مهارات التدريس الأساسية (مهارة تنفيذ الدرس)
حسن جعو
نوفمبر 10, 2022
4 دقائق
حسن جعو
نوفمبر 10, 2022
4 دقائق
يعتمد نجاح المعلم صفه على مجموعة من المهارات الأساسية، والتي تمكنه من الإعداد الجيد لدرسه، ومن ثم تقديم وشرح محتواه، وإدارة صفه على النحو الذي يضمن المشاركة الفعالة للطلاب، وصولاً إلى تحقيق نتائج التعلم المرجوة.
وقد بدأنا في مقال سابق في شرح مهارات التدريس الأساسية بشكل عام، وننتقل في هذا المقال إلى المهارة التي تلي مهارة تخطيط الدرس وهي مهارة تنفيذ الدرس.
فما المقصود بمهارة تنفيذ الدرس؟ وما هي المهارات الفرعية التي تندرج ضمنها؟
“هي مجموعة الإجراءات التي تتخذ في داخل غرفة الصف لترجمة عملية تخطيط التدريس إلى واقع محسوس.” (السيد علي،2011)
مهارة تهيئة الطلاب وإثارة دافعيتهم للتعلم، ومهارة تنويع المثيرات، ومهارة شرح الدرس، ومهارة الأسئلة، ومهارة إدارة الصف والتعامل مع المشكلات الصفية، ومهارة غلق الدرس. وسنشرح في هذا المقال عدداً من هذه المهارات.
التهيئة هي كل ما يقوله المعلم أو يفعله بهدف إعداد الطلاب للدرس، وجذب انتباههم وإثارة دافعيتهم للتعلم. ومن صفات التهيئة الجيدة أن تكون مشوقة، ومرتبطة بالدرس، ومناسبة لمستوى الطلاب.
وتأخذ التهيئة صوراً منها:
يعتبر المثير عنصراً أساسياً في عملية التعلم، ويقصد بتنويع المثيرات كل ما يقوم به المعلم بهدف جذب انتباه الطلاب أثناء سير الدرس.
إن تنويع المعلم للمثيرات يمكّنه من:
بعد الانتهاء من تهيئة الطلاب وجذب انتباههم ينتقل المعلم لجوهر الدرس، ويتبّع بذلك طرق التدريس الملائمة ومجموعة من السلوكيات الحركية واللفظية، بغية إيصال المحتوى التعليمي للطلاب، مستعيناً بذلك بالأدوات والوسائل المناسبة والتي تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية.
وفيه يتم التركيز على تفسير معاني الألفاظ، وغالباً ما يأتي هذا الشرح إجابة عن أسئلة تبدأ بأداة الاستفهام: “ما”، ما هي مهارات التدريس؟ ما هو علم النفس؟
وفيه يتم وصف عملية معينة أو توضيح مكونات شيء ما، وغالباً ما يأتي هذا الشرح إجابة عن سؤال يبدأ بأداة الاستفهام: “كيف”، كيف تحدث عملية الإبصار؟
ويكون التركيز فيه على تنمية قدرة الطالب على استنتاج النتائج في ضوء مجموعة ظواهر أو بيانات، وغالباً ما يأتي هذا الشرح إجابة عن أسئلة تبدأ بأداة الاستفهام: “لماذا”، لماذا تتساقط الأوراق في فصل الخريف؟
ويستخدم المعلم مجموعة من أدوات الشرح المساندة مثل: الوسائل التعليمية، والأمثلة، والتشبيهات.
السؤال مفتاح التعلم، ويلعب دوراً جوهرياً في التواصل الفعال بين المعلم وطلابه، وإتقان المعلم لاستراتيجيات الأسئلة تمكّنه من قيادة الحصة الدرسية وصولاً لتحقيق نتائج التعلم المنشودة. “حيث أن لنوعية الأسئلة وحسن صياغتها دوراً حيوياً في مشاركة المتعلمين وتفاعلهم داخل في الصف، ومن جانب آخر فإن حسن استقبال المعلم لأسئلة المتعلمين له أهمية بالغة لفهم السؤال وتحليله وإجابته، وأيضاً لتشجيعهم على المشاركة، وطرح الأسئلة، وتعزيز مهارة التواصل لديهم. كما يُساعد على إزالة الخوف والحرج لدى المتعلمين”. (مهارات التعليم،2017)
تشتمل مهارة الأسئلة على أربع مهارات فرعية ينبغي أن يلم بها المعلم وهي:
وفيما يأتي شرح لكل واحدة منهما:
صياغة الأسئلة الجيدة تتطلب من المعلم مراعاة بعض الإرشادات التي نوجزها بما يأتي:
” تتنوع الأسئلة ما بين أسئلة حقائق وأسئلة استنتاج أو أسئلة تتطلب قدرات عقلية دنيا وأسئلة تتطلب عقلية عليا، وتعرف الأسئلة التي تتطلب قدرات عقلية دنيا بأنها تلك التي تتطلب من التلميذ قدرة عادية، ويقابل هذا الصنف من الأسئلة التي تقع في مستوى التذكر والفهم في تصنيف (بلوم) للمستويات المعرفية، وينظر أحياناً على أنها أسئلة حقائق أو أسئلة محددة.
أما في الأسئلة التي تتطلب قدرات عقلية عليا، فتمثل الأسئلة التي تتطلب نوعاً من التفكير أعلى من تلك التي تتطلبها عمليات استدعاء حقائق مذكورة في المادة المتعلمة، كأن تطلب من التلميذ أن يعالج ذهنياً أجزاء من معلومات تعلمها من قبل لابتكار إجابة جديدة أو يدعم إجابة معطاة (أدلة عقلية مقنعة) ويطابق هذا التصنيف من الأسئلة في مستوى التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم في تصنيف بلوم ويشار إليها أحياناً على أنها أسئلة استنتاج أو أسئلة متشعبة”. (جامعة بابل،2019)
إن لمهارة توجيه السؤال دوراً كبيراً في استثارة تفكير الطلاب وجعله أكثر عمقاً واتساعاً، وتتوقف مقدار جودة السؤال على مقدار ما يثيره من تفكير عند المتعلمين.
ومن بين الإرشادات التي يمكن للمدرس اتباعها أثناء توجيه السؤال:
إنّ اتباع المعلم لأسلوب يشجع الطلاب على الإجابة ويحسن من جودة الإجابات يؤدي إلى تحقيق أهداف التعلم وزيادة اندماج الطلاب في عملية التعلم.
فيما يلي أهم السلوكيات التي يجب على المعلم مراعاتها عند تلقي الإجابات:
إنّ إتقان المعلم لمهارات تنفيذ الدرس والتي تشكل العمود الفقري لعملية التدريس تضمن له الثقة بالنفس ومشاركة وقيادة الطلاب، وهو ما يبرز في مخرجات التعلم وتحقيق الأهداف المرجوة، وهذه المهارات تنمو وتتطور مع تقدم المعلم في مسيرته التعليمية.
https://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=10&depid=6&lcid=83743