إدارة الصف CLASSROOM MANAGEMENT

إدارة الصف

يشير مصطلح إدارة الصف إلى مجموعة متنوعة من المهارات والطرق التي يستخدمها المعلمون للحفاظ على الطلاب منظمين ومطيعين ومنتبهين ونشيطين دراسياً في الصف. عندما ينفذ المعلمون استراتيجيات إدارة الصف بشكل فعال، تنخفض السلوكيات التي تعيق التعلم في التعليم الفردي والتعليم الجماعي، وتزداد السلوكيات التي تسهل التعلم أو تعززه. وعموماً يميل المعلم الجيد إلى إظهار مهارات قوية في إدارة الصف، في حين أن السمة المميزة للمعلم قليل الخبرة أو الأقل فاعلية هي الصف المضطرب المليء بالطلاب الذين لا يعملون ولا ينتبهون.

يركز التفسير التقليدي للإدارة الفعالة للصف على “الامتثال أو الطاعة” ويقصد به القواعد والاستراتيجيات التي قد يستخدمها المعلمون للتأكد من جلوس الطلاب في مقاعدهم، واتباع التوجيهات، والإصغاء وما إلى ذلك. في حين أن النظرة الحديثة لإدارة الصف تشمل كل ما يفعله المعلمون لتسهيل أو تحسين تعلم الطلاب، والذي يتضمن عدة عوامل تتعلق بـ:

سلوك المعلم: مثل تبنّي مواقف إيجابية تجاه الطلاب، الابتسامة، العبارات المشجعة، معاملة الطلاب باحترام وعدل. إلخ.

البيئة: وجود صف نظيف مليء بمواد تعليمية منظمة تحفز التفكير وتدعم الأنشطة التعليمية.

التوقعات: تشمل التوقعات جودة العمل المطلوبة في أعمال الطلاب، وكيفية تعامل الطلاب مع بعضهم البعض، والاتفاقيات التي يبرمها المعلمون مع الطلاب.

المواد: أنماط النصوص التعليمية، والوسائل التعليمية، ومصادر التعلم الأخرى التي يستخدمها المعلمون.

الأنشطة: طرق التعليم والتعلم التي يصممها المعلمون والتي تراعي اهتمامات الطلاب وشغفهم وفضولهم الفكري.

لماذا تعتبر إدارة الصف الدراسية مهمة؟

الإدارة الفعالة للصف:

  • تؤسس وتحافظ على بيئة منظمة في الصف.
  • تزيد التعلم الأكاديمي الهادف وتسهل النمو الاجتماعي والعاطفي.
  • تقلل من السلوكيات السلبية وتزيد من الوقت الذي يقضيه الطالب في التفاعل الأكاديمي. (R. Kratochwill,2010)

 يمكن أن يساهم التحضير السيئ للدروس، ووجود مواد دراسية صعبة أو مملة، والتوقعات غير الواضحة، كل هذه الأمور وغيرها يمكن أن تساهم في تدني اهتمام الطلاب وزيادة المشكلات السلوكية وزيادة الفوضى في الصف، فلا يمكن فصل إدارة الصف عن جميع القرارات الأخرى التي يتخذها المعلمون. في هذه النظرة الأكثر شمولاً لإدارة الصف يصبح التدريس الجيد والإدارة الجيدة للصف كأنهما شيء واحد.

من الناحية العملية، قد تبدو أساليب إدارة الصف بسيطة وسهلة التنفيذ، ولكنّ دمجها بنجاح وبسلاسة في العملية التعليمية يتطلب عادةً مجموعة متنوعة من الطرق المعقدة وقدرًا كبيرًا من المهارات والخبرة.

فيما يلي مجموعة من الطرق المستخدمة لإدارة الصف المأخوذة من كتاب

Teach Like a Champion: 49 Techniques that Put Students on the Path to College     

روتين الدخول: هو أسلوب يقوم من خلاله المعلمون بإنشاء روتين يومي ثابت يبدأ بمجرد دخول الطلاب إلى الصف مثل؛ إعداد المواد التعليمية، أو توزيع المهام على الطلاب، أو متابعة الواجبات المنزلية، أو القيام بنشاط “إحماء” جسدي قصير. كل هذه أمثلة على إجراءات الدخول.  تساهم هذه الطريقة في تجنب الفوضى وإضاعة الوقت الذي يمكن أن يميز بداية الحصة الدراسية.

البدء فوراً: في هذه الطريقة يقدم المعلم نشاطًا كتابيًا موجزًا ​ للطلاب بمجرد وصولهم إلى الصف. تهدف هذه الطريقة إلى تهيئة الطلاب ذهنياً وتهدئتهم وإعدادهم للدرس في أسرع وقت ممكن.

الانتقالات السريعة: هنا يقوم المعلمون بوضع إجراءات انتقالية بين فقرات الدرس يتعلمها الطلاب ويمكنهم تنفيذها بسرعة وبشكل متكرر دون توجيه كبير من المعلم. على سبيل المثال، قد يقول المعلم “وقت القراءة”، وسيعرف الطلاب أنهم يجب أن يتوقفوا عما يعملون به، وأن يتركوا ما بأيديهم، ويفتحوا كتبهم، ويبدؤوا القراءة الصامتة بمفردهم. تساعد هذه الطريقة في زيادة وقت التدريس إلى الحد الأقصى عن طريق تقليل الفوضى والتأخير الذي قد يصاحب الانتقال بين الأنشطة.

إشارات الجلوس: يستخدم الطلاب في هذه الطريقة الإشارات غير اللفظية وهم في مقاعدهم للإشارة إلى أنهم بحاجة إلى شيء ما، كأن يقوم الطالب بإشارة ما تدل على حاجته لقلم جديد أو الذهاب إلى دورة المياه أو المساعدة في حل مشكلة ما.

التعزيز: هو الثناء على الطلاب الذين فعلوا شيئًا جيدًا كالإجابة على سؤال صعب أو مساعدة أحد الأصدقاء، وعادة ما تكون عبارة عن حركة قصيرة (إيماءة) أو عبارة لفظية. تهدف هذه الطريقة إلى إنشاء ثقافة جماعية يتم فيها تقدير ومكافأة إنجازات التعلم والسلوكيات الإيجابية.

التدخل غير اللفظي: هنا يتواصل المعلمون بصريا مع الطلاب أو يقومون بإيماءات تجعل الطلاب يعرفون أنهم يسيئون التصرف أو خرجوا عن الدرس. تساعد هذه الطريقة المعلمين على إدارة سلوك الطلاب بكفاءة وصمت دون مقاطعة الدرس.

التصحيح الإيجابي للمجموعة: هو تذكير شفهي سريع يتيح لمجموعة من الطلاب معرفة ما يجب عليهم فعله في حال أخطأوا في مهمة معينة. وأما بشكل فردي فيقوم المعلم بتوجيه كلامه دون ذكر اسم الطالب المخطئ، ولو أراد توجيه كلامه لطالب معين فيفضل ألا يوجه كلامه على الملأ.

المحاولة مجدداً: تستخدم هذه الطريقة عندما لا يقوم الطالب بأداء مهمة معينة بشكل صحيح، فيطلب المعلم منه القيام بها مرة أخرى بالطريقة الصحيحة بقوله “حاول مجددا”

مناقشة حول إدارة الصف

مع أن هناك اتفاق واسع النطاق في التعليم على أن الإدارة الفعالة للصف ضرورية للتدريس الجيد كثيراً ما يتم النقاش حول أي الاستراتيجيات هي الأكثر فاعلية، أو ما هي أفضل طريقة للتعامل مع إدارة الصف أو بيئة التعلم الأخرى. على سبيل المثال، قد يجادل بعض المعلمين بأن الإدارة الفعالة للصف تبدأ بامتثال الطلاب وتنظيم الصف، نظرًا لأن التعلم لا يمكن أن يحدث عندما لا يصغي الطلاب، أو عندما يعصون المعلم، أو عندما يزعجون الطلاب الآخرين في الصف. في هذه الحالة يحتاج المعلم إلى تحديد القواعد السلوكية للصف والتأكد من امتثال الطلاب لتلك القواعد. بالمقابل هناك فئة أخرى من المعلمين يرون أهمية إشراك الطلاب بفعالية في إدارة الصف كأخذ آرائهم عند وضع قواعد السلوك. في هذه الحالة يشعر الطلاب بأنهم هم من وضع هذه القواعد ثم بمساعدة المعلم يرتقون إلى مستوى تلك القواعد من خلال تذكيرهم بالاتفاقيات السابقة التي أبرموها.

المراجع:

– R. Kratochwill,Thomas, (2010). Classroom Management Module. https://www.apa.org/education-career/k12/modules-classroom-management

– edglossary.org.CLASSROOM MANAGEMENT. https://www.edglossary.org/classroom-management/

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن الإدارة الصفية