يُقال: “الخط الجميل حلية الكاتب”، تلك جملة مشهورة تشير إلى أهمية ومكانة الخط الجميل، ولو تأملنا واقع الخط العربي في معظم مدارسنا، لوجدنا أنه وئيدٌ فيها؛ فالاهتمام به ضئيل، وفي بعض الأحيان لا تتعدى مكانته ذلك السطر الذي يكتبه معلم بخط رديء مضطرب، ويطلب إلى المتعلمين نسخه وتقليده.
على الرغم من التطور التقني لا يُستغنى عن تعلّم الخط العربي، فهو علم وفن، وهو مظهر من مظاهر الحضارة، وكل فرد يحتاج إلى الكتابة كل يوم.
أهداف تدريس الخط العربي:
غرس حب الخط الجميل في نفوس التلاميذ.
تنمية الذوق الفني للتلاميذ.
اكتشاف مواهب التلاميذ وتنميتها.
تدريب التلميذ على الدقة والصبر وإدراك الجمال.
تعويد التلميذ النظافة والإتقان.
إكساب التلميذ عادات الكتابة السليمة، كالجلسة الصحيحة، ومسك القلم …
إثراء حصيلة التلميذ اللغوية بما يكتبه من حِكم ونصوص.
فوائد تعليم الخط العربي:
فائدة الخط تربوية قبل كل شيء، فهو يدرب على الملاحظة والدقة والمثابرة والجمال والنظام والتنسيق، فندرّب العين على رؤية الأشياء جميلة منسّقة متناسبة، لا تنافر بين أجزائها، ولا تباعد بين أطرافها، وندرّب اليد كذلك على السرعة والتجويد في وقت واحد. (الدهان، 1963)
والخط مظهر جمال ينمي الذوق، ويساعد على تعلم التنسيق في الكتابة، ويساعد على الموازنة وسلامة الحكم والعدل في التقرير. (خاطر وآخرون، 1998)
عندما يشجع المعلم تلاميذه على كتابة بعض اللوحات الخطية أو المشاركة في كتابة مجلة الحائط للفصل، أو مجلات المواد المختلفة والصحافة المدرسية واللافتات والإعلانات ولوحات اليوم والحكمة الأسبوعية أو اللوحات الإرشادية، يكون لهذا العمل فوائد كثيرة فهو يحمل التلميذ على العناية والاهتمام بالكتابة، ويساعده على استثمار وقته في نشاط، يعود عليه بالسعادة النفسية الآن وبالنفع المادي مستقبلاً، وتتاح الفرصة للتلميذ ليمارس هواية ثم ينميها. (عفيفي، 2005)
أسس تعليم الخط العربي:
ذكر خاطر وآخرون (1998) أسس تعليم الخط التي ينبغي مراعاتها، وأهمها:
يجب أن يقدم للطلاب المادة التي يفهمون معناها، والتي تلبي حاجاتهم النفسية أو الاجتماعية، وأن تكون مما يميلون إليه ويرغبون في كتابته.
يجب أن يقوم تعليم الخط على منهج مناسب، يعتمد في بدايته على التكرار المنظم والتدريب الهادف.
يجب أن نكون أكثر صبراً عند تعليم الخط؛ لأن سيطرة التلاميذ على حركات الكتابة أقل من سيطرة الكبار.
ينبغي أن يحدد المعلم هدفاً لكل درس من دروس الخط يسعى لتحقيقه.
ينبغي أن نعرض على التلاميذ نماذج جيدة من كتابات زملائهم، أو مما يعده المعلم لهذا الغرض، بحيث يلفت نظرهم إلى مواطن الجمال والوضوح.
إرشادات للمعلم عند تعليم الخط العربي:
يذكر عبد ربه (د.ت) بعض الإرشادات للمعلمين في مجال تعليم الخط العربي:
تنمية المعلم لمهاراته في الخط العربي؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
استخدام الوسائل المُعينة، فيعرض المعلمُ النماذجَ الجيدة للكتابة، ومن الأفضل أن يكتب النموذج بنفسه؛ ليتابع التلميذ سير الحروف، ويستطيع المحاكاة بشكل صحيح.
تدريس الخط بناءً على خطة يضمن من خلالها استيفاء جميع حروف الهجاء واتصالاتها، والتطبيق عليها بالنماذج المناسبة.
الاهتمام بالمتابعة الفردية؛ ليقف كل طالب على أخطائه، ولا يترك المعلم كتابات طلابه دون تصويب.
الحرص على تشجيع التلاميذ، وامتداح الجيد من كتاباتهم، ومراعاة الفروق الفردية، ومرحلة النمو التي يمر بها التلميذ.
ينبغي للمدرس ألّا يضحي بهذا الدرس فيجعله واسطة لنشاطه في الدروس الباقية، ويستغل الزمن المخصص له لإكمال ما نقصه من دروس القواعد أو الاستظهار، بل عليه أن يخصّه بعنايته الدقيقة. (الدهان، 1963)
إحياء الخط العربي في المدارس حاجة ملحّة؛ لاستعادة مكانته وحل مشكلة رداءة خط التلاميذ، ولنحول دون سيل جارف يهدد جزءاً مهماً من تراثنا، وليعود الخط العربي الجميل حلية المدارس والتلاميذ.
المراجع:
خاطر، محمود، والحمادي، يوسف، وعبد الموجود، محمد عزت، وطعيمة، رشدي، وشحاته، حسن. (1998). طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة (ط.7). مؤسسة الكتب الجامعية بالكويت.
الدهان، سامي. (1963). المرجع في تدريس اللغة العربية للمدارس الإعدادية والثانوية. مكتبة أطلس.
الساموك، سعدون، والشمري، هدى. (2005). مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها. دار وائل نشر.
عفيفي، سالم. (2005). تعلم الخط العربي1 (ط.3). دار الكتاب العربي.
عبد ربه، مصطفى. (د.ت). دليل المعلم في الخط العربي. د م ن.
وسوم
عن الكاتب
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء