة في توجيه السلوك الاجتماعي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تحقيق التعاون والمشاركة بينهم.
  • إثراء الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعلومات والمعارف عما يحيط به، وتكوين المفاهيم التي يحتاجها الطفل في حياته.
  • استخدام القصة يساعد في القضاء على الملل داخل العملية التعليمية، وتحويله إلى وقت تسلية ومتعة.
  • توظيف القصص لإكساب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المهارات الحياتية التي يحتاجها.
  • تحقق جذب انتباه الأطفال، ويظهر ذلك من خلال حب الأطفال للوقت الذي يقضونه أثناء الإنصات للقصة.
  • التسلسل في أحداث القصة بالتدريج يقنع الطفل بالأفكار التي تدور حولها القصة.
  • استغلال القصة في تقديم حلول للمشكلات التي تواجه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بطرق صحيحة ومقبولة اجتماعياً.
  • تساهم القصة في تعديل سلوك الأطفال، وتقديم السلوك السوي من خلال أبطالها مع دعمهم بالثناء والمدح؛ فيحاكها الطفل ذو الإعاقة، ويقلدها.
  • تنمية اللغة من خلال عرض الصورة أو الرسم مع الشرح الصوتي المصاحب ويساعد ذلك على الربط بين الصور والرسوم المقدمة والمكون اللفظي المعروض للقصة؛ مما ينمي المهارات اللغوية، كاللغة التعبيرية المستخدمة لوصفها وإكسابه المعلومات من خلال ملاحظة الصور والرسوم
  • للقصة دور كبير في بناء سلوك إيجابي جديد وتشكيله (ص.64-65).

شروط استخدام طريقة القصص المصورة في التدريس:

ترى شيمة (2017) أن للقصص المصورة مجموعة من الشروط وهي:

  • أن يكون هناك ارتباط بين القصة وبين موضوع الدرس.
  • أن تكون القصة مناسبة لعمر التلاميذ ومستوى نضجهم العقلي.
  • أن تدور القصة حول أفكار ومعلومات وحقائق يتم من خلالها تحقيق أهداف، مع تركيز المعلم على مجموعة المعلومات والحوادث التي تخدم تلك الأهداف بحيث لا ينصرف ذهن التلميذ إلى التفصيلات غير الهامة ويبتعد عن تحقيق الغرض المحدد للقصة.
  • أن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة حتى لا تؤدي كثرتها الى التشتت وعدم التركيز.
  • أن تقدم القصة بأسلوب سهل وشيق يجذب انتباه التلاميذ ويدفعهم إلى الإنصات والاهتمام.
  • ألا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة.
  • أن تكون الحوادث المقدمة في إطار القصة متسلسلة ومتابعة وأن تبتعد عن الحوادث والمعاني التي تصور المواقف تصوير حسياً.
  • أن يستخدم المعلم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان، ويستعين بالوسائل التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة (ص.97).

خاتمة:

واستخلاصاً لما سبق تعد القصة المصورة من الوسائل التعليمية المهمة في تدريب التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة على التعبير، وهي فن من فنون الأدب، أدب الأطفال خاصةً، وتتشكل من عناصر أساسية تتمثل بالشخصيات والحوادث والمواقف والأجواء والأفكار، وتُعد عنصراً مهماً في العملية التعليمية فهي اللغة المرئية التي تخاطب الطلاب وتختزل لهم الكثير من الوصف.

وتُعد صورة من صور التعبير لما لها من دور حسي يدفع إلى الخيال والتعبير برغبة فضلاً عن دورها في تنمية الذوق الفني والحسي وإثارة التلاميذ وتحفيزهم للدرس بشكل فعّال، مما يساعد ذلك على تحقيق الهدف المنشود بدرجة عالية من الإتقان.

المراجع:

  • بوحدي، هيندة. (2021). دور القصص المصورة في تنمية الوعي البيئي لدى الأطفال المعاقين ذهنياً.  مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية.9(3)،55-77.
  • شيمة، نور. (2017). استخدام طريقة القصة المصورة في تعليم اللغة العربية عند الأطفال.  مجلة النابغة.17(1)،89-100.
  • عبد المقصود، حسنية. (2005). دراسات وبحوث في علم نفس الطفل. (ط.1). جامعة عين شمس، القاهرة: عالم الكتب للطباعة والنشر.‏
  • عبد الهادي، حسن. (2016). أثر توظيف القصة المصورة في تنمية مهارات التعبير الشفوي في اللغة العربية لدى طلاب الصف الرابع الأساسي بغزة. [رسالة ماجستير غير منشورة]، الجامعة الإسلامية، فلسطين. ‏
  • محمد، حسين. (2015). القصة المصورة وتأثيرها في تنمية التعبير الفني لدى رياض الأطفال مجلة كلية التربية الأساسية.21(92)،425-448.
  • نيروخ، سميرة. (2006). الأدب المصور ونفاذه إلى عقل وقلب الطفل. شبكة حروف. https://maamri-ilm2010.yoo7.com/t726-topic

وسوم

عن الكاتب

مالك عبد الحافظ

اقرأ لـ مالك عبد الحافظ

اقرأ ايضاً عن التربية الخاصة