غرف المصادر

مفهوم غرف المصادر:

تقدم التربية الخاصة تعليماً ملائماً لمواجهة الاحتياجات الفريدة للطلاب ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، ويمكن أن يتم هذا التعليم في أماكن متنوعة؛ مثل الصفوف، أو المنازل، أو المستشفيات. وتبدأ خدمات التربية الخاصة بالإرشادات المقدمة لمعلمي الطلاب ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في صفوف التعليم العام، ومرورا بالتعليم الخاص الذي يقدم للطالب داخل غرفة المصادر Resource Rooms أو ما يعرف بصف المصادر Resource Class، أو برنامج غرفة المصادر (Resource Room Program) خلال أوقات محددة مع بقائه في صف التعليم العام، وانتهاء بصفوف التربية الخاصة للطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة التي تقدم على مدار اليوم الدراسي. (الببلاوي، 2014، ص.12)

وقد عرف (Moore،2019) غرفة الموارد هي إعداد منفصل، إما فصل دراسي أو غرفة مخصصة أصغر، حيث يمكن تسليم برنامج تعليم خاص إلى طالب ذي إعاقة، بشكل فردي أو في مجموعة صغيرة. يتم استخدام غرف الموارد بطرق متنوعة تتراوح بين التعليم أو المساعدة في الواجبات المنزلية أو الاجتماعات أو تمثيل المساحة الاجتماعية البديلة للطلاب.

أنواع غرف المصادر:

غرفة الموارد الفئوية (التصنيفية):

هي الغرفة التي يتم فيها وضع طلاب التربية الخاصة على أساس تصنيفهم المحدد: صعوبات التعلم، التخلف العقلي، الاضطراب العاطفي. قد يكون لدى المنطقة التعليمية التي تستخدم هذا النوع من البرامج عدد من غرف الموارد قيد التشغيل، ولكن في كل من إعدادات التعليم الخاص هذه، سيتم اختيار الطلاب لوضعهم فقط على أساس تصنيفهم. لذلك، قد تكون هناك غرفة موارد على مستوى المدرسة المتوسطة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم، واحدة للطلاب الذين يعانون من اضطراب عاطفي (أو اضطراب السلوك)، وأخرى لأولئك الذين يعانون من صعوبات في التعلم. McNamara, 1989, p6))

غرف موارد غير الفئوية

 في هذا النوع، يحضر العديد من الطلاب ذوي الإعاقات العديدة الذين يعملون بنفس مستويات الإنجاز الإجمالية تقريبا، غرفة المصادر. غالبا ما يتم وضع الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وقابلين للتعليم، ومتخلفين عقليا، ومضطربين سلوكيا معا في هذا النوع من غرف الموارد.

غرف المصادر غير التصنيفية:

 تحتاج هذه الغرف معلمين مدربين على مستوى عال لأن نسبة كبيرة من الطلاب في هذه الحالة لا يكونوا مؤهلين لخدمات التربية الخاصة، ولكنهم في خطر ويُعطوا خدمات التربية الخاصة، على سبيل التجربة للنظر في مدى حاجتهم لهذه الخدمات أو غيرها من الخدمات. (بطرس،2014، ص.220)

تجهيزات غرفة المصادر:

يشترط في غرفة المصادر أن تكون واسعة، جيدة الإضاءة والتهوية، وفي موقع مناسب بالمدرسة بحيث يمكن للأطفال الوصول إليها بيسر وسهولة، كما يشترط أن تكون المدرسة التي بها هذه الغرفة في حالة مركزيتها في موقع متوسط بالنسبة للحي لكي يسهل على الأطفال الوصول إليها من المدارس المجاورة.

كما يراعى أن تتوافر فيها التجهيزات والمواد والأدوات اللازمة للوفاء باحتياجات الأطفال المحولين إليها، ومن أهمها:

1. المقاعد والمناضد والأرفف والدواليب والسبورات والحواجز المتحركة، بحيث يسهل تنظيم الأثاث وفقاً للأغراض المتعددة للنشاط والتدريب.

2. الوسائل التعليمية: البصرية والسمعية اللمسية، والأدوات والأجهزة والمواد التعليمية ومنها: التسجيلات الصوتية والمرئية والصور الثابتة والمتحركة، والشرائح الفوتوغرافية، وأجهزة الراديو والتليفزيون والفيديو والسينما، والمواد المطبوعة: كالكتب والنشرات والمناهج واللوحات والملصقات والنماذج… وغيرها.

 ٣. الأجهزة والوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم المعاقين بصرياً: جهاز الكتابة بطريقة برايل، الآلات الكاتبة بطريقة برايل، الأوبتاكون، جهاز الفرسابرایل.. النماذج والمجسمات، الرسوم التخطيطية والبيانية البارزة، الرموز الرياضية بطريقة برايل (النظام البريطاني)، لوحة المكعبات الرياضية (النظام الفرنسي)، العداد، مجموعة الأشكال الهندسية، أدوات القياس البارزة، التسجيلات الصوتية، الكتاب المناطق والمكتبة المسموعة، استخدام الحاسوب الآلي في تعليم المعاقين بصرية لوحة المفاتيح البديلة، شاشة اللمس؛ طابعة برايل، نظم قراءة النصوص المعروضة بالتلفظ الآلي، نظم تكبير الصور المعروضة لضعاف البصر، برمجيات الحاسوب المساندة).

 4. الأجهزة والوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم المعاقين سمعية: المعينات السمعية في فصول الصم وضعاف السمع: الثابتة، المتحركة، الدوائر السمعية جهاز الأشعة تحت الحمراء … إلخ، برمجيات الحاسوب المساندة في تعليم الصم. (شاش، 2016، ص.79)

دور معلم غرفة المصادر      

هناك اتفاق واسع النطاق في الأدبيات المهنية فيما يتعلق بدور معلم غرفة موارد التربية الخاصة. يقسم Wiederholt وHammill وBrown (1983) نقلا عن (McNamara, 1989، p9) مسؤوليات الوظيفة إلى ثلاث فئات رئيسية: (1) التقييم، (2) التدريس، و (3) الاستشارات

التقويم التربوي

عادة ما يكون معلمو غرفة الموارد مسؤولين عن تقييم المهارات الأكاديمية والسلوكية للطلاب المسجلين في غرفة الموارد أو الذين قد يتم وضعهم هناك في المستقبل. يقضي الأطفال الذين يحضرون غرفة الموارد معظم يومهم الدراسي في فصل دراسي عادي، لذلك، يجب أن يكون التقييم مرتبطا بمجالات المناهج الدراسية، سواء كانت المهارات الأساسية في المرحلة الابتدائية أو مجالات المحتوى في المرحلتين المتوسطة والثانوية

خطة التدخل (التدريس)        

عادة يتم إنفاق أعلى نسبة مئوية من وقت معلم غرفة الموارد على التعليم المباشر مع الطلاب. يستمر عدد الأساليب والمواد المحددة المستخدمة في بيئات التعليم الخاص في النمو بوتيرة سريعة. يجب على معلم غرفة المصادر مواكبة هذه التقنيات والمواد الجديدة ويجب أن يكون ماهرا في تقييم فعاليتها. يشارك معلمو غرفة الموارد باستمرار في اتخاذ القرارات المتعلقة باحتياجات طلابهم.

التواصل مع معلمي الفصول الدراسية العادية (الاستشارات)

هذه المسؤولية النهائية لمعلم غرفة موارد التربية الخاصة، بالتشاور مع المعلمين، هي مسؤولية إهمال نسبي. من المؤكد أن هناك معلمين في غرفة الموارد لديهم الوقت والكفاءة للقيام بهذه الوظيفة، ولكنها عادة ما تكون ذات أولوية منخفضة. على الرغم من وجود اتفاق على أهمية التواصل مع المعلمين العاديين، إلا أنه غالبا ما يكون مجالا محفوفا بالصعوبة. أفاد كوهين وسافران (1981) أن معلمي غرفة الموارد في السنة الأولى صنفوا العمل بشكل تعاوني مع المعلمين العاديين من بين أهم مشاكلهم. علاوة على ذلك، غالبا ما يكون زملاؤهم العاديون في الفصول الدراسية غير راضين عن أدائهم في هذا المجال. (McNamara, 1989، p10-12).

معلم التعليم العام

 الذي يعمل مع الطلاب المرشحين الخدمات التربية الخاصة من الممكن أن يزود الفريق بالكثير من المعلومات؛ لأنه على وعي بنقاط القوة لدى الطلاب، ولديه خلفية عن استجابات الطلاب السابقة لمختلف البرامج والإجراءات التعليمية والمجالات المحددة التي يحتاج الطلاب فيها إلى مساعدة خاصة. ووجود هؤلاء المعلمين في الفريق يضمن الحصول على معلومات صفية مهمة، كما أن خبراتهم مع الطلاب من الممكن أن تفيد في تفسير نتائج التقييم، أو التوصيات التي يقدمها فريق العمل.

ومعلم التعليم العام هو المسؤول عن تطبيق جانب من البرنامج التربوي الفردي وينبغي أن يشارك في مناقشات هذا الفريق عن نتائج التقييم وأي معلومات أخرى ذات صلة تم تجميعها من المهنيين، أو الوالدين. ومن الممكن أن يقوم المعلمين بوصف برامج صفوفهم وتصوراتهم حول قدرة الطلاب على المشاركة في الأنشطة في صفوف التعليم العام، كما يمكنهم أن يسهموا ويستفيدوا من تلك المناقشات عن طريق تعديل برامج التعليم العام، وبمجرد أن يتم تعديل برامج الصف، أو عند بدء البرنامج التربوي الفردي من الممكن أن يقدم معلم الصف معلومات لفريق العمل عن تقدم الطالب في فصل التعليم العام. وهذه المدخلات تساعد الفريق في تقييم البرنامج الحالي لإجراء أية تعديلات لازمة حتى يتمكن الطلاب من تحقيق الأهداف التي حددها فريق ما قبل الإحالة، أو فريق الخطة التربوية الفردية. (الببلاوي،2014، ص140-141)

الخاتمة:

لتحقيق الإفادة الكبرى في غرفة المصادر يجب أن يتم التنسيق بين معلم غرفة المصادر ومعلم الصف العادي وأن تستخدم استراتيجيات علاجية، ولكن غرفة المصادر ليس من المحتمل أن تكون الوضع التربوي الأفضل ما لم تكن هناك قواعد وأسس خاصة في تصميم الغرفة وتجهز بكل ما تستلزمه من أدوات وتكنولوجيا لتناسب الاحتياجات التعليمية لهذه الفئات.

المراجع:

  • الببلاوي، إيهاب. (2014). غرفة المصادر دليل معلمي التربية الخاصة. دار الزهراء. الرياض.
  • بطرس، بطرس حافظ. (2014). تدريس الأطفال ذوي صعوبات التعلم. دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
  • Moore, J. (2019.november18). Introduction to Special Education Resource Rooms. ThougtCo. https://2u.pw/054tn
  • McNamara, B. E. (1989). The Resource Room: A Guide for Special Educators. SUNY Press.

وسوم

عن الكاتب

ليلى محمد وليد حمادة

اقرأ ايضاً عن التربية الخاصة