الإدارة المدرسية الناجحة
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 22, 2022
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 22, 2022
3 دقائق
المدرسة الناجحة تتأتّى من إدارة مدرسية ناجحة، تلك الإدارة التي تمارس التخطيط والتنظيم والمتابعة والتوجيه، ويمكن أن نلاحظ دور الإدارة المدرسية عندما نتخيل غيابها، فعند غياب الإدارة المدرسية ستسير الأمور في المدرسة بعشوائية مُدمّرة وسينهار النظام المدرسي.
نوضّح في هذه المقالة تعريف الإدارة المدرسة، وخصائص الإدارة المدرسية الناجحة، ثم ننقل إلى صفات مدير المدرسة الناجح كونه يعد نقطة الانطلاق في نجاح الإدارة المدرسية، ثم نتحدث عن أهمية التعاون لنجاح الإدارة المدرسية ودور المدير في تعزيزه، فالتعاون أحد العوامل المهمة في نجاح الإدارة المدرسية، وربما يغفل عنه بعض مديري المدارس.
تُعرّف الإدارة المدرسية بأنها: عملية تخطيط وتنسيق وتوجيه لكل عمل تعليمي أو تربوي يحدث داخل المدرسة من أجل تطور وتقدم التعليم فيها. (عطوي، 2014)
وتُعرّف بأنها: مجموعة عمليات متشابكة ومترابطة (تخطيط، تنسيق، توجيه) وظيفية، تتفاعل بإيجابية ضمن مناخ مناسب داخل المدرسة وخارجها، وفقاُ لسياسية عامة تضعها الدولة بما يتفق مع غايات وأهداف المجتمع والدولة. (البنا، 2013)
ذكرت بوز (2012) مجموعة خصائص للإدارة المدرسية الناجحة وهي مُستقاة من دراسات عربية وأجنبية، ونذكر فيما يأتي أبرز تلك الخصائص:
ذكر آدم (2014) أهم الصفات التي ينبغي توفرها في مدير المدرسة ليكون مديراً ناجحاً، وهي:
كي تكون الإدارة المدرسية ناجحة، ينبغي أن يسعى المدير إلى تعزيز التعاون بين كل الموظفين في المدرسة، لأن التعاون يمنحه القوة التي تساعده على تحقيق النجاح.
أوْرَدَ ر. هور (2005/2009) في بعض الاستراتيجيات، التي تساعد مديري المدارس (قادة المدارس) الذين لديهم الرغبة في تشجيع الزمالة والتعاون في مدارسهم، ونُوجِزها فيما يأتي:
1- تشكيل جماعة الكتاب: ينبغي أن تجتمع هذه الجماعة قبل أو بعد المدرسة أو ربما في المساء؛ مدير المدرسة يشكّلها ويسهّل عقد اجتماعها الأول، حيث يقرأ الأعضاء في اجتماعاتهم كتابا، ويكفي أن تقوم جماعة صغيرة من المعلمين، هم نواة هذه الجماعة، بإذاعة الخبر حول إيجابيات هذه الأمر؛ لإقناع الآخرين بالانضمام، ومدير المدرسة يجب أن يكون موجوداً في الجلسات وأن يشارك في الحوار.
2- جعل روح الزمالة والتعاون هدفا: إنّ العمل على تأسيس ودعم روح التعاون، يجب أن يكون الهدف المعلن لمدير المدرسة.
3- تطوير المنهاج كزملاء: المعلمون في معظمهم لم يختاروا مهنة التعليم لأنهم يريدون أن يصبحوا ممثّلين يقرؤون السيناريو؛ لقد اختاروا مهنة التعليم لأنهم يحبون أن يتعلّموا ويعلِّموا، ولأنهم يجدون المتعة في التعامل مع الأطفال، وأرادوا أن يستخدموا ما لديهم من إبداع وطاقة لكي يصنعوا الفرق في حياة الطلبة، وأفضل المناهج قد تصبح في حال أفضل على يد المعلمين والمربّين الذين يكيّفون المادة لتلائم طلابهم.
4- الاجتماع لتبادل الآراء: هذه اللقاءات تشكل فرصة عظيمة للمعلمين، يتبادلون الرأي حول أسلوب أو منهج جديد، ويتحدث كل منهم عن تجاربه.
5- إشراك المعلمين في عملية التوظيف: إشراك المعلمين في توظيف زملاء جدد، طريقة ممتازة لتطوير وترسيخ روح الزمالة والتعاونـ ويذكر توماس ر.هور أنه يُخبر المعلمين في مدرسته بأنه لا يستطيع أن يوظّف شخصاً إلا إذا كانوا هم على استعداد للتعاون معه.
6- تثمين الذكاء العاطفي: نحن جميعاً يجب أن نذكر دوماً أنّ النجاح يبدأ من لحظة بناء العلاقات، وإنه لا ينتهي هناك، والعلاقات ليست الشيء الوحيد الذي يهمّ، ولكن إن لم تكن تلك القطعة المُسمّاة بالعلاقات في مكانها فإنّ إتمام المهمة بنجاح سيكون أصعب.
7- خلق ثقافة الزمالة والتعاون: يقضي واجب مدير المدرسة بخلق ثقافة في المدرسة تسمو فوق الشخصية – حتى شخصيته هو – تعطي الجميع إحساساً واضحاً بالتوقعات حول ما هو مهمّ.
8- النمو في بيئة تتسم بروح الزمالة والتعاون: تعد البيئة التي تتسم بروح الزمالة والتعاون أرضية مناسبة جداً لكي يواصل كل معلم فيها نموه.
الإدارة المدرسية الناجحة لا تأتي من فراغ، فهناك خصائص ينبغي أن تتوفر فيها، ولأن المدير جزء رئيس في الإدارة المدرسية، وله دور كبير في تحقيق الإدارة المدرسية الناجحة، فهناك صفات ينبغي أن تتوفر فيه حيث تؤهله لأداء دوره والوصول إلى النجاح، وكون مدير المدرسة لا يعمل وحده في المدرسة بل مع فريق من المعلمين والموظفين، فينبغي أن يعطي قيمة التعاون أولوية، ويسعى لتعزيز التعاون؛ لأن الجماعة أقوى وأقدر على تحقيق النجاح.