مبادئ إرشاد الأشخاص ذوي الإعاقة

يعد موضوع الإرشاد والتوجيه النفسي من الموضوعات المهمة في حياتنا اليومية إذ يُستخدم مع كافة الفئات في المجتمع ولا يقتصر على موضوع محدد أو فئة محددة بل يصل لكل الفئات ليكون شاملا لها، وقد يتم تطبيق الإرشاد وتقديمه من قبل الأشخاص الاختصاصيين أو المعلمين أو الآباء، وزاد الاهتمام بشدة في هذا المجال خاصة في مجال  التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، حيث يتم من خلال هذا النوع من البرامج تقديم الخدمات النفسية والإرشادية لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، حيث يساعد الإرشاد على تحسين المفاهيم المغلوطة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم الخدمة الإرشادية لذويهم وبدت الحاجة لإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة ضرورة جوهرية مع التوسع الكبير في مجالات الحياة كافة.

وبالحديث عن الإرشاد لا بد لنا وقبل أن نتعرض بالحديث عن إرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة العمل على تعريف الإرشاد النفسي وتعريف التربية الخاصة.

تعريف الإرشاد النفسي: تعريف النوايسة (2013):

هو عملية نفسية أكثر تخصصية وتمثل الجزء العلمي في ميدان التوجيه وتقوم على علاقة مهنية (علاقة الوجه للوجه) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد وفي زمن محدود أيضا.

والإرشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصاً وإعدادا وكفاءة ومهارة كون هذه العملية فرعاً من فروع علم النفس التطبيقي، وإن خدمات التوجيه العامة وخدمات الإرشاد خاصة تحمل عادة في مفهوم واحد وهو التوجيه والإرشاد. (النوايسة، 2013، ص19).

تعريف التربية الخاصة: تعريف (الداهري، 2015).

هي مجموعة البرامج والخطط والاستراتيجيات المصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات الخاصة بالأطفال غير العاديين، وتشتمل على طـرائـق تـدريس وأدوات وتجهيزات ومعدات خاصة بالإضافة إلى الخدمات المساندة. (الداهري، 2015، ص. 20).

ولا يمكن للقارئ أن يتصور المبادئ العامة لإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم دون التمعن في المبادئ العامة للتربية الخاصة وهي:

مبادئ التربية الخاصة:

تقوم التربية الخاصة على مجموعة من المبادئ العامة والتي بمجملها تركز على:

1-إن تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة العادية أمر واجب، وإن التربية الخاصة تتضمن تقديم برامج تربوية فردية.

وتتضمن البرامج التربوية الفردية:

  • تحديد مستوى الأداء الحالي.
  • بتحديد الأهداف طويلة المدى.
  • تحديد الأهداف قصيرة المدى.
  • تحديد معايير الأداء الناجح.
  • تحديد المواد والأدوات اللازمة.
  • تحديد موعد البدء بتنفيذ البرامج وموعد الانتهاء منها.

2-إن توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال المعوقين يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه.

3-إن الإعـاقـة لا تؤثر على الطفل فقط، ولكنها قد تؤثر على جميع أفراد الأسرة، والأسرة هي المعلم الأول والأهم لكل طفل.

4-إن التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية في المراحل العمرية المتأخرة، فمراحل الطفولة المبكرة مراحل حساسية على صعيد النمو، ويجب استثمارها إلى أقصى حد ممكن. (النوايسة، 2013، ص23-24).

وسنتعرض بالشيء اليسير عن المبادئ الإرشادية لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم:

المبادئ الأساسية في إرشاد أسرة المعوق:

  • مشكلة المعوق هي مشكلة الأسرة كلها.
  • يجب الاستفادة من فهم الأسرة الشخص المعوق وتشجيعهم على التعاون.
  • يجب مساعدة الأسرة على التخلص من الأزمة النفسية التي تعاني منها يسبب وجود هذا المعاق.
  • يجب إيضاح معنى الإعاقة الأسرة وتحديد درجة هذه الإعاقة لابنهم وضرورة التوافق معها والتعاون في تقديم الخدمات لهذا الفرد. (النوايسة، ص91).

مبادئ إرشادية للوقاية من الإعاقة العقلية:

  • التعرف على الأسباب ومنع حدوثها.
  • رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
  • التوعية الأسرية من خلال الإرشاد الأسري، الإرشاد الجني، الإرشاد الصحي.
  • توعية المجتمع. (النوايسة، ص76-77).

المبادئ العامة في إرشاد المعاقين عقليا:

إن نجـاح الإرشـاد لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار عـلاقـة إرشادية بين المرشد والمعاق عقليا، وعلى المرشد أن يلتزم فيها بعدد من الاتجاهات الإيجابية والمبادئ العامة في العمل مع المعاقين عقليا، أما هذه الاتجاهات والمبادئ فهي ما يلي:

  • على المرشد أن يتقبل الفرد المعاق عقليا بغض النظر عن مشاكله وظروفه، ويساعد الطفل على تقبل ظروفه ويدربه على تحمل الإحباط.
  • على المرشد أن يؤمن بأن الفرد المعاق عقليا لديه استعدادات النمو والتغيير.
  • على المرشد أن يسمح للمعاق عقليا بالمساهمة في تقرير مصيره، واتخاذ القرارات التي تخـصـه بشيء من الحـذر وبالقدر الذي تسمح به إمكاناته وقدراته (الفرد المعاق).
  • على المرشد أن يؤمن بأهمية الخدمات الاجتماعية في معالجة المشكلات التي تواجه الفرد المعاق عقليا.
  • على المرشـد أن يؤمن بأن الفـرد المـعـاق له الحق في أن ينـمـي قـدراته واستعداداته إلى أقصى درجة ممكنة بغض النظر عن درجة الإعاقة.
  • على المرشد أن يقتنع بأن قدرة الفرد المعاق عقليا محدودة بالنسبة لحاجاته المستقبلية، فهو بحاجة إلى من يساعده في التخطيط لمستقبله.
  • على المرشد أن يدرك أن المناقشات الأولية مع المعاق عقليا قد تكون صعبة بسبب خبراته السابقة القائمة على رفض الآخرين له، لذلك على المرشد أن يقوم بتشجيعه ودعمه وتعديل اتجاهاته نحو نفسه ونحو أسرته.
  • على المرشد أن يدرك أن المعاق عقليا بحاجة إلى الخبرات الناجحة لزيادة ثقته بنفسه عن طريق توفير الأنشطة التي يستخدم فيها قدراته ومهاراته بنجاح، ويبدأ بالأعمال البسيطة التي يستطيع القيام بها.
  • يجب أن تكون الأسئلة التي يطرحها المرشد واضحة ودقيقة لمساعدة المرشد على الاستفادة من المعلومات التي يجمعها في فهم المعاق عقليا ومساعدته.
  • أثناء جلسات الإرشاد قد يحتاج المعاق عقليا لفترات زمنية طويلة لتجميع وصياغة إجابته، وذلك بسبب تدني قدرته على التركيز، لذا يجب عدم مقاطعته إلا إذا لاحظ المرشد أن سلوكه بلا هدف. (الريحاني،1985 نقلا عن عربيات،2011، ص101-102).

إرشادات عامة مع ذوي الإعاقة الجسدية:

  • جعل أدوات الحركة في متناول أيديهم أو بالقرب منهم: العكاز -العصا -الكرسي التحرك.
  • قد يحتاج الشخص المعاق والذي يستخدم الكرسي المتحرك إلى الانتقال إلى كرسي مكتب عادي لطول مدة المقابلة.
  • عندما تتحدث إلى شخص على كرسي متحرك، أو على عكاز حتى لو كان ذلك لمدة دقائق، عليك بالجلوس أمامه حتى يكون مستوى عينيك عند مستوى عينيه وتسهل من إجراء الحديث. (النوايسة، 2013، ص348).

إرشادات عامة مع ذوي الإعاقة البصرية:

  • عندما تحيي شخص لا يستطيع الرؤية لابد من التعريف بنفسك أولاً وتعريف أي شخص آخر موجود بالمكان أو يدخل المكان.
  • إذا لم يمد يده بالمصافحة عليك بتوجيه التحية شفهيا.
  • عندما تعرض عليه الجلوس على مقعد عليك بوضع يدك على ظهر الكرسي أو ذراعه ولا مانع من بعض الإرشادات الشفهية التي تساعد كثيراً أيضا.
  • عليك بإخبار الشخص عندما تترك المكان أو تنتهي المحادثة.
  • ينبغي أن تكون الأدوات المساعدة لهم على الحركة في مشاول أيديهم أو بالقرب منهم مثل: العصا -العكاز -الكرسي المتحرك. (النوايسة ،2013، ص.348).

إرشادات ذوي الإعاقة السمعية ومقابلتهم:

ويتم من خلال التركيز على النقاط التالية:

  • إتاحة الفرص أمام الأصم لتوظيف الحواس والنواحي الحركية، واستخدام الوسائل البصرية واللمسية المختلفة، وتدريب أعضاء النطق لديه على قراءة الشفاه، والأيدي على تعرف الإشارات المختلفة، هذا إلى جانب التدريب المهني واليدوي مستقبلا.
  • تنمية الوعي لديه بالمفاهيم والمدركات ومحاذير المخاطر البيئية وإلى غير ذلك من نواحي تتصل بالنمو المعرفي لديه، ويمكن تثبيتها بالتكرار والممارسة.
  • تشجيعهم على الانخراط في المجتمع والاندماج مع أقرانهم ومع الآخرين دون خوف، وتوفير جو اجتماعي ملائم لهم يعالج السلوكيات غير السوية لديهم ويكسبهم السلوكيات الاجتماعية المقبولة، وتعليمهم الدور الاجتماعي كما يتوقع منهم بعد خروجهم للحياة والعمل وإدماجهم في نشاطات الحياة ومجالاتها الإنتاجية التي تناسبهم.
  • ملاحظة الانحرافات السلوكية أولا بأول، وأسبابها والعوامل المؤدية إليها ومن ثم كيفية الحد منها وتعديلها. 
  • إكساب الأصم القيم الاجتماعية السوية وترسيخ العقائد الدينية لديه بدرجة كبيرة، والتي تُكون لديه الوعي الديني والاجتماعي والانتماء للمجتمع.
  • إرشاده إلى مختلف أنواع الأنشطة واللعب الحركي والتركيبي والتمثيلي والجماعي في إطار مواقف التدريس غير التقليدية بشرط أن تكون في مستواه الفعلي حتى لا يصاب بالإحباط أو بالملل. (النوايسة ،2013، ص345-346).

المبادئ التي يقوم عليها الإرشاد الأسري لأسر أطفال التوحد:

إن التعلم يحدث في بيئة الطفل والأسرة الطبيعية، وكل الأبحاث أوضحت أن الأسرة هي البيئة الرئيسية لعملية التعلم والبيئة الطبيعية لحدوث التعلم بتلقائيته.

المشاركة الأسرية هي كافة الأدوار الفعلية التي تقوم بها الأسرة مع باقي المؤسسات والهيئات التي تؤدي دورها في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم الطفل التوحدي من كافة الجوانب.

كلما تعلم الطفل السلوك في بيئته الطبيعية وعلى أيدي الأشخاص الذين يقومون برعايته (الوالدين) ساعد ذلك على تعميم السلوك المرغوب واستمراريته.

انضمام الأسرة بكاملها إلى الإرشاد الأسري بما في ذلك الأطفال يعد عاملاً مساعداً على نجاح التدريب والتأهيل والعلاج.

دور المرشد هو توفير جو من الأمان والثقة وإيجاد بيئة تمكن الأسرة من اختيار عملية التغيير ثم المبادرة إلى صياغة بناء أسري واقعي جديد.

هناك حد أدنى من الخصائص التي يجب أن يتميز بها المرشد كالانفتاح على الآخرين والنشاط والحيوية في العمل والمشاركة الإيجابية مع الآخرين.

لا يوجد للأسرة حدود واضحة فهي نسق مفتوح وشامل، وعلى ذلك فالإرشاد الأسري قد يشمل أشخاص آخرين لهم تأثير على الأسرة.

إن تدريب أولياء الأمور سيزودهم بالمهارات الضرورية للتعامل مع السلوكيات الجديدة التي يمكن ان تظهر لدى الطفل، فحين يُدرب ولي الأمر يصبح قادرا على التعامل مع كل مستجد قد يظهر في سلوكيات أبنائه (خولة، 2017 نقلا عن بوسعدة قاسم، حاج محمد، 2020، ص233 -250).

مبادئ إرشادية في التعامل مع ذوي صعوبات التعلم:

1- تعرف على ما يستطيع الطفل القيام به.

2- اسأل الطفل عن مستوى أدائه في القراءة والإملاء والحساب وما في حكمها.

3- تعرف على عدد التوجيهات التي يمكنه اتباعها وتطبيقها.

4- قم بتحليل أخطائه.

5- تخاطب معه مشافهة وكتابة بعبارات بسيطة ووجيزة.

6- كن متماسكاً ومضطرداً في توجيهاتك ولتكن توجيهاتك قائمة على مبدأ واحد.

7- كن سريعا في اجاباتك ولتكن ردودك حاضرة وأجب في أسرع فرصة ممكنة.

8-قم بتوفير الأدوات والوسائل المساعدة إن كانت مفيدة، مثل الأدوات والملصقات ولوحات تعليم الحروف.

9-قم بتوفير الوسائل السمعية المناسبة – كأشرطة التسجيل الصوتي مثلاً- للطفل الذي يتعلم عن طريق السمع لما لديه صعوبات في التعلم عن طريق البصر.

10-قم بتوفير الوسائل البصرية المناسبة للطفل الذي يتعلم عن طريق البصر لما لديه من قصور في السمع -وذلك بنسخ الأشياء مثلاً واستخدام الأشكال وما في حكمها كموجهات إرشادية للتعلم.

11-دع الطفل يتعلم المهام والواجبات الجديدة بمعدل يفوق ما هو مطلوب منه. (عبد الحليم، د.ت).

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق إن إرشاد الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم من المواضيع بالغة الأهمية سواءً أكان الإرشاد وقائيا في المرحلة الجنينية أو بعد الولادة، ويكون الإرشاد لفئات المجتمع كافة لتبصير المجتمع وتوجيهه  بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة، والمبادئ الأساسية للتعامل السليم معهم ولا يمكن تحقيق الهدف من الإرشاد لذوي الإعاقة دون إرشاد أسرهم وتوجيههم لكيفية التعامل مع الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأجل تنمية قدرات أطفالهم والوصول بأطفالهم لأقصى ما يمكن أن يصلوا إليه، من خلال بناء علاقة إيجابية مع المرشد الذي يسعى لتطوير قدرات الطفل ومهاراته، حيث تنطلق عملية الإرشاد من مبادئ عامة للتعامل مع كل فئة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.

قائمة المراجع:

الداهري، صالح. (2015). فنيات الإرشاد لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم (ط1)، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع.

عربيات، أحمد. (2011). إرشاد ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم، دار الشروق للنشر والتوزيع.

النوايسة، فاطمة. (2013). ذوو الاحتياجات الخاصة التعريف بهم وإرشادهم (ط1)، دار المناهج للنشر والتوزيع.

النوايسة، فاطمة. (2013). الإرشاد النفسي والتربوي، (ط1)، دار الحامد للنشر والتوزيع. 

بوسعدة قاسم، حاج. (20/6/2020). الحاجة إلى الإرشاد الأسري لأطفال اضطراب التوحد. دراسات نفسية وتربوية، المجل د13، العدد خاص،233-250.

عبد الحليم. (د.ت). كيفية التعامل مع ذوي صعوبات التعلم [مقال] تم الاسترجاع من الموقع https://sites.google.com/site/abdeyalawwad/howtodealwiththem

وسوم

عن الكاتب

عمار مطر

اقرأ لـ عمار مطر

اقرأ ايضاً عن التربية الخاصة