من هو الطفل بطيء التعلم؟ وكيف نتعامل معه؟
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يونيو 16, 2023
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
يونيو 16, 2023
3 دقائق
تعرّف جمعية علم النفس الأمريكية( APA) بطيء التعلم بأنه: طفل ذو ذكاء أقل من المتوسط.
ويُقدَّر عدد المتعلمين البطيئين بحوالي 15٪ إلى 17٪ من متوسط عدد طلاب المدارس، وهم لا يبدون أي اختلافات ملحوظة في المعايير الجسدية والاجتماعية والعاطفية، وعادة ما يتم وضعهم في الصفوف النظامية.
غالباً ما يتم تطبيق مصطلح المتعلم البطيء بشكل غير دقيق على الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية خفيفة وكذلك على الأطفال ذوي القدرات الطبيعية الذين يكون تقدمهم الفكري بطيئاً.
ووفقاً لجمعية محو الأمية الدولية يعدّ الطفل الذين يبلغ معدل ذكائه من 70 إلى 85 متعلماً بطيئاً، وهذا أقل من متوسط معدل الذكاء من 90 إلى 110.
بينما تبدو هذه الأرقام الأقل من المتوسط مثيرة للقلق إلا أنها لا تزال ضمن النطاق الطبيعي للذكاء البشري، وهذا لأن معدل الذكاء يقيس مدى قدرة الشخص على استخدام معرفته ومنطقه لحل المشكلات.
يمكن للأطفال بطيئي التعلم تعلم المهارات الدراسية الأساسية، لكنهم يتعلمون بمعدل أبطأ بكثير.
يحتاج المتعلمون البطيؤون إلى مزيد من الوقت وغالباً إلى مزيد من الموارد من معلميهم لاستيعاب المفاهيم الدراسية الجديدة، لكن تطورهم في مجالات أخرى مثل المهارات الجسدية والاجتماعية وكذلك الذكاء العاطفي هو نفسه عند الأطفال الآخرين.
باستخدام الأدوات المناسبة واستراتيجيات التعلم سيتمكن هؤلاء الأطفال من اللحاق بأقرانهم والتفوق في دراستهم.
ويذكر أن ألبرت أينشتاين كان نفسه متعلماً بطيئاً! (Parents: How to Help a Slow Learner Child)
نادراً ما يكون المتعلمون البطيؤون مؤهلين للحصول على برامج التعليم الخاص أو الخدمات المجتمعية، على الرغم من أنهم غالباً ما يفتقرون إلى المهارات اللازمة للنجاح في المدرسة أو المجتمع بشكل عام، ومن المؤسف أن عدداً قليلاً فحسب من البرامج التعليمية أو برامج الصحة العقلية مخصص لهذه الفئة من الطلاب.
في الواقع يتم توفير خدمات التعليم الخاص للطلاب ذوي الإعاقة لكن عادة لا يعاني المتعلمون البطيؤون من أي إعاقة، على الرغم من أنهم يحتاجون إلى دعم إضافي، لذا يميل المتعلمون البطيؤون إلى التخلف عن الركب لأنه من المتوقع أن يتعلموا بنفس معدل الطالب العادي لكن، لسوء الحظ، نظراً لأن المتعلمين البطيئين يستغرقون وقتاً أطول لفهم ما يتم تدريسه، فلا يمكنهم بسهولة تطبيق ما تعلموه في المواقف الجديدة. أنا شخصياً لا أحب مصطلح المتعلم البطيء لأن تصنيف الأطفال على أنهم بطيؤون يعني إخبارهم بأنهم ليسوا جيدين مثل الآخرين، ويجب ألا ننسى أبداً أن كل طفل فريد بطريقته الخاصة، والمتعلمون البطيؤون هم مجرد أطفال يحتاجون إلى مساعدة إضافية وتدريس متخصص للسماح لهم بالتعلم والتحسّن، وبدلاً من تركيزنا على الدرجات علينا أن نقدم لهم يد العون. (Susan du,2022)
قد يتساءل البعض عن سبب بطء بعض الأطفال في التعلم، في الحقيقة لا توجد إجابة واضحة إلى الآن، إلا أن هناك بعض الأسباب الكامنة التي يمكن أن تشكّل أسباباً رئيسية لهذه الحالة ومنها:
يمكن أن يواجه الطفل الذي يتم تشخيصه على أنه متعلم بطيء العديد من التحديات في حياته؛ فهو يكافح لمواكبة أقرانه، ويجد صعوبة في البقاء متحمساً أثناء التعلم، وقد يمر بنوبات عديدة من الاكتئاب أو القلق، ويكافح للتواصل وبناء العلاقات مع الناس.
هناك طرق عديدة لمساعدة الطفل بطيء التعلم نذكر منها:
الثناء: التحفيز هو أحد أهم المتطلبات الأساسية للأطفال الذين يتعلمون ببطء، ولمساعدتهم على مواصلة التعلم والبقاء متحفزين من المهم الثناء عليهم عندما يعملون على مفهوم أو مهمة بشكل صحيح، وحتى أصغر إنجاز يجب الاعتراف والإشادة به.
المكافآت: كما هو الحال مع أي طفل يتحفز الطفل بطيء التعلم على مواصلة التركيز وتعلم أكبر قدر ممكن إذا كانت هناك مكافأة في نهاية الدرس، لذا حاول وضع مكافآت للطفل ومساعدته على التركيز على المهمة التي يقوم بها.
ضع توقعات واقعية وأهدافًا أصغر: عند العمل مع طفل بطيء التعلم من الضروري فهم ما يمكن تحقيقه وتحديد أهداف صغيرة يمكن تحقيقها وفي متناول اليد.
الفشل ليس سيئاً: تأكد من تعزيز فكرة أن الفشل ليس بالأمر السيئ بالنسبة للطفل، وتوقع أن الطفل سيفشل في كثير من الأحيان أكثر من الأطفال الآخرين، وعندما يفشل لا توبخه بل شجعه على المحاولة مرة أخرى.
تحلّ بالصبر: لا تقارن هذا الطفل بالأطفال الآخرين، بل تحلّ بالصبر عند العمل معه وكن على يقين من أنه سيصل إلى أهدافه، حتى لو كان ذلك بمعدل أبطأ بكثير من غيره، وتمالك نفسك لئلا تفقد صبرك وتصرخ عليه، فهذا لن يؤدي إلا إلى إحباطه.
حافظ على مساحة للمساعدات: سواء كانت ملاحظات لاصقة أو تذكيرات على التقويمات، احتفظ بمساحة للمساعدات البصرية والسمعية عند العمل مع الطفل، فيمكن أن تكون هذه الوسائل مفيدة على مستوى اللاوعي.
كن داعماً: أن تكون داعماً بصوت عالٍ أمر ضروري عند التعامل مع بطيء التعلم، لذا شجع الطفل على الاستمرار في ذلك حتى ينجح، فمجرد معرفة أنك تؤمن به سيبقيه ذلك متحفزاً لمواصلة التعلم والمثابرة.