المقابلة في الإرشاد النفسي
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 20, 2022
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 20, 2022
3 دقائق
لا يستغني مرشد في عمله ضمن الإرشاد النفسي عن إجراء المقابلة مع مسترشد أو مجموعة من المسترشدين، كونها الوسيلة الأولى والأهم لمدّ جسر التواصل والتفاعل بين المرشد والمسترشد، وتتم وفق أسس علمية ومهنية وأخلاقية.
نوضّح في هذه المقالة تعريف المقابلة الإرشادية وأهميتها وأنواعها، وأهم مبادئها، وأبرز خطواتها، مما يفيد المرشدين النفسيين وطلاب قسم الإرشاد النفسي لتكوين صورة أوليّة عن المقابلة الإرشادية؛ كونها من أساسيات عملهم.
تُعرّف المقابلة الإرشادية بأنها: علاقة اجتماعية مهنية دينامية وجهاً لوجه بين المرشد والمسترشد، في جوٍ يسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين، يتخللها تفاعل اجتماعي هادف وتبادل للمعلومات والخبرات والمشاعر والاتجاهات، وهي نشاط مهني هادف وليست محادثة عادية. (النوايسة، 2013)
عرّفتْ سترانج (Strang, 1949) المقابلة الإرشادية بأنها “قلب الإرشاد النفسي”، حيث تشتمل على عدد من الفنيات التي تسهم في نجاحه، وقد ميّزت ملامحها الأساسية بقولها: إن المقابلة الإرشادية عبارة عن علاقة مواجهة دينامية وجهاً لوجه بين المسترشد الذي يسعى في طلب المساعدة لتنمية استبصاراته التي تحقق ذاته، وبين المرشد النفسي القادر على تقديم هذه المساعدة خلال مدّة زمنية معينة وفي مكان محدد. (عمر، 1992)
تعدّ المقابلة من أكثر الأساليب المستخدمة في تقييم الشخصية، وتُزودنا بمعلومات تختلف عمّا تزودنا به أساليب ملاحظة السلوك، حيث إنه في المقابلة يتحدث الفرد عن نفسه، بينما في الملاحظة يتم تقدير سلوكه، فالمقابلة تُستخدم في أغراض متعددة في مجالات الإرشاد، والمجالات الإكلينيكية، والتربوية، والاجتماعية، والصناعية، والقانونية، واستطلاع الآراء، وكذلك في اتخاذ قرارات تتعلق بانتقاء الأفراد وترقيتهم، وفي تقويم البرامج التربوية لجمع بيانات تتعلق بخلفية الطلاب وتَعرُّف وجهة نظرهم حول برنامج معين، واستطلاع آراء المعلمين والإداريين حول محتوى وأسلوب تنفيذ البرامج التعليمية، كما تُستخدم في الأغراض البحثية. (علّام، 2000)
يؤكد كل من سيد غنيم (1975)، لويس مليكه (1977)، فام دالين (1979) على أن اختلاف أنواع المقابلات تبعاً لأهدافها، فقد تكون تشخيصية أو علاجية أو أداة بحث ودراسة، كما تختلف تبعاً لوجهة نظر القائم بها فقد يجريها بطريقة مقننة أو غير مقننة بطريقة فردية أو اجتماعية، متمركز حول المسترشد أو متمركزة حول المرشد. (الداهري، 2011)
نوجز فيما يأتي أبرز أنواع المقابلة:
لا تتم المقابلة بشكل عشوائي أو ارتجالي، بل يُخطط لإجرائها وتُنظم وفق أسس متعارف عليها، وقد أورد عمر (1992) مبادئ المقابلة الإرشادية، ونذكرها فيما يأتي باختصار:
يجب أن تتميز المقابلة الإرشادية بعلاقة إنسانية دافئة بين المرشد النفسي والمسترشد، حيث تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بينهما.
نادراً جداً ما تحدث المقابلة الإرشادية دون أن يتم تسجيل لها بأي صورة من صور التسجيلات المتعارف عليها، والمحددة بالتسجيل الكتابي، التسجيل السمعي، والتسجيل المرئي، وترجع أهمية التسجيل إلى حفظ المعلومات والبيانات التي يتم تداولها خلال المقابلة الإرشادية وعدم تحريفها.
يجب أن تُدار المناقشة بين المرشد النفسي والمسترشد بموضوعية مطلقة دون تحيّز لفكرة أو تعصّب لرأي أو دعوة لمبدأ.
يجب أن تكون المناقشة واضحة وصريحة من جانب الطرفين في المقابلة الإرشادية، فلا يكتنفها أي غموض أو لبس، لذلك على المرشد النفسي أن يطرح أسئلته بصراحة تامة ووضوح جليّ.
يرتبط الصمت بالإنصات ارتباطاً وثيقاً، حيث يصمت الفرد ليُنصت جيداً للمتحدث أمامه، ويجب على المرشد النفسي أن يكون نموذجاً حسناً في تدعيم هذا المبدأ في المقابلة الإرشادية حتى يقلده المسترشد.
نعدد فيما يأتي أهم خطوات المقابلة الإرشادية، كما وردت في الفحل (2009):
وصفُ المقابلة الإرشادية بأنها “قلب الإرشاد النفسي” يلخّص أهميتها ومكانتها في العملية الإرشادية، فمن خلال المقابلة يبدأ نبض الإرشاد، وأي خلل في المقابلة يؤدي إلى خلل في العملية الإرشادية كلها؛ لأنها كالقلب من الجسد، فإن تمت وفق خطوات سليمة وأسس علمية ومهنية، تسير العملية الإرشادية نحو النجاح وتحقيق الأهداف، ومن المهم أن يتقن كل مرشد إجراء المقابلة الإرشادية لأنه لا يستغني عنها بأي حال من الأحوال.