دليل الآباء في مساعدة أبنائهم على التعامل مع المتنمرين

أشكال التنمر

التنمر الجسدي (دفع أو لكم أو ضرب)

التنمر اللفظي (الشتائم أو التهديدات)

التنمر النفسي والعاطفي (نشر الإشاعات أو إقصاء أحد عن محادثة أو نشاط).

ومع الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يحدث السلوك غير اللائق بين الأطفال خارج ساعات الدراسة عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنشورات Facebook. يمكن أن تكون هذه التراشقات المعروفة باسم التنمر الالكتروني مؤذية وعدوانية، وغالباً ما تستمر آثارها الضارة إلى المدرسة في اليوم التالي.

يقول الدكتور Steven Pastyrnak رئيس قسم علم النفس في مستشفى هيلين ديفوس للأطفال: “تشمل الأعراض النموذجية للتنمر الشكاوى الجسدية مثل آلام البطن، بالإضافة إلى الهموم والمخاوف، وعدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة”. ويضيف الدكتور Pastyrnak “ردة الفعل الطبيعية هي التجنب أو الانسحاب من الأشياء التي تجعل الطفل متوتراً.”

اطرح الأسئلة واجعل أطفالك يتحدثون عن وضعهم الاجتماعي. تعرّف على الأصدقاء الذين يتفقون معهم وأيهم ليسوا كذلك. يقول الدكتور Pastyrnak: “لا بد من بناء تواصلٍ جيد مع الأطفال قبل أن يتعرضوا لمشاكل التنمر”. “اجعل اسئلتك عامة جداً للأطفال الأصغر سناً، ولكن إذا كنت تشك في وجود مشكلة أو إذا تحدث طفلك عن مشكلة تواجهه، فألحّ عليه للحصول على مزيد من التفاصيل.”

عندما يكبر الأطفال يكون لديهم وعي كبير بعلاقات الأقران، لذلك يمكنك أن تكون أكثر مباشرة في أسئلتك وعندما يتحدث أطفالك استمع بإصغاء إلى ما يقولونه وابقِ مشاعرك تحت السيطرة.

يقول كابلان: “غالباً ما يغضب الآباء أو يحبطون، ليس من مصلحة الأطفال أن تكون ردود أفعال الآباء مبالغاً فيها بل إنهم يحتاجون منك أن تستمع إليهم وتطمئنهم وتدعمهم، إنهم بحاجة إلى رؤيتك رزيناً وقوياً وقادراً على مساعدتهم في أي موقف.”

طرق التعامل مع المتنمرين:

أوقف التنمر قبل أن يبدأ

قم بعصف ذهني لوضع حلولٍ لوقف التنمر قبل حدوثه أو تفاقمه. قم بتطوير وإعداد مجموعة من الأفكار للأطفال لاستخدامها في المواقف الصعبة عندما يكون من الصعب عليهم التفكير بشكل صحيح.

قم بإنشاء قائمة بعبارات الرد

درب طفلك على عبارات يمكنه استخدامها لإخبار شخص ما بالتوقف عن سلوك التنمر. يجب أن تكون هذه العبارات بسيطة ومباشرة، ولكن ليست معادية. على سبيل المثال: “دعني وشأني”، “تراجع”، “لم يكن ذلك لطيفًا”، يمكنه أيضاً أن يتجاهل سلوك المتنمر ويبتعد عنه، تقول Michele Borba، مؤلفة كتاب (The Big Book of Parenting Solutions): “الأمر المهم هنا هو أن الرد لا ينبغي أن يكون ضعيفاً، لأن ذلك يزيد من سلوك المتنمر”.

لعب الأدوار: سيناريوهات “ماذا لو”

لعب الأدوار طريقة رائعة لبناء الثقة وتمكين طفلك من التعامل مع التحديات. يمكنك لعب دور المتنمر بينما يمارس طفلك ردود فعل مختلفة حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة. أثناء لعبك للأدوار، علّمه التحدث بصوت قوي وحازم لأن البكاء والنحيب لن يؤدي إلا إلى تشجيع المتنمر.

عزّز لغة الجسد الإيجابية

في سن الثالثة تكون طفلتك مستعدة لتعلم أساليب تجعلها أقل عرضة للمتنمرين. تقول Borba: “قل لطفلتك أن تتدرب على التحديق في عيون صديقاتها وأن تفعل الشيء نفسه عندما تتحدث إلى طفل يضايقها”. سيجبرها ذلك على رفع رأسها حتى تبدو أكثر ثقة. دربها أيضاً أن ترسم على وجهها تعابير وجوهٍ حزينة وشجاعة وسعيدة واطلب منها أن تضع على وجهها تعابير الشجاعة إذا كانت تتضايق. تقول الدكتورة Borba: “تعابير وجهك عندما تواجه متنمراً أكثر أهمية مما تقوله”.

حافظ على تواصل دائم

ناقش طفلك كل يوم حول كيفية سير الأمور في المدرسة. استخدم معه نبرة هادئة ومناخاً ودياً حتى لا يخشى إخبارك إذا كان هناك مشكلة ما. أكد على أن سلامته وراحته أمران مهمان، وأنه عليه التحدث دائماً إلى شخص كبير عن أي مشكلة قد تحدث معه.

بناء ثقة طفلك

كلما كانت نظرة طفلك أفضل تجاه نفسه قل احتمال تأثير التنمر على تقديره لذاته. شجع الهوايات والأنشطة اللامنهجية والمواقف الاجتماعية التي تُبرز أفضل ما في طفلك، أخبر طفلك عن الصفات المميزة التي تحبها فيه وعزز السلوكيات الإيجابية التي ترغب في رؤيتها أكثر.

يقول الدكتور Pastyrnak: “كوننا آباء، نميل إلى التركيز على المواقف السلبية، لكن الأطفال يصغون بشكل أفضل عندما يتم تعزيز سلوكياتهم الجيدة”. يمكن للإشادة بنقاط القوة لدى الأطفال وتشجيع العلاقات الصحية مع الآخرين أن يؤثر على احترام الذات، وزيادة ثقة أطفالك على المدى الطويل، ومنع أي مواقف تنمر محتملة.

امدحه إذا أحرز تقدماً

أخبر طفلك أنك تفخر به عندما يخبرك أنه نزع فتيل شخص متنمر. إذا شاهدتَ طفلاً آخر يقف في وجه المتنمر في الحديقة، فأشر لطفلك إليه حتى يتمكن من تقليد هذا الأسلوب، وقبل كل شيء ركز على فكرة جوهرية: إذا تجاهلت المتنمر، فغالباً سيمضي في طريقه.

علّم الطريقة الصحيحة للرد

تجاهل المتنمر.

إذا استطعت ابذل قصارى جهدك لتجاهل تهديدات المتنمر. افترض أنك لا تسمعهم وابتعد سريعًا إلى مكان آمن. يريد المتنمرون منك رد فعل كبير على مضايقتهم. تصرف كما لو كنت لا تلاحظ ولا تهتم مثل عدم إعطاء أي رد فعل على الإطلاق، وهذا قد يوقف سلوك المتنمر.

دافع عن نفسك.

تظاهر بالشجاعة والثقة. قل للمتنمر “لا! توقف!” بصوت عال. ثم ابتعد أو اركض إذا اضطررت لذلك. يمكن للأطفال أيضًا الدفاع عن بعضهم البعض عن طريق إخبار المتنمر بالتوقف عن مضايقة أو إخافة شخص آخر، ثم الابتعاد معًا. إذا أراد منك المتنمر أن تفعل شيئًا لا تريده، فقل “لا!” وابتعد. إذا كنت تفعل ما يقول المتنمر أن يفعله، فمن الأرجح أن يستمر الطفل اللئيم في التنمر عليك. يميل المتنمرون إلى مضايقة الأطفال الذين لا يدافعون عن بأنفسهم.

لا تستأسد.

لا تضرب أو تركل الشخص الذي يتنمر عليك أو على أصدقائك، وهذا ما يريده المتنمر منك، وهو أمر خطير أيضًا، لأن شخصًا ما يمكن أن يتأذى. من المحتمل أيضًا أن تقع في مشكلة. من الأفضل البقاء مع الآخرين والحفاظ على سلامتك والحصول على مساعدة من شخص بالغ.

لا تظهر مشاعرك.

 خطط مسبقاً كيف يمكنك منع نفسك من الغضب أو إظهار أنك مستاء. حاول تشتيت انتباهك (مثلاً العد تنازليًا من 100) لتشغل عقلك حتى تخرج من الموقف إلى مكان آمن حيث يمكنك إظهار مشاعرك.

أخبر شخصًا بالغًا.

إذا كنت تتعرض للتنمر، فمن المهم جدًا إخبار شخص بالغ. ابحث عن شخص تثق به وتحدث عما يحدث لك. يمكن للمدرسين ومديري المدارس وأولياء الأمور أن يساعدوا جميعًا في وقف التنمر. أحيانًا يتوقف المتنمرون بمجرد أن يكتشف المعلم ذلك لأنهم يخشون العواقب. (kidshealth.org)

لا تكافئ المتنمر بالدموع:

يريد المتنمر إيذاء مشاعرك، لذا فلا تكترث لتصرفاته لأن الشتائم والتهكّم لن تضرك. وبدلاً أن تعطيه ما يريد يمكنك مثلاً الاعتراف بأنه على حق للتخلص من إزعاجه، فعندما يصفك المتنمر بأنك “سمين”، انظر في عينيه وقل بهدوء: “كما تعلم، أنا بحاجة إلى البدء في ممارسة المزيد من التمارين.” ثم تابع طريقك بثقة.

انزع فتيل المتنمر بروح الدعابة:

اضحك على تهديداته وابتعد عنه.

اتخذ إجراءات لوقف التنمر

في النهاية، الأمر متروك للوالدين لمساعدة الطفل الصغير في التعامل مع المتنمر. ساعده على تعلم كيفية اتخاذ خيارات ذكية عندما يشعر بالأذى أو يرى طفلًا آخر يتعرض للتنمر، وكن مستعداً للتدخل إذا لزم الأمر.

الإبلاغ عن تنمر شديد ومتكرر

إذا كان طفلك متردداً في الإبلاغ عن التنمر، فاذهب معه للتحدث إلى المعلم أو مستشار التوجيه أو مدير المدرسة. تعرّف على سياسة المدرسة بشأن التنمر وتوثيق حالات التنمر والاحتفاظ بالسجلات، وابقَ على اطلاع بالموقف من خلال المتابعة مع المدرسة لمعرفة الإجراءات التي يتم اتخاذها. عند الضرورة اطلب المساعدة من الآخرين خارج المدرسة، مثل معالج الأسرة أو ضابط الشرطة، واستفد من موارد المجتمع التي يمكنها التعامل مع التنمر ووقفه.

شجع طفلك على أن يكون إيجابياً

أن يكون إيجابياً (وليس متفرجاً سلبياً) يعني أن الطفل يتخذ إجراءات إيجابية عندما يرى صديقاً أو طالباً آخر يتعرض للتنمر. اسأل طفلك عما يشعر به عند وجود شخص ما يدافع عنه، وشارك معه كيف يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقاً. يقول Walter Roberts أستاذ تعليم المستشارين في جامعة ولاية مينيسوتا، مانكاتو ومؤلف كتاب (Working With Parents of Bullies and Victims):”عندما يتحدث الأطفال دفاعاً عن أنفسهم، يكون ذلك أقوى بعشر مرات من أي شيء يمكن أن يفعله لهم الكبار”

اتصل بوالدي المعتدي

هذا هو الأسلوب الصحيح فقط لأعمال التهديد المتكررة، وعندما تشعر أن هؤلاء الوالدين سيكونان متقبلين للعمل معك بطريقة تعاونية. اتصل بهم أو راسلهم بالبريد الإلكتروني بطريقة غير تصادمية، مع توضيح أن هدفك هو حل المشكلة معاً. قد تقول شيئًا مثل:

“أتصلُ بكم لأن ابنتي في هذا الأسبوع كانت تعود من المدرسة كل يوم وهي تشعر بالضيق. أخبرتني أن ابنتكم سوزي كانت تطلق عليها ألقاباً وتستبعدها من الألعاب. لا أعرف ما إذا كانت سوزي قد ذكرت أياً من هذا، ولكني أرغب في مساعدتهم على البقاء على وفاق. هل لديكم أي اقتراحات؟ “

كن شريكاً لمدرستك

تواصل مع مدرسة طفلك وأبلغ عن حوادث التنمر. يقول كابلان: “لا يمكنك أن تتوقع من موظفي المدرسة أن يعرفوا كل ما يحدث. ابقهم على اطلاع بأي حوادث”. على الرغم من قيام المزيد من المدارس بتنفيذ برامج الوقاية من التنمر، إلا أن العديد منها لا يزال يفتقر إلى الدعم أو الموارد الكافية. يقول الدكتور Pastyrnak: “على الآباء والمعلمين أن يكونوا واعين وأن يشاركوا في تلك البرامج حتى يتمكنوا من مراقبتها بشكل مناسب”. أيضاً تعرف على كيفية بدء برامج مكافحة التنمر والعنف ضمن المناهج الدراسية.

علّم مهارات التأقلم

إذا كانت طفلتك تتعرض للتنمر ذكّرها أنه ليس ذنبها فهي ليست وحدها، وأنت موجود لمساعدتها. من المهم أيضاً للأطفال تحديد مشاعرهم حتى يتمكنوا من إيصال ما يجري، ولذلك على الوالدين أن يتحدثا أيضاً عن مشاعرهما الخاصة. من الخطأ أن يفترض الآباء ـ بغض النظر عن عمر الطفل ـ أن هذه أشياء طبيعية بين الأقران تحل من تلقاء ذاتها.

تنصح Kaplan “لا ينبغي أبداً قبول أن يتم الضغط على الطفل أو مضايقته”. لذا فإنك عندما تقدم يد العون لطفلك في التعامل مع المتنمر فإنك تساعده على بناء الثقة ومنع تفاقم الأمر.

المراجع

Colino, Stacey, Broadwell, Laura, Schuman, Corinne, Suzanne, Peck, (2021). How to Deal with Bullies: A Guide for Parents. https://www.parents.com/kids/problems/bullying/bully-proof-your-child-how-to-deal-with-bullies/

kidshealth.org. Dealing With Bullies. https://kidshealth.org/en/kids/bullies.html

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن علم النفس