البرنامج الإرشادي المدرسي

    يعدّ الإرشاد النفسي من الأمور المهمة في المجتمع، فهو عملية قد يحتاجها أيّ فرد في مرحلة من المراحل، أو في موقف من المواقف التي يمرّ بها في حياته، وطلبة المدارس من أهم الفئات التي تحتاج إلى الإرشاد النفسي، وتتم عملية الإرشاد النفسي الصحيحة وفق برنامج إرشادي مخطط ومنظم.

تعريف البرنامج الإرشادي المدرسي:

    الممارسة الإرشادية المنظمة تخطيطا، وتنفيذا، وتقييما، والمستمدة من مبادئ وأسس وفنيات الاتجاهات النظرية يتم تنسيق مراحلها وأنشطتها وخبراتها وإجراءاتها، وفق جدول زمني متابع في صورة جلسات إرشادية فردية أو جماعية وفي ضوء جو نفسي آمن وعلاقة إرشادية تتيح لكل المشاركين المشاركة الإيجابية، والتفاعل المثمر لتحقيق الأهداف الإرشادية بأنواعها وتقديم المساعدة الإرشادية المتكاملة في أفضل صورها. (عبد العظيم، 2013)

أهمية البرنامج الإرشادي المدرسي:

ذكر زهران (1980) أن الحاجة إلى برامج التوجيه والإرشاد في المدرسة ملحة بالنسبة للاعتبارات الآتية:

  • ضرورة اتباع المنهج الإنمائي والمنهج الوقائي والمنهج العلاجي في التوجيه والإرشاد.
  • أهمية العمل على جعل الطالب متوافقاً سعيداً في مدرسته، وفي أسرته، وفي المجتمع الكبير، وتقديم الخدمات اللازمة لتحقيق التوافق والصحة النفسية.
  • وجوب تقديم خدمات رعاية النمو النفسي السوي في مرحلتي الطفولة والمراهقة، حتى يؤدي ذلك إلى حياة متوافقة سعيدة في الرشد.
  • ضرورة التغلب على مشكلات النمو العادي لدى الطلاب، مثل المشكلات الانفعالية، ومشكلات التوافق، ومشكلات السلوك العامة، ومشكلات الأطفال اليومية في الغذاء والإخراج والكلام والنوم .. إلخ، ومشكلات الشباب جنسياً وصحياً وانفعاليَا واجتماعياً …
  • ضرورة مساعدة الطلاب في اجتياز مراحل النمو الحرجة في حياتهم، وما قد يحدث أثناءَها من مشكلات.
  • أهمية حل المشكلات النفسية أولاً بأول حتى لا تتفاقم وتزداد حدتها وتتطور عندما لا تجد الحلول أو المساعدة في حلها في الوقت المناسب.
  • ضرورة التغلب على المشكلات التربوية الخاصة مثل مشكلات المتفوقين والضعف العقلي والتأخر الدراسي ومشكلات اختيار نوع الدراسة والتخصص ومشكلات نقص المعلومات عن الدراسة المستقبلية ومشكلات النظام وسوء التوافق التربوي والتسرب.
  • أهمية الإرشاد الأسري واتصال المدرسة بالأسرة وحل المشكلات الأسرية التي تؤثر على الطالب، وتقديم خدمات التربية الأسرية.

أنواع البرامج الإرشادية:

البرامج الإرشادية الوقائية:

البرامج التي تهدف إلى إرشاد الطلاب وتوجيههم وتوعيتهم بموضوعات تتعلق بمراحلهم العمرية المختلفة، وكذلك بالبيئة النفسية المحيطة بهم في المنزل والمدرسة والمجتمع بصفة عامة، مثل:

أ‌- مرحلة المراهقة.

ب‌- الصحة النفسية.

ت‌- أهمية العمل التطوعي.

ث‌- مخاطر الإدمان والتدخين.

ج‌- أهمية المدرسة والمواد الدراسية والأنشطة واليوم الدراسي وطابور الصباح.

ح‌- الوقاية من وقوع بعض السلوكيات المنافية للأخلاق في المدارس.

البرامج الإرشادية التنموية:

البرامج التي تهدف إلى تنمية جوانب أو أحد جوانب النمو في شخصية الطالب تحقيقاً لمبدأ تنمية الإمكانات البشرية وخاصة فيما يخص الجوانب المعرفية مثل:

(الاستذكار – مهارات التفكير – مهارة حل المشكلات – تنمية بعض القدرات …..)

برامج تعديل السلوك:

تنفذ بغرض علاج بعض أنواع السلوك السلبي الذي يعبر عن اتجاهات سلبية تعود بالضرر على الطالب ومن حوله، مثل:

(التعثر الدراسي – التدخين – إدمان الإنترنت – العنف ……)

(عبد العظيم، 2013)

فوائد البرنامج الإرشادي المدرسي:

للطلاب:

– تزويد الطلاب ببعض المهارات المختلفة (شخصية، اجتماعية، مهنية، أكاديمية).

– المساهمة في حل مشكلات الطلاب.

– العمل على خفض بعض المشكلات السلوكية للطلاب.

– مساعدة الطلاب المتأخرين دراسياً.

– اكتشاف ورعاية الموهوبين من الطلاب.

لأولياء الأمور:

– ربط البيئة الأسرية بالبيئة المدرسية.

– مساعدة أولياء الأمور على متابعة أبنائهم الطلاب.

– توفير البيانات لأولياء الأمور حول الخدمات الإرشادية المختلفة.

– الاحتكاك بحركة العمل بالبرنامج الإرشادي المدرسي وما يبذل فيه من جهد مما ينعكس ذلك عليهم بزيادة الثقة والاطمئنان في البرامج الإرشادية النفسية المدرسية.

للمعلمين:

  • اكتساب الطلاب، من خلال البرامج، جوانب فكرية وثقافية وأكاديمية مما ييسر عمل المعلم داخل الصف.
  • تحسين المناخ المدرسي مما يهيئ لنجاح الطلاب أكاديمياً.

للإدارة المدرسية:

– يساعد البرنامج الإرشادي المدرسي على رفع نسبة النجاح بالمدرسة.

– الاستفادة من عملية تقييم البرنامج في وضع بعض الخطط لتحسين الأداء وصورته.

– تخفيف معاناة الإدارة المدرسية من مواجهة المشكلات المدرسية.

– تهيئة المناخ المدرسي الصحي أمام التلاميذ مما ينعكس على حب الطلاب للمدرسة وارتفاع نسبة حضور الطلاب إليها.

(الفحل، 2015)

    البرنامج الإرشادي المدرسي برنامج مخطط منظم وفق أسس علمية، والبرامج الإرشادية تكون وقائية أو علاجية أو تنموية، والحاجة ملحة لتصميم البرامج الوقائية فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وتنعكس فوائد تلك البرامج على الطلبة والمعلمين والإدارة المدرسية والأسرة والمجتمع.

المراجع:

  • زهران، حامد. (1980). التوجيه والإرشاد النفسي. (ط.2). عالم الكتب.
  • عبد العظيم، حمدي. (2013). البرامج الإرشادية. مكتبة أولاد الشيخ للتراث.
  • الفحل، نبيل. (2015). برامج الإرشاد النفسي: النظرية والتطبيق. دار العلوم.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن الإرشاد النفسي