الإشراف التربوي

يحتاج المعلمون إلى من يساعدهم ويرشدهم ويزودهم بالخبرات، ويحتاج مديرو المدارس إلى من يتابع عملهم ويوجههم، ويلبي هذه الاحتياجات المشرف التربوي؛ فهو يسهم في تطوير العملية التربوية التعليمية.

تعريف الإشراف التربوي وأهميته:

يُعرّف الإشراف التربوي بأنه: عملية تربوية، ديمقراطية قيادية، فنية، تعاونية شاملة لجميع جوانب العملية التعليمية التعلمية، تتم بالتخطيط والتنسيق والمتابعة الجادة؛ لتحسين جميع الظروف المؤثرة على النمو المهني للمعلم بصفة خاصة، والمؤثرة على العملية التعليمية بصفة عامة، وتكمن أهميته في العملية التربوية في إبرازه لمظاهر القوة وتعزيزها، وتحليله لمظاهر الضعف في العملية التعليمية التعلمية، واقتراح الحلول المناسبة لها. (العوران، 2010)

ويُعرّف بأنه: عملية فنية يقوم بها تربويون مختصون بقصد النهوض بعمليتي التعليم والتعلم، وما يتصل بهما بواسطة الاطلاع على ما يقوم به المعلمون من أنشطة ضمن الإمكانيات والوسائل المتوفرة لديهم، ومن ثم الوقوف معهم ومساعدتهم على تحسين أدائهم، بحيث يستطيعون التفاعل مع الطلاب لتنمية مداركهم وتوجيههم إلى المشاركة الإيجابية في الحياة الاجتماعية. (الدعيلج، 2015)

مبادئ الإشراف التربوي:

أوْرَدَ الدعيج (2015) عدة مبادئ ينبغي أن يراعيها المشرف التربوي:

  1. أن يدرك المشرف التربوي أن الغرض الرئيس للإشراف هو تنمية المعلم علمياً ومهنياً وشخصياً، في مناخ يسوده الثقة والتقدير والاحترام.
  2. أن يدرك المشرف أن الإشراف القائم على التعاون يكون أكثر فاعلية وإيجابية من الذي يعتمد على التسلط وفرض الرأي.
  3. الإشراف الذي يهدف إلى مساعدة المعلم في حل مشكلاته المهنية يكون أكثر إيجابية من الذي يركز على تقويم المعلم لإبراز نقاط ضعفه.
  4. تقويم أداء المعلم ضرورة لتنمية أداء المعلم على مدار العام الدراسي.
  5. أن يدرك المشرف أن التوجيه غير المباشر أكثر فاعلية من التوجيه المباشر.
  6. أن يدرك المشرف أن المعلم صاحب تجارب واقعية في ممارسته التعليمية، فإذا وجد المعلم المناخ المناسب وشعر باحترام المشرف يستطيع أن يتبني أساليب جديدة في ممارسته التعليمية.
  7. أن يدرك المشرف أن الإشراف الذي يستخدم فيه الأسلوب العلمي الذي يتسم بالدقة والموضوعية يكون أكثر فاعلية من الإشراف الذي يستخدم فيه الأسلوب العشوائي (المحاولة والخطأ).

إن مجال اهتمام المشرف التربوي حسب النظرة الحديثة للإشراف ليس المعلم فحسب، وإنما يهمه الطالب، وجميع الظروف المحيطة والمؤثرة بعمليتي التعليم والتعلم. (زايد ورمان، 2015)

مهام المشرف التربوي:

ذكر عليّان وآخرون (2009) مهام المشرف التربوي كما يأتي:

أولاً: مهام عامة:

1. إعداد خطة إشرافية شاملة على شكل مراحل.

2. الاطلاع على التعليمات واللوائح ذات العلاقة بالعمل التربوي والتعليمي.

3. دراسة التقارير الإشرافية السابقة دراسة تحليلية.

4. دراسة التوصيات السابقة للمشرفين.

5. مقابلة المعلمين الجدد والوقوف لجانبهم.

6. التأكد من توافر الطاقة البشرية للمدرسين.

7. التأكد من توزيع الحصص على المعلمين حسب التخصص والمراحل الدراسية.

8. توزيع مفردات المواد على أسابيع الفصل الدراسي.

9. مراعاة القدرة الاستيعابية للفصول.

10. متابعة ما يطرأ في المدارس من مظاهر غير عادية ومعالجتها.

11. إجراء البحوث والتجارب التربوية.

12. إعداد تقرير نهائي واضح عن واقع العمل.

ثانياً: مهام خاصة (فنية):

1-مهام تتعلق بالطالب:

أ. العناية بالنمو المتكامل للطالب (علمياً وعملياً واجتماعياً وعدم الاقتصار على النمو المعرفي فقط).

ب. مراعاة الفروق الفردية.

ج. تبنّي حوافز إيجابية لتحقيق انضباط الطلاب.

د. غرس قيم العمل التطوعي.

2-مهام تتعلق بتقويم المعلم:

أ. إعداد الدروس إعداداً منتظماً متكاملاً.

ب. قیاس استجابة الطلاب.

ج. قیاس استخدام المعلم للوسائل التعليمية وتوظيفها لخدمة المصلحة التعليمية.

د. قياس مراعاة التعلم للفروق الفردية بين الطلاب.

3-مهام تتعلق بالمنهج والمقررات الدراسية والكتب المدرسية:

مهام تتعلق بالمنهج:

  1. التعريف بالمنهج بمفهومه الواسع، الذي يشمل الخبرات التربوية داخل المدرسة وخارجها للمساعدة في النمو الشامل.
  2. تنمية الاتجاهات الإيجابية وطرق التفكير الفعال.
  3. إعداد النشرات الهادفة التي تربط المدرسة بالمجتمع، وتتيح فرص التقدم وتطوير أساليب التربية الموجهة.
  4. استخدام المعلم للأساليب التقويمية المناسبة.
  5. تعاون المعلم مع إدارة المدرسة.

مهام تتعلق بالمقررات والمادة العلمية:

أ. دراسة اللوائح والتعاليم المتعلقة بالمقررات المدرسية.

ب. الإلمام بأهداف المقررات وأهدافها في المراحل المختلفة ومتابعة الحذف والإضافة.

ج. تزويد المعلمين بأفضل طرق التدريس حسب الحاجة ومتطلبات الموقف.

د. تشجيع تبادل الخبرات بين المعلمين عن طرق عقد الدروس النموذجية من قبل المعلم ويحضرها المعلمون الآخرون.

هـ. تشجيع المعلمين على وضع خطة مناسبة للمراجعة في نهاية كل وحدة دراسية.

و. إعداد الدراسات والتقارير عن المقررات الدراسية.

مهام تتعلق بالكتب الدراسية:

أ. التأكد من وصول الكتب المدرسية وفق الطبعات المصادق عليها من وزارة المعارف.

ب. مناقشة المعلمين في الكتب المدرسية واستمرار تقويمها.

ج. إعطاء قائمة بالمراجع العلمية والتربوية للمادة.

د. توجيه المعلمين بالعناية بالكتب المدرسية وعدم الاكتفاء بالتلخيص.

هـ. تحفيز المعلمين على العناية بالأنشطة المصاحبة للمادة العلمية.

4-مهام تتعلق بالوسائل والتجهيزات:

أ. الاطلاع على قائمة الوسائل التعليمية التي تصدرها الجهات المختصة ووزارة المعارف.

ب. حصر الوسائل التعليمية الموجودة في المدارس ومعرفة العجز.

ج. الإشراف على تزويد المدارس بالوسائل التعليمية اللازمة.

د. تدريب المعلمين على استخدام الأجهزة الحديثة الخاصة بالمادة وصيانتها.

هـ. الاهتمام بالمكتبة المدرسية وتفعيل الاستفادة منها.

و. الإشراف على تحفيز المعلمين نحو حث المعلمين على إنتاج الوسائل التعليمية وفق إمكاناتهم، والإشادة بجهود الطلاب في ذلك.

5-مهام تتعلق بالتدريب:

أ. اقتراح البرامج التدريبية اللازمة للمعلمين وتحلیل واقعهم المهني وتحديد المهارات التي سيمكن تطويرها عن طريق التدريب.

ب. المشاركة في ترشيح المعلمين للبرامج التدريبية.

ج. تقويم البرامج التدريبية وتقديم الاقتراحات الهادفة ومتابعة المعلمين الذين حضروا البرامج التدريبية وتقويم استفادتهم منها.

6-مهام تتعلق بالأنشطة المدرسية:

أ. توجيه المعلمين إلى أهمية وضرورة النشاط المدرسي.

ب. دراسة أنواع النشاطات الخاصة المواد في جميع الصفوف الدراسية.

ج. توجيه المعلمين إلى المشاركة الفاعلة في الإشراف المدرسية.

د. توجيه المعلمين إلى الاهتمام بتوثيق خطوات النشاط الذي يقومون به.

هـ.  مساعدة المدارس في إعداد المعارض السنوية.

7-مهام تتعلق بالاختبار:

أ. توعية المعلمين بما تضمنته اللائحة العامة للاختبار والمذكرات التفسيرية وما يستجد في ذلك.

ب. إيضاح أساليب تقويم الطلاب.

ج. الاطلاع على دفاتر العلامات والاختبار.

          يؤدي الإشراف التربوي دوراً مهماً في متابعة وتطوير العملية التربوية التعليمية، ولا يقتصر دور المشرف على زيارات روتينية للمدارس، بل إن دوره واسع جداً ومهامه كثيرة، وعندما يؤدي المشرف دوره وينفذ مهامه تتقدم العملية التربوية التعليمية.

المراجع:

  • الدعيلج، إبراهيم. (2015). التخطيط والإشراف التربوي والتعليمي والإداري. دار المنهجية.
  • زايد، فهد، ورمان، محمد. (2015). الإشراف والتوجيه الحديث. دار الإعصار العلمي.
  • عليّان، سلمان، القاسم، عالية، سنداوي، خالد، وزيدان، رائد. (2009). الإشراف التربوي بين النظرية والتطبيق. دار زهران للنشر.
  • العوران، إبراهيم. (2010). الإشراف التربوي ومشكلاته. دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية