الإدارة المدرسية الناجحة

المدرسة الناجحة تتأتّى من إدارة مدرسية ناجحة، تلك الإدارة التي تمارس التخطيط والتنظيم والمتابعة والتوجيه، ويمكن أن نلاحظ دور الإدارة المدرسية عندما نتخيل غيابها، فعند غياب الإدارة المدرسية ستسير الأمور في المدرسة بعشوائية مُدمّرة وسينهار النظام المدرسي.

نوضّح في هذه المقالة تعريف الإدارة المدرسة، وخصائص الإدارة المدرسية الناجحة، ثم ننقل إلى صفات مدير المدرسة الناجح كونه يعد نقطة الانطلاق في نجاح الإدارة المدرسية، ثم نتحدث عن أهمية التعاون لنجاح الإدارة المدرسية ودور المدير في تعزيزه، فالتعاون أحد العوامل المهمة في نجاح الإدارة المدرسية، وربما يغفل عنه بعض مديري المدارس.

تعريف الإدارة المدرسية:

تُعرّف الإدارة المدرسية بأنها: عملية تخطيط وتنسيق وتوجيه لكل عمل تعليمي أو تربوي يحدث داخل المدرسة من أجل تطور وتقدم التعليم فيها. (عطوي، 2014)

وتُعرّف بأنها: مجموعة عمليات متشابكة ومترابطة (تخطيط، تنسيق، توجيه) وظيفية، تتفاعل بإيجابية ضمن مناخ مناسب داخل المدرسة وخارجها، وفقاُ لسياسية عامة تضعها الدولة بما يتفق مع غايات وأهداف المجتمع والدولة. (البنا، 2013)

خصائص الإدارة المدرسية الناجحة:

ذكرت بوز (2012) مجموعة خصائص للإدارة المدرسية الناجحة وهي مُستقاة من دراسات عربية وأجنبية، ونذكر فيما يأتي أبرز تلك الخصائص:

  1. التزام الإدارة المدرسية بالقوانين التربوية في وزارة التربية والمديريات المنبثقة عنها، والتقيد بالتوجيهات والتعليمات الصادرة عنها، والعمل على تنفيذها بنوع من المرونة غير المخلّة بروحها والهدف منها.
  2. سيادة روح التعاون والمشاركة وعدم الاستئثار بالرأي واتخاذ القرارات.
  3. اعتماد أنشطة وفعاليات مدرسية تتجاوز أمور التعليم ونقل المعرفة، كتنظيم الرحلات الترفيهية والعلمية وإقامة المعارض.
  4. تشجيع الاطلاع على ما يستجد في شؤون التربية والتعليم.
  5. استخدام التكنولوجيا.
  6. إقامة علاقة وطيدة مع المجتمع.
  7. الاهتمام بشؤون المدرسة وما يؤثر في فاعليتها.
  8. مساعدة المعلمين على الشعور بالراحة والاطمئنان النفسي.
  9. الاهتمام بالمتعلمين جميعهم.
  10. الأخذ بأسلوب التجديد والتطوير في المدرسة منعاً للجمود على حال واحدة.

صفات مدير المدرسة الناجح:

ذكر آدم (2014) أهم الصفات التي ينبغي توفرها في مدير المدرسة ليكون مديراً ناجحاً، وهي:

الصفات الشخصية:

  • الذكاء والثقافة وسعة الاطلاع.
  • الحلم والأناة وحسن التصرف.
  • سرعة البديهة واللباقة في الحديث.
  • تقدير المسؤولية.
  • بُعد النظر والرؤية الواضحة للأحداث.
  • قوة الشخصية.

الصفات التربوية:

  • العطف والرحمة والتعامل الأبوي مع التلاميذ.
  • صدق الانتماء للمجال التربوي، والاعتزاز به والتمسك بأخلاقياته وقيمه.
  • احترام العاملين في المدرسة، ومدّ جسور العلاقات الإنسانية معهم بما يناسبهم سواء كانوا معلمين أو مستخدمين أو طلبة وأولياء أمور.

الصفات النفسية:

  • اعتدال المزاج وثبات الشخصية.
  • القدرة على التعامل مع المتغيرات والمستجدات.
  • القدرة على تقبل نجاحات الآخرين وتدعيمها.
  • الثقة بالنفس وعدم التعنّت والتصلّب في الرأي.
  • امتلاك الشجاعة في اتخاذ القرار.

الصفات الإدارية والفنية:

  • الإلمام الكافي بالعملية التربوية ومتطلباتها بما يكفل له النجاح.
  • معرفة مقومات اتخاذ القرار والآثار المترتبة عليه.
  • تنظيم وتنسيق العمل داخل المدرسة بصورة تحقق أهدافه.
  • القدرة على قيادة المجموعة بالطرق الملائمة.
  • التعامل الواعي مع نظم العمل اليومية وتطويرها وتحسينها حتى تصل للمستوى الأمثل.
  • معرفة اللوائح والأنظمة التي تحكم العمل، وتحديد مجالات التجديد والابتكار بما لا يتعارض مع التعليمات.
  • الإحاطة التامة بظروف العاملين معه من المعلمين والوقوف على ظروف الطلاب، وتكوين خلفية عن المجتمع لمحيط بالمدرسة، والتعامل معه على ضوء هذه الخلفية.

الصفات المهنية:

  • تقدير مهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها.
  • المعرفة التامة بأهداف المرحلة التعليمية التي يعمل بها.
  • الإلمام الكافي بكيفية تحقيق الأهداف وتنفيذ المناهج.
  • القدرة على تنسيق مهمة العاملين في المدرسة.
  • القدرة على العمل مع الآخرين بطريقة بنّاءة.
  • الإلمام بالنواحي المالية والإدارية.

أهمية التعاون لنجاح الإدارة المدرسية ودور المدير في تعزيزه:

كي تكون الإدارة المدرسية ناجحة، ينبغي أن يسعى المدير إلى تعزيز التعاون بين كل الموظفين في المدرسة، لأن التعاون يمنحه القوة التي تساعده على تحقيق النجاح.

أوْرَدَ ر. هور (2005/2009) في بعض الاستراتيجيات، التي تساعد مديري المدارس (قادة المدارس) الذين لديهم الرغبة في تشجيع الزمالة والتعاون في مدارسهم، ونُوجِزها فيما يأتي:

1- تشكيل جماعة الكتاب: ينبغي أن تجتمع هذه الجماعة قبل أو بعد المدرسة أو ربما في المساء؛ مدير المدرسة يشكّلها ويسهّل عقد اجتماعها الأول، حيث يقرأ الأعضاء في اجتماعاتهم كتابا، ويكفي أن تقوم جماعة صغيرة من المعلمين، هم نواة هذه الجماعة، بإذاعة الخبر حول إيجابيات هذه الأمر؛ لإقناع الآخرين بالانضمام، ومدير المدرسة يجب أن يكون موجوداً في الجلسات وأن يشارك في الحوار.

2- جعل روح الزمالة والتعاون هدفا: إنّ العمل على تأسيس ودعم روح التعاون، يجب أن يكون الهدف المعلن لمدير المدرسة.

3- تطوير المنهاج كزملاء: المعلمون في معظمهم لم يختاروا مهنة التعليم لأنهم يريدون أن يصبحوا ممثّلين يقرؤون السيناريو؛ لقد اختاروا مهنة التعليم لأنهم يحبون أن يتعلّموا ويعلِّموا، ولأنهم يجدون المتعة في التعامل مع الأطفال، وأرادوا أن يستخدموا ما لديهم من إبداع وطاقة لكي يصنعوا الفرق في حياة الطلبة، وأفضل المناهج قد تصبح في حال أفضل على يد المعلمين والمربّين الذين يكيّفون المادة لتلائم طلابهم.

4- الاجتماع لتبادل الآراء: هذه اللقاءات تشكل فرصة عظيمة للمعلمين، يتبادلون الرأي حول أسلوب أو منهج جديد، ويتحدث كل منهم عن تجاربه.

5- إشراك المعلمين في عملية التوظيف: إشراك المعلمين في توظيف زملاء جدد، طريقة ممتازة لتطوير وترسيخ روح الزمالة والتعاونـ ويذكر توماس ر.هور أنه يُخبر المعلمين في مدرسته بأنه لا يستطيع أن يوظّف شخصاً إلا إذا كانوا هم على استعداد للتعاون معه.

6- تثمين الذكاء العاطفي: نحن جميعاً يجب أن نذكر دوماً أنّ النجاح يبدأ من لحظة بناء العلاقات، وإنه لا ينتهي هناك، والعلاقات ليست الشيء الوحيد الذي يهمّ، ولكن إن لم تكن تلك القطعة المُسمّاة بالعلاقات في مكانها فإنّ إتمام المهمة بنجاح سيكون أصعب.

7- خلق ثقافة الزمالة والتعاون: يقضي واجب مدير المدرسة بخلق ثقافة في المدرسة تسمو فوق الشخصية – حتى شخصيته هو – تعطي الجميع إحساساً واضحاً بالتوقعات حول ما هو مهمّ.

8- النمو في بيئة تتسم بروح الزمالة والتعاون: تعد البيئة التي تتسم بروح الزمالة والتعاون أرضية مناسبة جداً لكي يواصل كل معلم فيها نموه.

الإدارة المدرسية الناجحة لا تأتي من فراغ، فهناك خصائص ينبغي أن تتوفر فيها، ولأن المدير جزء رئيس في الإدارة المدرسية، وله دور كبير في تحقيق الإدارة المدرسية الناجحة، فهناك صفات ينبغي أن تتوفر فيه حيث تؤهله لأداء دوره والوصول إلى النجاح، وكون مدير المدرسة لا يعمل وحده في المدرسة بل مع فريق من المعلمين والموظفين، فينبغي أن يعطي قيمة التعاون أولوية، ويسعى لتعزيز التعاون؛ لأن الجماعة أقوى وأقدر على تحقيق النجاح.

المراجع:

  • آدم، طلعت محمد. (2014). الإدارة المدرسية الميدانية. دار الوفاء.
  • البنا، هالة مصباح. (2013). الإدارة المدرسية المعاصرة. دار صفاء.
  • بوز، كهيلا. (2012). الإدارة الصفية والمدرسية وتشريعاتها. منشورات جامعة دمشق.
  • ر. هور، توماس. (2009). فن القيادة المدرسية (وليد عزت شحادة، مُترجم). العبيكان للنشر. (العمل الأصلي نُشر في 2005)   
  • عطوي، جودت عزت. (2014). الإدارة المدرسية الحديثة(ط.8). دار الثقافة.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية