طرق التدريس

يشير مصطلح طريقة التدريس إلى المبادئ العامة واستراتيجيات التربية والإدارة المستخدمة في التدريس في الصفوف الدراسية.

يعتمد اختيارك لطريقة التدريس على ما يناسب فلسفتك التعليمية، وعدد الطلاب في الصف، ومجال موضوع الدرس.

يمكن تنظيم نظريات التدريس في أربع فئات بناءً على عاملين رئيسيين: الأول نهج يركز على المعلم مقابل نهج يركز على الطالب، والثاني استخدام مواد عالية التقنية مقابل استخدام مواد ذات تقنية منخفضة.

نهج التعلم المتمحور حول المعلم

إن المعلمين هم الشخصية المرجعية الرئيسية في هذا النموذج، ويُنظر إلى الطلاب على أنهم “أوعية فارغة” أي أنهم يتلقون المعرفة من معلميهم بشكل سلبي من خلال المحاضرات والتعليمات المباشرة، بهدف نهائي هو الحصول على نتائج إيجابية من الاختبار والتقييم.

في هذا الأسلوب يُنظر إلى التدريس والتقييم على أنهما كيانان منفصلان؛ إذ يتم قياس تعلم الطلاب من خلال الاختبارات والتقييمات التي تم إعدادها بشكل موضوعي. (teach.com)

نهج التعلم المتمحور حول الطالب

من الخصائص الأساسية لطرق التدريس الحديثة في العلوم الأساسية والتكنولوجيا أنها تتمحور حول المتعلم، وهذا النهج يركز على المتعلمين أثناء التطبيق في محاضرات الفصل والمختبر. يعمل المعلم كدليل للطلاب فقط، وفي كل عملية التعلم يظهر المتعلمون بشكل ملحوظ كمسيطرين في تفاعلات الصف الدراسي. ( MEHTA,2021)

وفي هذا النهج يتم قياس تعلم الطلاب من خلال أشكال التقييم الرسمية وغير الرسمية، مثل المشاريع الجماعية، وأعمال الطلاب، والمشاركة في الصف.

في الصف الدراسي الذي يركز على الطالب يرتبط التدريس والتقييم معاً، لأن تعلم الطلاب يتم قياسه باستمرار أثناء تعليم المعلم.

نهج عالي التقنية للتعلم

يستخدم هذا النهج تقنيات مختلفة لمساعدة الطلاب في التعلم؛ إذ يستخدم العديد من المعلمين أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية في الصف الدراسي، وقد يستخدم آخرون الإنترنت لتعيين واجبات منزلية، كما أن الإنترنت مفيد أيضاً لأنه يوفر موارد غير محدودة.

يمكن للمدرسين أيضاً استخدام الإنترنت لربط طلابهم بأشخاص من جميع أنحاء العالم.

نهج التكنولوجيا المنخفضة في التعلم

على الرغم من أن التكنولوجيا قد غيرت وجه التعليم، يفضل العديد من المعلمين استخدام نهج أكثر تقليدية ومنخفض التقنية.

 بالإضافة إلى ذلك أظهرت بعض الأبحاث أن الصفوف الدراسية منخفضة التقنية قد تعزز التعلم؛ فعلى سبيل المثال الطلاب الذين يدوِّنون ملاحظات مكتوبة بخط اليد يتذكرون بشكل أفضل من الطلاب الذين يأخذون الملاحظات المطبوعة.

 في النهاية يعد تكييف تجربة التعلم لأنواع مختلفة من المتعلمين أمراً مهماً للغاية، وأحياناً يتفاعل الطلاب بشكل أفضل باستخدام نهج منخفض التقنية.

فيما يلي بعض الأمثلة على الاستخدام المنخفض التكنولوجيا في مناهج التدريس المختلفة:

  • يحتاج المتعلمون الحركيون إلى الحركة أثناء التعلم، ويجب أن يسمح المعلمون للطلاب بالتنقل والتحدث بالأيدي والإيماءات.
  • يتضمن التعلم الاستكشافي “التعلم بالممارسة” والمشاركة في تجربة عملية، ويمكن للطلاب المشاركة في العمل الميداني أو المشاريع أو دراسات الحالة ليكونوا قادرين على تطبيق المعرفة المكتسبة في الصف الدراسي على العالم الحقيقي، بدلاً من التعلم من خلال العالم الافتراضي.
  • لا يمكن تعلم العديد من أنواع التدريب المهني أو العملي افتراضياً، سواء كانت تجربة مخبرية أو أعمال خشبية.

من خلال هذه الأساليب المختلفة للتدريس يمكن للمعلمين اكتساب فهم أفضل للطريقة المثلى للتحكم في الصفوف الدراسية، وتنفيذ التعليمات والتواصل مع طلابهم.

ضمن كل فئة من فئات تمركز المعلم والطالب واستخدام التكنولوجيا، هناك أدوار تعليمية محددة أو “طرق” لسلوك المعلم تتميز بمزيجها الفريد من ممارسات التعلم والتقييم.

تعرف على المزيد حول كل منها للعثور على أفضل ما يناسب صفك الدراسي:

طرق التدريس المتمحورة حول المعلم

تعليمات مباشرة (تقنية منخفضة)

التوجيه المباشر هو المصطلح العام الذي يشير إلى استراتيجية التدريس التقليدية التي تعتمد على التدريس الواضح من خلال المحاضرات والعروض التوضيحية التي يقودها المعلم.

كاستراتيجية تدريس أولية في إطار النهج المتمحور حول المعلم، يستخدم التوجيه المباشر التعلم السلبي، أو فكرة أن الطلاب يمكنهم تعلم ما يحتاجون إليه من خلال الاستماع ومشاهدة تعليمات دقيقة للغاية. يعمل المعلمون والأساتذة كمصدر وحيد للمعرفة، وفي ظل نموذج التعليمات المباشر، يستخدم المعلمون غالباً خطط دروس منهجية ومكتوبة. تتضمن برامج التوجيه المباشر ما يجب أن يقوله المعلم بالضبط، والأنشطة التي يجب على الطلاب إكمالها في كل دقيقة من الدرس.

نظراً لأنه لا يتضمن تفضيلات الطلاب أو يمنحهم فرصاً للتدريب العملي أو أنواعاً بديلة من التعلم، فإن طريقة التدريس المباشر تركز بشكل كبير على المعلم، كما إنها أيضاً منخفضة التقنية إلى حد ما، وتعتمد غالباً على استخدام الكتب المدرسية وكتب العمل بدلاً من أجهزة الكمبيوتر.

 الصف المقلوب (تقنية عالية)

بشكل عام يصف الصف المقلوب بنية التدريس الذي يشاهد فيه الطلاب الدروس المسجلة مسبقاً في المنزل ويكملون المهام داخل الصف بدلاً من الاستماع إلى المحاضرات في الصف والقيام بالواجبات المنزلية في المنزل.

غالباً ما يصور المعلمون الذين يطبقون نموذج الصف الدراسي المعكوس مقاطع الفيديو التعليمية الخاصة بهم، لكن العديد منهم يستخدمون أيضاً مقاطع فيديو معدة مسبقاً من مصادر عبر الإنترنت.

تتمثل الميزة الرئيسية لنموذج الصف الدراسي المقلوب في أنه يسمح للطلاب بالعمل وفقاً لسرعتهم الخاصة. في بعض الحالات قد يخصص المعلمون مقاطع الفيديو نفسها لجميع الطلاب، بينما في حالات أخرى قد يختار المعلمون السماح للطلاب بمشاهدة مقاطع فيديو جديدة أثناء إتقانهم للمواضيع (باستخدام منهج “أكثر تميزاً”).

التعلم الحركي (منخفض التقنية)

ويُعرف أحياناً باسم التعلم عن طريق اللمس أو “التعلم العملي”، وهو يعتمد على فكرة الذكاءات المتعددة؛ ففي بيئة التعلم الحركية يؤدي الطلاب أنشطة بدنية بدلاً من الاستماع إلى المحاضرات أو مشاهدة العروض التوضيحية، وتعد الخبرات العملية والرسم ولعب الأدوار والبناء واستخدام الدراما والرياضة كلها أمثلة على أنشطة الصف الحركية.

على الرغم من أنها طريقة رائعة لإبقاء الطلاب متفاعلين، وفي بعض الأحيان مستيقظين، إلا أن عدداً قليلاً جداً من الصفوف الدراسية يستخدم أنشطة التعلم الحركية بشكل حصري.

أحد الأسباب هو أنه على الرغم من شعبية نظريات أسلوب التعلم (learning style)، إلا أن هناك نقصاً في الأدلة القائمة على البحث والتي تُظهر أن التدريس لأساليب تعلم معينة ينتج عنه نتائج أكاديمية أفضل.

أحد الجوانب الإيجابية هو أن التعلم الحركي نادراً ما يعتمد على التكنولوجيا، حيث أن الطريقة تقدّر الحركة والإبداع على المهارات التكنولوجية.

طرق التدريس المتمحورة حول الطالب

التعليم المتمايز (تقنية منخفضة)

التعليم المتمايز هو تكييف التدريس لتلبية احتياجات الطلاب الفردية.

يمكن للمدرسين تطبيق التمايز بعدة طرق مثل؛ كيفية وصول الطلاب إلى المحتوى، وأنواع الأنشطة التي يقوم بها الطلاب لإتقان مفهوم ما، وكيف يبدو المنتج النهائي للتعلم، وكيفية إعداد الصف الدراسي، وتتضمن بعض أمثلة التمايز: جعل الطلاب يقرؤون الكتب بمستويات القراءة الخاصة بهم، أو تقديم قوائم تهجئة مختلفة للطلاب، أو الاجتماع في مجموعات صغيرة لإعادة تدريس الموضوعات.

وعلى الرغم من أن التمايز يركز على احتياجات الطلاب الفردية، إلا أنه يتم تخطيطه وتنفيذه في الغالب من قبل المعلم، وعلى الرغم من أنه قد يكون للتكنولوجيا دوراً مساعداً، إلا أنها ليست سمة مميزة لأسلوب التدريس المتمايز، مما يجعلها طريقة تقليدية إلى حد ما.

التعلم القائم على الاستفسار (تقنية عالية)

استناداً إلى استقصاء الطلاب والمشاريع العملية، يعد التعلم القائم على الاستفسار طريقة تدريس تضع المعلم كشخصية داعمة تقدم التوجيه والدعم للطلاب خلال عملية التعلم الخاصة بهم، بدلاً من كونها شخصية مرجعية فردية. يشجع المعلمون الطلاب على طرح الأسئلة والتفكير فيما يريدون معرفته عن العالم من حولهم، ويقوم الطلاب بعد ذلك بالبحث في أسئلتهم، والعثور على المعلومات والمصادر التي تشرح المفاهيم الأساسية وتحل المشكلات التي قد يواجهونها على طول الطريق. يمكن تقديم النتائج على هيئة مقاطع فيديو يصممها الطلاب أو مواقع ويب أو عروض تقديمية رسمية لنتائج البحث.

يندرج التعلم القائم على الاستفسار تحت النهج المتمحور حول الطالب، حيث يلعب الطلاب دوراً نشطاً وتشاركياً في تعلمهم، ولكن تيسير المعلم هو أيضاً مفتاح مهم لهذه العملية.

عادة أثناء دورة الاستفسار يعمل كل طالب على سؤال أو موضوع مختلف، في هذه البيئة يطرح المعلمون أسئلة عالية المستوى ويقدمون اقتراحات بحثية حول العملية بدلاً من المحتوى. وفي نهاية دورة الاستفسار يفكر الطلاب في التجربة وما تعلموه منها ويفكرون أيضاً في كيفية ارتباطه بالموضوعات الأخرى ذات الاهتمام، حيث يؤدي الاستفسار حول موضوع واحد غالباً إلى المزيد من الأسئلة ثم الاستفسار في مجالات جديدة.

يمكن للتعلم القائم على الاستفسار أن يستفيد بشكل كبير من التكنولوجيا من خلال مواقع البحث عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وإمكانية التواصل العالمي مع أشخاص من خارج المجتمع وذلك اعتمادا على الموضوع.

التعلم الاستكشافي (تقنية عالية)

 وهو شكل من أشكال التعلم القائم على المشاريع التي يذهب فيها الطلاب في رحلات استكشافية ويشاركون في دراسة متعمقة للموضوعات التي تؤثر على مدارسهم ومجتمعاتهم.

يتضمن التعلم في هذا النموذج مجالات محتوى متعددة، حتى يتمكن الطلاب من رؤية كيف يمكن أن يحدث حل المشكلات في العالم الحقيقي. على سبيل المثال قد يدرس طالب في مدينة كبيرة إحصائيات حول التلوث، ويقرأ معلومات حول آثاره، ويسافر إلى مواقع في مدينتهم تأثرت بالمشكلة، وعندما يكون لديهم فهم جيد للظروف، يعمل الطلاب والمعلمون على إيجاد حل يمكنهم تنفيذه بنشاط.

التعلم المخصص (تقنية عالية)

 هو نموذج تعليمي جديد لا يزال تعريفه يتطور، وفي قلب هذا النموذج يطلب المعلمون من الطلاب اتباع خطط التعلم الشخصية الخاصة باهتماماتهم ومهاراتهم، ويعد التوجيه الذاتي للطالب واختياره في المناهج من السمات المميزة للتعلم الشخصي.

التقييم مصمم أيضاً للفرد؛ المدارس والصفوف الدراسية التي تنفذ التعلم المخصص تستخدم التقدم القائم على الكفاءة، بحيث يمكن للطلاب الانتقال إلى المعايير أو الموضوعات التالية عندما يتقنون ما يعملون عليه حالياً، وبهذه الطريقة يمكن للطلاب في الصفوف الدراسية ذات التعلم المخصص التقدم للعمل بعد مستوى صفهم الدراسي أثناء إتقانهم للموضوعات، في حين أن الطلاب الذين يحتاجون إلى مساعدة إضافية لديهم هذا الوقت مدمجاً في جداولهم اليومية أيضاً. سيحتاجون أيضاً إلى مستوى معين من التكنولوجيا؛ إذ غالباً ما تأتي التعليمات المميزة والشخصية التي يتلقاها الطلاب في شكل دروس وبرامج عبر الإنترنت، لذلك يجب أن يكون المعلمون قادرين على التنقل في الأنظمة الأساسية الافتراضية بسهولة.

التعلم القائم على اللعب (تقنية عالية)

يعمل الطلاب في بيئة التعلم القائمة على الألعاب على المهام لتحقيق هدف معين (هدف التعلم) من خلال اختيار الإجراءات والتجربة على طول الطريق، وعندما يحرز الطلاب تقدماً أو إنجازات معينة يمكنهم ربح شارات ونقاط خبرة، تماماً كما يفعلون في ألعاب الفيديو المفضلة لديهم.

يتطلب التعلم القائم على الألعاب الكثير من الوقت والتخطيط من جانب المعلمين، ولحسن الحظ هناك برنامج يجعل هذه العملية أسهل بكثير، مثل3DGamelab  و Classcraft. (teach.com)

المراجع:

teach.com.(2020). Teaching Methods https://teach.com/what/teachers-know/teaching-methods/

MEHTA,SUJATA,(2021). Modern Teaching Methods – It’s Time For The Change. https://eduvoice.in/modern-teaching-methods/

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن استراتيجية التدريس