كيف تحسّن الأنشطة متعددة الحواس مهارات القراءة

تقتضي دروس القراءة أكثر من مجرد استخدامنا لعيوننا وآذاننا، إليك كيف يمكنك تحسين مهارات القراءة باستخدام كل الحواس الخمس.

نحن المعلمين نعلم كيف يكون العمل مع الأطفال الذين يفهمون بسرعة، إذ تحدث لحظات الإلهام بسهولة بالنسبة لهم، ومن المرجح أنهم يتحسنون بصرف النظر عما نقوم به، فنحن نعلمهم أصوات حروفهم ونراجع البطاقات التعليمية عدة مرات، ومنذ ذلك الحين هؤلاء الطلاب يعرفونها ويطبقونها أثناء تعلمهم كيفية تجميع هذه الأصوات معاً وقراءتها.

حاول تكييف طرق تعليم القراءة والكتابة الخاصة بك

ما الذي يمكن فعله للأطفال الذين تعلموا أصوات الحروف نفسها، وشاهدوا البطاقات التعليمية نفسها مرات كثيرة وما يزالون لا يتذكرون أي حرف يصدر أي صوت؟ في بعض الأحيان يفهم هؤلاء الأطفال في النهاية، ولكن ماذا لو لم يفعلوا؟

في كثير من الأحيان نفترض أن هؤلاء الأطفال ليسوا أذكياء مثل الأطفال الآخرين، ولكن ماذا لو كانت المشكلة هي أن أدمغتهم موصولة بطريقة معينة، وكيف يجب تعديل طريقة تعليمهم بدلاً من مجرد تكرار نفس الأساليب مراراً وتكراراً بنفس الطريقة؟

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الدماغ يمكنه التكيف وإجراء ارتباطات جديدة حتى في سن الشيخوخة؛ فأدمغتنا تتغير باستمرار لأننا نستقبل معلومات جديدة وخبرات جديدة.

عندما نكتشف أن الطفل لا يستجيب ولا يتذكر المعلومات بالطرق التقليدية، فمن المهم التفكير في كيفية تلقي الدماغ للمعلومات.

 يتعرض الدماغ لمنبه (سماع رنين الهاتف أو تذوق السباغيتي)، وعند هذه النقطة يقوم بتحليل وتقييم المعلومات، إذن ترسل حواسنا الخمس (البصر واللمس والسمع والشم والتذوق) معلومات إلى دماغنا، وهو مصمم للتعرف على الأحاسيس وبدء السلوكيات وتخزين الذكريات.

الأنشطة متعددة الحواس تعزز نقاط القوة وتحسن نقاط الضعف

تستند الأنشطة متعددة الحواس إلى طريقة تعلم الدماغ بالكامل، وهو الاعتقاد بأن أفضل طريقة لتدريس المفاهيم هي من خلال إشراك مناطق متعددة في الدماغ، فمن خلال إضافة مكونات سمعية أو بصرية إلى مهام القراءة، مثل الرسوم التوضيحية أو الأنشطة عبر الإنترنت، يمكنك مساعدة الطلاب على تطوير مهارات القراءة بشكل أقوى.

ترتبط استراتيجيات القراءة متعددة الحواس أيضاً بأساليب تعليمية أكثر رسوخاً، ولا سيما نظرية Gardner للذكاءات المتعددة.

إذن ما الذي تعنيه معرفة مدى روعة أدمغتنا بالنسبة لنا كمعلمين في مرحلة ما قبل المدرسة وفي المرحلة الابتدائية المبكرة؟

حسناً يمكننا التفكير في طرق عملية لدمج الأنشطة متعددة الحواس في تعليم القراءة والكتابة في دروسنا، فهي تفيد جميع الطلاب ويمكن تنفيذها يومياً في صفوفنا الدراسية.

إن النقطة الجوهرية هنا هي استخدام أكثر من حاسة واحدة في وقت واحد من أجل ترسيخ المفهوم، إذ لا يكفي النشاط المرئي وحده، اقرن أنشطة التعلم المرئي بنوع آخر، فعندما يكون في الدرس حواساً متعددة في وقت واحد، فهذا يعزز نقاط قوة الطلاب وتحسن نقاط ضعفهم.

الرؤية: يرى الطلاب المنبهات بأعينهم:

 يتضمن ذلك في الصف استخدام ملصقات على أثاث الصف الدراسي أو جدران الكلمات أو مخططات الربط أو الكتب الكبيرة.

بالنسبة للطلاب بشكل فردي، يمكن أن تكون البطاقات التعليمية أو المنظمات الرسومية مثل اقرأها وركبها واكتبها؛ فباستخدام هذه الأداة يمكن للمعلمين إملاء كلمة أو عرضها، وسيقوم الطلاب ببناء الكلمة باستخدام مربعات الأحرف، ثم يكتبون هذه الكلمة.

السمع: يسمع الطلاب المنبهات بأذنهم:

 يمكن أن يشمل ذلك سماع الحروف وأصوات الحروف كما تلفظها، وإنشاد الأغاني، والمشاركة في القراءة بصوت عالٍ.

القراءة المشتركة هي أيضاً أداة قوية لتطوير معرفة القراءة والكتابة، فعندما تقرأ أو يستمع طلابك إلى كتاب صوتي، يمكنهم التفاعل مع النص من خلال وضع خط تحت الكلمات المكتوبة أو وضع دائرة حول الحروف الصوتية الطويلة أو القصيرة التي يسمعونها.

اللمس: يلمس الطلاب المنبهات بأيديهم:

ربما يكون هذا هو أكبر جزء مفقود في صفوفنا الدراسية، ولكن هذا الأسلوب العملي أمر بالغ الأهمية للمتعلمين الصغار.

يمكن للطلاب تعديل مربعات الحروف أثناء تهجئة الكلمات ومزج الأصوات. يمكنهم تكوين حروف أو كلمات باستخدام الرمل المتحرك أو عجينة اللعب، أو يمكنهم ببساطة تتبع الحروف بأصابعهم أثناء نطقهم وسماع أسماء الحروف والأصوات.

تنشّط كل من الكتابة الهوائية والنقر على الذراع المهارات الحركية العامة؛ فعند الكتابة بالهواء اطلب من طلابك الوقوف وكتابة كلمة على الهواء بيدهم المفضلة. وعند النقر على الذراع ينقر الطلاب على ذراعهم باستخدام اليد المفضلة من اليسار إلى اليمين بدءاً من كتفهم، إن نطق كل صوت للكلمة أثناء النقر يعزز الأصوات. بعد ذلك اطلب من الطلاب القيام بحركة كاملة عبر أذرعهم أثناء نطقهم للكلمة بأكملها كما لو كانوا يضعون خطاً تحتها.

تمتزج الحواس الثلاث المذكورة سابقاً بسلاسة في مفهوم معرفة القراءة والكتابة، ومع ذلك يصعب دمج الشم والذوق لأنهما لا يعيدان نفس الاستجابة مثل معرفة الحروف عن طريق البصر والصوت واللمس أو الكتابة.

لكي يتعلم الطلاب مهارة القراءة والكتابة المقصودة بشكل أفضل، تكون الأنشطة الحسية التالية أكثر فاعلية عند استخدامها مع نشاط واحد آخر على الأقل من المجموعة السابقة.

الرائحة: يشم الطلاب المنبهات بأنوفهم:

 على سبيل المثال يمكن للطلاب تشكيل حروفهم باستخدام كريم حلاقة معطر أو استخدام علامات ذات رائحة عند التتبع أو الكتابة، ربما يصنعون الحرف S بقلم محدد برائحة الفراولة الحلوة، ويمكن للأطفال الأصغر سناً عمل كتاب خاص بهم باستخدام ملصقات ذات رائحة.

الذوق: يتذوق الطلاب المنبهات بأفواههم.

هذا هو النوع الأكثر شعبية عند الأطفال، فيمكنك إعطاء الطلاب حصتهم الخاصة من البسكويت على شكل حرف أو الحبوب أو الحلوى لتهجئة الكلمات.

يمكنهم كتابة الحروف بأصابعهم أو تهجئة الكلمات على المقرمشات، وبعد ذلك بالطبع يأكلون ما كتبوه.

يتيح النهج متعدد الحواس مساعدة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم في مجال واحد أو أكثر، بما في ذلك القراءة والتهجئة والكتابة والرياضيات والفهم السمعي واللغة التعبيرية، ويمكن أن يساعد هذا التلاميذ على استخدام مجالات قوتهم الشخصية كاستراتيجياتهم المفضلة لمساعدتهم على التعلم. عندما يعرف التلاميذ ما يناسبهم أكثر في تعلمهم، فسيساعدهم ذلك على تحفيزهم على الاستمرار في التدريب لتحسين التعرف على الكلمات، وسيساعد هذا ببطء على تعزيز مستوى ثقتهم وكذلك تحسين مهارات القراءة لديهم. ( Sarudin, Yunus)

 المراجع

DePriest, Laura, (2021). How Multisensory Activities Enhance Reading Skills. https://www.edutopia.org/article/how-multisensory-activities-enhance-reading-skills

Why Multisensory Learning is an Effective Strategy for Teaching Students How to Read.https://www.waterford.org/education/why-multisensory-learning-is-an-effective-strategy-for-teaching-students-how-to-read/

Sarudin, N. Hashim, H. and Yunus, M. (2019). Multi-Sensory Approach: How It Helps in Improving Words Recognition?. Creative Education, 10, 3186-3194. doi: 10.4236/ce.2019.1012242.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية