رعاية الطلاب الموهوبين في الصفوف الدراسية العامة

الطلاب الموهوبون، والمعروفون أيضاً بالمتعلمين المتقدمين أو ذوي القدرات العالية، هم طلاب تم تحديدهم على أنهم يؤدون أكاديمياً أو فكرياً أو إبداعياً مستوى يتجاوز صفهم الدراسي.

وغالباً ما يكون لإخراج الطالب الموهوب من صف التعليم العام آثاراً جانبية سلبية، وكما أن الاحتفاظ بالطلاب الموهوبين في الصف من خلال برنامج الدمج الكامل يمكن أن يزيل بعض هذه الآثار الجانبية.

في صف دراسي شامل، يبقى الطلاب الموهوبون في الصف مع طلاب من جميع القدرات، ويتم تمييز تعليمات الصف الدراسي، مما يسمح للطلاب الموهوبين بتلقي التعليمات على مستواهم مع الاستمرار في التفاعل مع أقرانهم. (Phyall,2013)

وفيما يلي اقتراحات حول أفضل طريقة لرعاية هؤلاء الطلاب وما لا يجب فعله معهم.

لا تفعل

استخدام هؤلاء الطلاب سواء تم تحديدهم رسمياً على أنهم موهوبون أم لا كمساعدين للمعلمين

لأن استخدام الطلاب الموهوبين كمدرسين أو مساعدين مدرسين لطلاب آخرين في الصف الدراسي يعد أمراً غير مناسب وغير أخلاقي، ولا يلبي احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية أو الأكاديمية، ولا ينجح الطلاب الموهوبون في المدرسة بشكل جيد عندما لا يتم توفير تعليم مميز لهم، حيث تتضاءل إمكاناتهم وقد يعانون حتى من الأذى المعرفي والعاطفي.

التوقع من الطالب الموهوب حسن التصرف.

لا يعني مجرد كون الطالب ذكياً أن يكون حسن التصرف، ففي كثير من الأحيان إذا كان هناك عدم توافق بين تعليمات الصف والاحتياجات الفكرية للطالب الموهوب فقد يسيء التصرف، وليس لأنه يبحث عن الاهتمام ولكن لأن هذا الطالب قد يشعر بالملل.

منحهم المزيد من العمل لأنهم ينتهون مبكراً.

أنت ترسل الرسالة الضمنية التي مفادها “مرحباً، أنت ذكي، إليك 20 مسألة إضافية في الرياضيات”، بينما لا يزال الآخرون يعملون على المجموعة الأصلية المكونة من 10مسائل.

من خلال منح الطلاب الموهوبين المزيد من نفس نوع العمل فأنت تعاقبهم لكونهم أذكياء، وإذا كان الطفل سريع البديهة فسوف يتباطأ ولن ينتهي مبكراً أبداً، لأن هذا يعني الحصول على المزيد من العمل، وما تريده منهم هو أن يحققوا الجودة وليس الكمية.

عزلهم للعمل بشكل مستقل دون رقابة.

صحيح أن المشاريع البحثية المستقلة القائمة على شغف الطلاب قد توفر عمقاً في مجال ما، لكن يفترض المعلمون أن الطالب الموهوب منظم ذاتياً، ويمكنه العمل بشكل مستقل في مشروع دون أي توجيه أو إشراف أو مساءلة، وقد لا يؤدي إرسالهم دون إشراف إلى مخبر الكمبيوتر أو المكتبة أو الجزء الخلفي من الصف للعمل بشكل مستقل إلى النتيجة المرجوة.

توقُع أن يكون الطفل الموهوب موهوباً في كل موضوع.

تتحدث الأبحاث الجديدة والتعريفات الجديدة للموهوبين إلى أن الطلاب الموهوبين لديهم مجال مبدعون فيه وليس جميع المجالات. على سبيل المثال على الرغم من أن الطالب قارئ موهوب (قادر على قراءة روايات الكبار)، فقد لا يكون كاتباً جيداً، حيث أن القراءة والكتابة هما مجموعتان من المهارات المختلفة، وكون الطالبة لديها نضوج مبكر في الرياضيات لا يعني أنها ستكون موهوبة في العلوم.

افعل

اكتشف أي مجال أو(مجالات) موهوبة للطلاب.

يمكنك الحصول على هذه المعلومات من خلال التقييمات الرسمية وغير الرسمية التي ستساعدك على توفير الإرشاد والإثراء والتسريع والتعمق في مجال موهبة الطالب. قد يعني هذا خطة درس مختلفة أو العثور على موارد إضافية ذات صلة بمجال الدراسة. يمكنك التعاون مع أخصائي التكنولوجيا أو استكشاف الفنون ذات الصلة أو العمل مع مدرسين آخرين. غالباً ما يعني هذا ربط المهمة بمجال اهتمام الطالب أو إعطائه مسائل جديرة بالاهتمام.

التأكد من أن متطلبات المهام والتقييمات غنية بالمحتوى.

يعتقد العديد من المعلمين أن رعاية الموهوبين تعني تزويدهم بمهارات التفكير أو الأنشطة الإبداعية في عزلة. هذا الاعتقاد جيد طالما أنه مرتبط بمحتوى عالي المستوى. يفكر الجميع بشكل نقدي في شيء ما، ويمكن أن يكون مبدعاً طالما أن العمل مبني على أساس محتوى متين.

ابحث عن طلاب موهوبين آخرين وأوجد فرصاً لهم للعمل معاً.

يحتاج الطلاب الموهوبون إلى أقرانهم ذوي مستوى التفكير ذاته للتطور على النحو الأمثل. يمكن تحقيق ذلك بعدة طرق من خلال تجميع القدرات في المدرسة أو البرامج التكميلية، مثل برامج البحث عن المواهب، هذه البرامج التكميلية ضرورية لصحة ورفاهية كل متعلم. يحتاج الطلاب الموهوبون إلى قضاء بعض الوقت مع الطلاب الموهوبين الآخرين.

ثقف نفسك عن هذه الفئة المتنوعة الخاصة من المتعلمين.

خذ دروساً أو احصل على شهادة أو ترخيص في تعليم الموهوبين، واحضر المؤتمرات، وكن متعلماً مدى الحياة يبحث عن الآخرين الذين لديهم مصلحة قوية في المتعلمين الموهوبين. تحتاج إلى التواصل مع أشخاص آخرين يمكنهم التحدث معك ودعمك حتى لا تشعر بالعزلة في محاولاتك لتلبية احتياجات الطلاب الموهوبين في الصف أو على مستوى المدرسة. هناك جمعيات وطنية ودولية لرعاية الموهوبين بالإضافة إلى شركاء متاحين من خلال شبكات الجامعة.

تطبيق وحدات المناهج البحثية.

هذه الوحدات التي ثبت أنها فعالة مع الطلاب الموهوبين والتي قد توفرها المؤسسات التي تعنى برعاية الموهوبين يمكن أن تزيد من مناهجك وطريقتك في التدريس والتقييم، وعادة ما يكون لها نتائج فعالة مع مجموعات مختلفة من الطلاب الموهوبين.

يحتاج الطلاب الموهوبون إلى معلمين يهتمون بهم ويفهمونهم، ويمكنهم توفير التمايز (مراعاة الفروق الفردية) في الصف، بالإضافة إلى الخيارات والفرص خارج الصف الدراسي التي ستساعدهم على تحقيق مستويات تتناسب مع قدراتهم. من خلال تنفيذ هذه الاقتراحات ستفعل أكثر من تلبية احتياجاتهم. ستضعهم على طريق نحو تطوير مواهبهم. (Brown,2015)

المراجع

Brown, Elissa, (2015). Serving Gifted Students in General Ed Classrooms. https://www.edutopia.org/blog/gifted-students-general-ed-classrooms-elissa-brown

Phyall, Erika, (2015). Teaching Gifted Students in Full-Inclusion Classrooms. https://rossieronline.usc.edu/blog/teaching-gifted-students-in-full-inclusion-classrooms/

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن التربية الخاصة