أنواع صعوبات التعلم

صعوبة التعلم هي حالة تجعل الفرد يواجه تحديات في سياق التعلم التقليدي في الفصل الدراسي، وهناك أنواع مختلفة من صعوبات التعلم التي قد تتداخل مع تطور مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، ويمكن أن تؤثر أيضاً على الذاكرة والقدرة على التركيز والمهارات التنظيمية.

قد يحتاج الطفل أو البالغ الذي يعاني من صعوبة في التعلم إلى وقت إضافي لإكمال المهام في المدرسة، ويمكنه في كثير من الأحيان الاستفادة من الإرشادات التنظيمية ووسائل المساعدة في الفصل، مثل المواد التي يتم تسليمها في خطوط خاصة أو القدرة على استخدام الكمبيوتر لتدوين الملاحظات.

لا يوجد شخصان يعانيان من صعوبة في التعلم متشابهان تماماً، والعديد من الحالات، مثل عسر القراءة واضطراب نقص الانتباه (ADD) واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) وخلل الحساب وخلل الكتابة، تنتشر على نطاق واسع.

يشار إلى صعوبات التعلم أحياناً باسم إعاقات التعلم، وقد يمر بك أيضاً مصطلح اختلافات التعلم.

وقد تبدو الاختلافات بين هذه التصنيفات دقيقة ولكن قد يكون لها تأثيرات على كيفية نظر الفرد الذي يعاني من “صعوبة التعلم” إلى نفسه، فمثلاً تشير كلمة إعاقة إلى أن الشخص أقل قدرة من أقرانه، ويمكن أن تشير أيضاً إلى أنه في حالة حرمان دائمة تؤدي به إلى فقدان أهليته للتعلم.

من ناحية أخرى فإن “اختلاف التعلم” يأخذ نهجاً معاكساً في التأكيد على أن الشخص يتعلم بطريقة مختلفة عن الآخرين؛ إنه ليس معاقاً، وكل ما في الأمر أن دماغه يعمل بشكل مختلف.

يقع مصطلح “صعوبة اكتساب المعرفة” في مكان ما بينهما، حيث يصف التحديات الإضافية التي قد يواجهها الفرد في بيئة مدرسية نموذجية، ويشير أيضاً إلى أن هذه التحديات هي صعوبات يمكن التغلب عليها.

أنواع صعوبات التعلم

1. عسر القراءة Dyslexia

يعد عسر القراءة من أكثر صعوبات التعلم شيوعاً، وغالباً ما يؤثر على الطريقة التي يحلل بها الأشخاص الكلمات إلى مكوناتها، وهذا له انعكاسات على تهجئة الكلمات ويسبب صعوبات إملائية وكتابية.

نظراً لأن القراءة والكتابة عنصران أساسيان في معظم المناهج الدراسية، يمكن للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة غير المشخّص أن يتخلفوا عن أقرانهم لأنهم يواجهون مشاكل في تدوين الملاحظات والقراءة والواجبات المنزلية ومهام الكتابة والاختبارات.

وجدير بالذكر أن عسر القراءة لا يتعلق بانخفاض مستوى الذكاء لدى الفرد، ولكن الصعوبات اللغوية يمكن أن تجعل الأطفال يعتقدون أنهم أقل ذكاءً من أقرانهم، ويؤدي ذلك إلى ضعف الثقة واهتزاز الصورة الذاتية.

من العلامات الشائعة لعسر القراءة؛ مشاكل في القراءة الجهرية، والتهجئة غير المتسقة، وفقدان تتبع الكلمات خلال القراءة، والفهم الضعيف للصوتيات، وانعكاس الحروف، والفقر في المفردات، وبطء الكتابة بسبب صعوبة التهجئة.

2. صعوبات الانتباه

يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من ضعف التحكم في الانفعالات، مع اضطراب دائم وفوضى في واجباتهم الكتابية، ومن السهل ملاحظتهم في الفصل الدراسي مقارنة بالطالب المصاب باضطراب نقص الانتباه ADD)) الذي قد لا يلفت أي اهتمام إلى نفسه ويبدو كأنه ينتبه كطالب سليم، وبالتالي يمكن أن تمر صعوبة التعلم دون أن يلاحظها أحد، مما ينتج عنها أن الطفل لا ينهي مهامه الدراسية مع تقدير ضعيف في الاختبارات، وقد يتم إخبار الطفل أنه لا يبذل جهداً كافياً.

3. عسر الكتابة Dysgraphia

عسر الكتابة هو اضطراب عصبي يتميز بإعاقات في الكتابة، وعلى وجه التحديد يتسبب الاضطراب في أن تكون كتابة الشخص مشوهة أو غير صحيحة. عند الأطفال يظهر الاضطراب بشكل عام عندما يتعرفون على الكتابة لأول مرة؛ فهم يكتبون حروفاً متباعدة وذات أبعاد غير مناسبة، أو يكتبون كلمات خاطئة أو بها أخطاء إملائية، على الرغم من التعليمات المقدمة لهم. (Dysgraphia, 2023)

قد يكون من الصعب أيضاً الكتابة على السطر، واستخدام علامات الترقيم والاختيار بين الأحرف الكبيرة والصغيرة في اللغة الإنكليزية مثلاً، وغالباً ما يعانون في كتابة نص التعبير الكتابي، ومن الأفضل لهم الكتابة على الكمبيوتر.

4. عسر الحساب Dyscalculia

عسر الحساب هو حالة تؤثر على قدرة الفرد على اكتساب المهارات الحسابية، فقد يواجه المتعلمون الذين يعانون من عسر الحساب صعوبة في استيعاب مفاهيم الأرقام البسيطة، ويفتقرون إلى الفهم البديهي للأرقام، ويواجهون مشاكل في إجراء العمليات الحسابية البسيطة، وحتى إذا قدموا إجابة صحيحة أو استخدموا طريقة صحيحة، فهم يفعلون ذلك دون فهم أو ثقة. (What is Dyscalculia?)

حتى العد يمكن أن يكون معاناة بالنسبة لهم. وغالباً ما يوصى بالسماح للأفراد المصابين بعسر الحساب باستخدام آلة حاسبة لدعم تعلمهم.

عند وجود عسر القراءة وعسر الحساب معاً تصبح قراءة كلمات المسائل الرياضية أكثر صعوبة، وقد تكون انعكاسات الأرقام متكررة، وهذا يؤدي إلى أخطاء في العمل والحصول على إجابة خاطئة.

5. اضطراب التآزر الحركي Dyspraxia

في حين أنه لا يدرج دائماً تحت عنوان صعوبات التعلم أو إعاقات التعلم، فإن اضطراب التآزر الحركي يمثل صعوبة في المهارات الحركية يمكن أن تؤثر على النجاح الأكاديمي، لأنه يؤثر على تنسيق العضلات بما في ذلك عضلات اليد.

ونظراً لأن إمساك القلم أمر صعب ويحتاج مهارة عند الكتابة، فقد تحتوي الكتابة على كثير من الأخطاء الإملائية نتيجة لذلك.

في حالات عسر القراءة اللفظي تتأثر عضلات الوجه والفم والحلق، مما يحد من إنتاج اللغة المنطوقة.

قد يمشي الأشخاص المصابون باضطراب التآزر الحركي أيضاً بطريقة مضحكة، ويواجهون مشكلة في استخدام فرشاة الرسم في درس الفنون، ويواجهون صعوبات في العزف على آلة موسيقية وأداء حركات منسقة في الرياضة.

فحص وقياس الصعوبات أو الإعاقات

عند الاشتباه في وجود صعوبة في التعلم، يوصى عادةً بفحص الفرد، ويتم ذلك باستخدام أداة اختبار قصيرة وأحياناً عبر الإنترنت والتي تشير إلى ما إذا كان يوصى بإجراء المزيد من الاختبارات أم لا. في حالة الاشتباه في عسر القراءة أو عسر الكتابة أو ADD / ADHD أو عسر الحساب، يمكن إجراء اختبار شامل بواسطة أخصائي علم تربوي وفي بعض الحالات معالج النطق واللغة.

والسبب في ذلك هو عدم وجود شخصين لديهما صعوبة في التعلم يعانيان من نفس الأعراض أو نفس الشدة، وبالتالي من المهم أن نفهم أين تكمن نقاط القوة ومجالات المشاكل.

دعم التعلم المتخصص للأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم

إذا تم تشخيص الطفل باضطراب في التعلم، فمن المهم حصوله على الدعم اللازم في أقرب وقت ممكن.

من خلال هذا الدعم يمكن للطفل تحسين مهاراته والبدء في إحراز تقدم جيد في تعلمه، وسيساعده هذا على الاستمرار في المشاركة في المدرسة، وسيعتمد الدعم على نوع اضطراب التعلم لديه

ففي المدرسة، قد يشمل الدعم ما يلي:

  • عمل مكثف مع مسؤول دعم التعلم لدعم احتياجات الطفل الفردية.
    • التغييرات في بيئة التعلم؛ على سبيل المثال قد يتعلم الطفل بشكل أفضل لو كان يجلس في مقدمة الفصل أو بعيداً عن المشتتات.
    • تغييرات في أنشطة التعلم والتقييم؛ على سبيل المثال منح الطفل وقتاً إضافياً للقيام بالمهام الصفية أو الاختبارات.
    • التكنولوجيا المساعدة؛ هناك العديد من الأجهزة والبرامج التي يمكنها تسهيل الأمور على الطفل عن طريق تحويل النص إلى كلام منطوق، والتدقيق الإملائي، والتنبؤ بالكلمات، وتقديم المعلومات بشكل مرئي.

خارج المدرسة، يمكنك النظر في الدعم مثل التدريب المتخصص أو التدريس في مجالات الصعوبة المحددة للطفل.

من الجيد أيضاً أن تسأل معلم الطفل والمهنيين الآخرين عما يمكنك فعله لدعم تعلم الطفل.

على سبيل المثال يمكن للمعلم أو غيره من المهنيين اقتراح كتب تناسب قدرة الطفل على القراءة أو تقديم نصائح للقراءة مع الطفل، أو قد تكون هناك برامج أو تطبيقات لمحو الأمية أو للرياضيات يمكنها تعزيز ما يتعلمه الطفل في المدرسة. (Learning difficulties and learning disorders: children and teenagers)

دعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم واضطرابات التعلم

عندما يشعر الطفل بالرضا عن نفسه سيكون أكثر قدرة على التعامل مع تحديات التعلم ومع التحديات الأخرى. فيما يلي بعض الأفكار للمساعدة في ذلك:

  • اشرح للطفل أن إصابته باضطراب في التعلم لا يعني أنه ليس بنفس ذكاء الأطفال الآخرين، ويمكن للأطباء النفسيين أو معالجي النطق أن يقترحوا طرقاً لشرح اضطراب التعلم لدى الطفل بطريقة يمكنه فهمها.
  • امدح الطفل دائماً على تنفيذه ما يطلب منه والتزامه بالمهام مثل الواجبات المنزلية.
  • احتفل بالأشياء غير الدراسية التي يجيدها الطفل؛ مثل الرياضة أو الموسيقى أو التمثيل.
  • ساعد الطفل على تحدي الأفكار السلبية.
  • استخدم استراتيجيات تهدئة الأطفال للتعامل مع المشاعر القوية مثل الإحباط والإحراج. (Cicerchia,2022)

المراجع:

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن صعوبات التعلم