كيف يمكن للمعلمين بناء علاقة وثيقة مع مديرهم؟
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 8, 2022
4 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 8, 2022
4 دقائق
تتصف العلاقة بين المعلم والمدير بأنها علاقة متغيرة؛ فطبيعة عمل المدير تتطلب منه أساليب مختلفة في أوقات مختلفة لمواقف مختلفة، فهي متبدلة ومتغيرة فيمكن أن تكون داعمة ومشجعة أحياناً وملحّة وكثيرة اللوم وصعباً إرضاؤها في أحيان أخرى، بحسب ما يحتاجه كل معلم من أجل تحسين وتطوير قدراته.
وفي الجانب الآخر من المهم أن يقدّر المعلم أيضاً أهمية بناء علاقة وثيقة مع مديره، وأما الثقة بينهما فيتم اكتسابها بمرور الوقت من خلال الجدارة، وهي تعتمد على الأفعال، والمعلمون مطالبون ببذل جهود متضافرة لكسب ثقة مدرائهم، ولا يوجد إجراء فردي من شأنه أن يؤدي إلى تطوير علاقة وثيقة، ولكن هناك إجراءات متعددة لفترة طويلة لكسب تلك الثقة.
فيما يلي اقتراحات يمكن للمدرسين استخدامها لبناء علاقة وثيقة مع مدرائهم.
يثق معظم المدراء بالمعلمين الذين يحملون صفات القادة بدلاً من أن يكونوا أتباعا. وتعني القيادة أخذ زمام المبادرة لسد ثغرة معينة، ويمكن أن تعني أيضاً العمل كموجه لمعلم لديه ضعف في مجال أنت قوي فيه، أو قد تعني كتابة المنح والإشراف عليها لتحسين المدرسة.
المدراء يثقون بالمعلمين الذين يمكن الاعتماد عليهم بشكل كبير، وهم يتوقعون من معلميهم اتباع جميع إجراءات الإبلاغ والمغادرة، فعندما يريد المعلم ترك العمل فمن المهم أن يبلّغ عن ذلك في أقرب وقت ممكن. كذلك فإن المعلمين الذين يصلون مبكراً ويبقون لآخر وقت ونادراً ما يتغيبون لهم مكانة كبيرة عند مديرهم.
يثق المدراء في المعلمين المنظّمين، حيث يؤدي الافتقار إلى التنظيم إلى الفوضى، ولا بد أن يكون صف المعلم خالياً من الفوضى، لأن التنظيم يوفر للمعلم إنجاز المزيد بشكل يومي ويقلل من ارتباكه في الصف.
يثق المدراء بقوة بالمعلمين الجاهزين، إنهم يريدون مدرسين يعملون بجد وتكون موادهم جاهزة قبل بدء كل درس، وقد راجعوا الدرس بأنفسهم قبل بدء الحصة. يؤدي عدم التحضير إلى تقليل الجودة الكلية للدرس وإعاقة تعلم الطلاب.
يثق المدراء في المعلمين الذين يظهرون سمات الاحتراف في جميع الأوقات، والاحتراف يشمل اللباس المناسب، وكيفية التصرف داخل وخارج الفصل الدراسي، والطريقة التي يخاطبون بها الطلاب والزملاء وأولياء الأمور وما إلى ذلك.
الاحتراف هو امتلاك القدرة على التعامل مع نفسك بطريقة تنعكس إيجاباً على المدرسة التي تمثلها.
يحب المدراء المدرسين الذين يأخذون زمام المبادرة، مثل الحصول على الشهادات والبقاء في صدارة التطوير المهني وإكمال الدورات الدراسية.
يساعد الحصول على درجة الماجستير المعلمين على أن يصبحوا أكثر خبرة. (Barile)
يثق المدراء في المعلمين الذين يفهمون كل فارق بسيط في المحتوى ومستوى الصف والمناهج الدراسية التي يقومون بتدريسها. عليهم أن يكونوا خبراء في المعايير المتعلقة بما يقومون بتدريسه، ويفهمون أحدث الأبحاث حول الاستراتيجيات التعليمية بالإضافة إلى أفضل الممارسات وكيفية الاستفادة منها في صفوفهم الدراسية.
يثق المدراء في المعلمين الذين يتمتعون بالمرونة والقدرة على التعامل بفعالية مع المواقف الطارئة التي تواجههم، وهم غير جامدين في أساليبهم ويتكيفون مع نقاط القوة والضعف عند طلابهم، وبارعون في حل المشكلات ويمكنهم التزام الهدوء والاستفادة من المواقف الصعبة.
يثق المدراء في المعلمين الذين يُظهر طلابهم نمواً في التقييمات باستمرار، هم قادرون على نقل الطلاب من مستوى أكاديمي إلى آخر.
في معظم الحالات لا ينبغي للطالب أن يتقدم في مستوى الصف الدراسي دون أن يظهر نمواً وتحسناً ملحوظاً منذ بداية العام الدراسي.
يثق المدراء بالمعلمين الذين يقدرون الوقت الثمين لمدرائهم، وأن المدير مسؤول عن كل معلم وطالب في المدرسة. إن المدير الجيد لن يتجاهل طلبا للمساعدة وسوف تحصل عليه في الوقت المناسب، فلابد أن يتحلى المعلمون بالصبر والتفهم.
يوم المدير مليء بالمشكلات التي قد لا يكون لديه دائماً حل لها، إذا كان بإمكانك المساعدة في التغلب على هذه العقبات، فسيبدأ مديرك في النظر إليك كحليف رئيسي. (Barile)
يثق المدراء بالمعلمين المستعدين للمساعدة في أي مجال من مجالات العمل، ويتطوع العديد من المدرسين بوقتهم لتعليم الطلاب المتعثرين، ولمساعدة المعلمين الآخرين في المشاريع، والمساعدة في المناسبات الرياضية، ولكل مدرسة مجالات متعددة يحتاج فيها المعلمون إلى المساعدة.
يثق المدراء في المعلمين الذين يمكنهم التعامل بفاعلية مع إدارة الصف الدراسي، واللجوء للمدير لابد أن يكون ملاذاً أخيراً لبعض المشكلات الطلابية، لأن إرسال الطلاب باستمرار إلى المكتب في قضايا ثانوية يؤدي إلى تقويض سلطة المعلم مما يظهر للطلاب بأنك غير قادر على التعامل مع صفك.
يثق المدراء بالمعلمين الذين ليس لديهم مانع من زيارتهم للصف الدراسي، ويفضل أن يقوم المعلمون بدعوة مديري المدارس وأولياء الأمور وأي صاحب مصلحة آخر لزيارة صفوفهم الدراسية في أي وقت.
يثق المدراء في المعلمين الذين يخبرون مسبقاً عن أي خطأ قد يحصل معهم، فالجميع يرتكب أخطاء بما في ذلك المعلمين، لذلك أفضل بكثير عندما تتحمل المسؤولية عن الخطأ بدلاً من الانتظار ليتم اكتشافه أو الإبلاغ عنه. على سبيل المثال إذا تفوهت بكلمة سيئة في الصف عن طريق الخطأ فأخبر مدير المدرسة على الفور.
يثق المدراء بالمعلمين الذين يعطون الأفضلية لطلابهم، ومع أن هذا أمر مفروغ منه إلا هناك عدد قليل من المعلمين الذين ينسون سبب اختيارهم لمهنة التعليم مع تقدم حياتهم المهنية.
يجب أن يكون الطلاب دائماً الأولوية الأولى للمعلم ويجب اتخاذ كل قرار في الصف الدراسي عن طريق سؤال الطلاب عن الخيار الأفضل.
يثق المدراء بالمعلمين الذين يطرحون الأسئلة ويطلبون المشورة من مديرهم ومن المعلمين الآخرين. لا ينبغي لأي معلم أن يحاول معالجة مشكلة بمفرده، بل يجب تشجيع المعلمين على التعلم من بعضهم البعض. الخبرة هي أعظم معلم، لكن طلب النصائح البسيطة يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً في التعامل مع قضية صعبة.
يثق المدراء بالمعلمين الذين يظهرون استعداداً لقضاء وقت إضافي في العمل في الصف، وخلافاً للاعتقاد السائد فإن التدريس ليس وظيفة لها ساعات محددة؛ يصل المعلمون الفعالون مبكراً ويمكثون ساعات أطول من ساعات الدوام الرسمي لعدة أيام في الأسبوع، كما يقضون بعض الوقت طوال الصيف في الاستعداد للسنة القادمة.
يثق المدراء في المعلمين الذين يستمعون إلى النصائح والاقتراحات ثم يقومون بإجراء التغييرات وفقاً لذلك. يفضّل أن يقبل المعلمون اقتراحات مديريهم وعدم إهمالها.
يثق المدراء في المعلمين الذين يستخدمون التكنولوجيا والموارد التي أنفقت السلطات المحلية المال لشرائها. عندما لا يستخدم المعلمون هذه الموارد يصبح هذا مضيعة للمال.
يثق المدراء بالمعلمين الذين يقدرون وقتهم ويفهمون ضخامة الوظيفة، فعندما يكون المعلم كثير الشكوى والمتطلبات يغدو الأمر مشكلة، لذلك يريد المدراء أن يصبح المعلمون صانعي قرار مستقلين قادرين على التعامل مع القضايا الثانوية بأنفسهم.
يثق المدراء في المعلمين الذين يكملون المشاريع أو المهام بسرعة وكفاءة، من حين لآخر سيطلب المدير من المعلم المساعدة في مهمة ما، يعتمد المديرون على من يثقون بهم فقط لمساعدتهم على إنجاز أعمال معينة.
يثق المدراء في المعلمين الذين يتعاونون بشكل فعال مع المعلمين الآخرين، حيث لا شيء يعطل المدرسة أسرع من الانقسام بين أعضاء هيئة التدريس. التعاون هو سلاح لتطوير المعلم، لذا يجب على المعلمين تبني هذا لتحسين ومساعدة الآخرين على التحسين لصالح كل طالب في المدرسة.
يثق المدراء في المعلمين الذين يتواصلون بشكل جيد مع أولياء الأمور، ويجب أن يكون جميع المعلمين قادرين على التواصل بشكل فعال مع أولياء أمور طلابهم، لذلك يجب على المعلمين بناء علاقات مع أولياء الأمور بحيث يدعم أولياء الأمور المعلمين عند ظهور مشكلة ما، ويساعدونهم في ضبط المشكلة. (Meador,2019)
المراجع:
Meador, Derrick,(2019). How Teachers Can Build a Trusting Relationship With Their Principal. https://www.thoughtco.com/build-a-trusting-relationship-with-their-principal-3194349
Barile, Nancy. The 6 Secrets to Building a Relationship with Your Principal. https://www.wgu.edu/heyteach/article/6-secrets-building-relationship-your-principal1809.html