التسهيلات الصفية للطلاب الذين يعانون من عسر القراءة
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يونيو 14, 2023
4 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يونيو 14, 2023
4 دقائق
القراءة مهارة معقدة؛ إذ يتطلب الأمر من عقولنا ربط الحروف بالأصوات، وترتيب هذه الأصوات ترتيباً صحيحاً، وجمع الكلمات معاً في جمل وفقرات يمكننا قراءتها وفهمها.
ووفقاً لمركز The Yale Center for Dyslexia and Creativityيعاني الأشخاص المصابون بعُسر القراءة من صعوبة في مطابقة الحروف التي يرونها على الصفحة مع الأصوات التي تصنعها تلك الحروف ومجموعات الحروف، وعندما يواجهون مشكلة في هذه الخطوة فإن جميع الخطوات الأخرى تكون أصعب.
ويعاني الأطفال والكبار المصابون بعسر القراءة من صعوبة في القراءة بطلاقة وتهجئة الكلمات بشكل صحيح ومن تعلم لغة ثانية من بين صعوبات أخرى، ولكن هذه الصعوبات لا علاقة لها بذكائهم العام؛ والأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة هم قراء بطيؤون إلا أنهم غالباً، وللمفارقة، مفكرون مبدعون ويتمتعون بقدرات تفكير قوية.
ويعتبر عسر القراءة أيضاً شائعاً جداً، حيث يؤثر على 20 بالمائة من السكان ويمثل 80-90 بالمائة من جميع الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم.
لا يمكن علاج عسر القراءة فهو يدوم مدى الحياة، ولكن مع الدعم المناسب يمكن للأفراد الذين يعانون من عسر القراءة أن يصبحوا طلاباً وبالغين ناجحين.
يستفيد الطلاب المصابون بعُسر القراءة وصعوبات التعلم الأخرى من وجود وسائل توفر وصولاً عادلاً إلى محتوى الدرس وتسمح لهم بمواصلة إظهار معارفهم ومهاراتهم، والتسهيلات عبارة عن تعديلات تعليمية تم إجراؤها لتمكين الطلاب من إظهار المعرفة والمهارات والقدرات دون تقليل توقعات التعلم أو الأداء ودون تغيير ما يتم قياسه.
يمكن توفير هذه التسهيلات في طريقة الوصول إلى المحتوى الدراسي مثل استخدام العرض التقديمي، وفي كيفية إظهار المعرفة والمهارات مثل الإجابة على الأسئلة، وفي كيفية تقييم الطالب، وفي توقيت التعلم.
قد يعاني الطلاب المصابون بعُسر القراءة من حالات مرضية مصاحبة، وهي وجود إعاقة تعلم متزامنة مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، لذلك غالباً ما نحتاج إلى التفكير ليس فقط في التسهيلات التي ستساعد الطلاب على التعلم في سياق درس القراءة أو الكتابة، ولكن أيضاً في إنشاء بيئة تعليمية تراعي احتياجات الطفل كلها.
بالإضافة إلى ذلك فإن معظم التسهيلات تعتبر ممارسات تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، إلا أنه يجب تنفيذ العديد من التسهيلات بشكل مباشر ومتعمد مع الطلاب الذين يعانون من عسر القراءة والذي يتطلب أيضاً ممارسة كافية وتعليمات متكررة ومتابعة دائمة لتحقيق نتائج ناجحة.
عرض الجدول الزمني والإجراءات الروتينية علناً: يستفيد الطلاب من معرفة الجداول الزمنية الواضحة ومن وجود إجراءات الفصل الدراسي مذكورة صراحة ومرئية في الفصل الدراسي.
المقاعد الخاصة: يمكن وضع الطلاب في مقدمة الغرفة الصفية أو بالقرب من طاولة المعلم بحيث يكون هناك قدر أقل من الإلهاء عند تقديم الدرس، ويستفيد الطلاب أيضاً من الجلوس بجانب طالب يتمتع بقدرة أعلى على القراءة أو طالب يمكنه المساعدة في إجراءات الدرس.
سماعات إلغاء الضوضاء: إذا كانت ضوضاء الفصل مصدر إلهاء فإن توفير سماعات إلغاء الضوضاء، إذا كانت متوفرة، تساعد بعض الطلاب على التركيز على المهام بشكل أفضل.
غرفة اختبار منفصلة: يمكن توفير بيئة اختبار للطلاب في غرفة منفصلة تقلل من قلق الطلاب أو تسمح بوقت طويل دون إلهاء عن بقية المجموعة.
الوقت الإضافي: يستفيد الطلاب من الوقت الإضافي عند إجراء التقييمات أو إكمال الواجبات، خاصة وأن الطلاب قد يكون لديهم سرعات استيعاب مختلفة.
فترات للراحة: السماح للطلاب بالحصول على فترات راحة دورية حتى يتمكنوا من تحسين تركيزهم أثناء التعلم.
مخطط دراسي: تشجيع الطلاب على الاحتفاظ بمخطط دراسي لتتبع المهام اليومية والأسبوعية يحسن وتيرة تعلمهم عند إدارة المشاريع ذات المواعيد النهائية المختلفة.
قائمة مراجعة المراقبة الذاتية: إن الاحتفاظ بقائمة مرجعية لما يجب إكماله يسمح للطلاب بمراقبة تقدمهم والحفاظ على طريقة منهجية للمساءلة عن مهامهم.
من المهم ملاحظة أن التعديلات تختلف عن التسهيلات المقدمة للطلاب؛ فالتعديلات، كما توحي الكلمة، تغيّر محتوى التعلم أو تقلل من توقعات الأداء إلى حد ما، على سبيل المثال يمكن للمعلمين إجراء تعديلات على واجبات الواجبات المنزلية التي تتطلب عدداً أقل من الأسئلة أو تقصير مقدار النص الذي يجب قراءته.
في النهاية تهدف التسهيلات إلى إزالة أي حواجز أمام تعلم الطلاب وتوفر وصولاً عادلاً للتعلم حتى يتمكنوا جميعاً من النجاح والتفوق.