معلمة رياض الأطفال

يُلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار رياض الأطفال في مناطق الشمال السوري، وعند الاطلاع على واقع رياض الأطفال نجد أن نسبة كبيرة من معلمات رياض الأطفال غير مؤهلات للعمل مع هذه الفئة، ونوضح في هذه المقال المقصود بمعلمة رياض الأطفال، وأهم الخصائص التي ينبغي أن تتمتع بها، وأبرز واجباتها.

لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل، فبعد أن خرجت المرأة للعمل، أصبح دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية، بالإضافة إلى كونها ضرورة تربوية، وتؤدي رياض الأطفال دوراً رئيساً في تكوين شخصية الطفل وتنمية قدراته، حيث تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة، ورياض الأطفال مؤسسة تربوية يلحق الأطفال بها في السنوات الخمس الأولى من عمرهم. (فارس، 2006)

معلمة الروضة يقتدي بها الأطفال في سلوكهم وتصرفاتهم، وعليها تقع مسؤولية تهيئة الظروف في الروضة ليستمتع فيها الطفل بوقته بشكل مفرح، وعليها أيضاً عمل مفاجآت تجعل الطفل سعيداً دائماً، وإكسابه الخلق الطيب، وتقويم السلوك الخاطئ لديه، وتشجيعه على العمل والإنجاز. (الحريري، 2013)

معلمة رياض الأطفال:

تُعرّف معلمة رياض الأطفال بأنها: شخصية تربوية يتم اختيارها بعناية بالغة من خلال مجموعة من المعايير الخاصة بالسمات والخصائص الجسمية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والانفعالية المناسبة لمهنة تربية الطفل، وتكون قد تلقت إعداداً وتدريباً تكاملياً في كليات جامعية وعالية لتتولى مسؤوليات العمل التربوي في مؤسسات تربية ما قبل المدرسة. (عامر، 2008)

خصائص معلمة رياض الأطفال:

ذكر داغستاني (2011) خصائص معلمة رياض الأطفال، ونُورد فيما يأتي أهمها:

الخصائص الجسمية:

  1. أن تكون المعلمة لائقة طبياً لا تعاني من أمراض يمكن أن تعيقها عن القيام بعملها على أكمل وجه.
  2. أن تكون سليمة الحواس، وخالية من العاهات أو العيوب الجسمية.
  3. أن تتمتع باللياقة البدنية؛ حيث يتوقع الأطفال من معلمتهم أن تشاركهم في لعبهم ونشاطهم.
  4. أن تهتم بمظهرها وهندامها دون مبالغة.

الخصائص العقلية:

  1. أن تكون على قدر من الذكاء يساعدها على التصرف الحكيم وحل المشكلات التي تصادفها في المواقف التعليمية المختلفة.
  2. أن تتميز بدقة في الملاحظة تمكنها من ملاحظة أطفالها وتقييم تقدمهم اليومي.
  3. أن تكون قادرة على الابتكار والتجديد المستمر.
  4. أن تحرص على مواصلة الدراسة والاطلاع والنمو المهني كمعلمة لأطفال في سن ما قبل المدرسة.

الخصائص النفسية:

  1. أن تتمتع بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي والثقة بالنفس، ولديها مفهوم إيجابي عن نفسها.
  2. أن تكون مُحبّة للأطفال، قادرة على العمل معهم بروح العطف والصبر.
  3. أن تُقبل على عملها بحماس وإخلاص، وتتمتع بقدر من المرح وروح الدعابة والمرونة.
  4. أن تكون قادرة على إقامة علاقات إنسانية سوية مع الأطفال والزميلات وأولياء الأمور.

الخصائص الاجتماعية:

  1. وعي المعلمة بأنها حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع.
  2. الشعور بالمسؤولية.
  3. الإلمام بواقع الحياة الاجتماعية.
  4. أن تكون على قدر من النضج الاجتماعي، يؤهلها لأن تكون قدوة للأطفال في كل تصرفاتها.

واجبات معلمة رياض الأطفال:

معلمة رياض الأطفال تحتاج إلى إحاطة كاملة بأهداف رياض الأطفال وأن يكون لديها القدرة والرغبة في تصميم برنامج يومي مرن يتلاءم مع احتياجات الأطفال الخاصة. (عامر، 2008)

يقع على عاتق معلمة الروضة الكثير من المهام والمسؤوليات والواجبات التي لا حصر لها، ولعل أبرز واجبات المعلمة هو اهتمامها الكبير بالأطفال، ومراعاة فردية كل طفل، وملاحظة ما يقوم به الأطفال وما يدور حولهم، وعليها أن تعي المخاطر التي تتعرض لها سلامة الأطفال في الروضة وأن توفر لهم الأمن والسلامة والرعاية التامة، وتبدأ واجبات المعلمة عادة منذ بدء الدوام حين يتقاطر الأطفال على مبنى الروضة، فتقوم باستقبال كل طفل ببشاشة وحنان لأن الطريقة التي تستقبل المعلمة بها الطفل في الصباح ينعكس أثرها عليه طول اليوم، ولذلك لا بد من استقباله بالابتسام والترحيب ومناداته باسمه كي يشعر بمكانته لدى المعلمة، ويفترض أن تكون المعلمة قد أعدت خطتها للعمل بإتقان وأحضرت الوسائل والأدوات اللازمة، وأن تكون قد أعدت بيئة التعلم أفضل إعداد من ناحية ترتيب المقاعد، وتوفير التهوية، والتأكد من مناسبة الإضاءة الموجود فيها. (الحريري، 2013)

تؤدي معلمة رياض الأطفال دوراً مهماً في تربية الطفل وتكوين شخصيته، ومن الخطأ أن توكل هذه المهمة إلى معلمات غير مؤهلات؛ لأن المهمة المنوطة بمعلمة رياض الأطفال تحتاج معلمة مؤهلة تأهيلاً أكاديمياً ومدربة تدريباً عملياً، وتتمتع بخصائص أشرنا إلى أبرزها في المقال.

ويشير شريف (2009) إلى أن المهام العديدة التي تؤديها معلمة الروضة يمكن إجمالها في ثلاثة أدوار رئيسة هي: دورها كممثلة قيم المجتمع وتراثه وتوجهاته، دورها كمساعدة لعملية النمو الشامل للأطفال، دورها كمدير وموجهة لعمليات التعلم والتعليم.

المراجع:

  • الحريري، رافدة. (2013). نشأة وإدارة رياض الأطفال (ط.2). دار المسيرة.
  • داغستاني، بلقيس. (2011). مشكلات الطفولة. مكتب التربية العربي لدول الخليج.
  • عامر، طارق عبد الرؤوف. (2008). معلمة رياض الأطفال. مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.
  • فارس، عصام. (2006). رياض الأطفال. دار أسامة للنشر والتوزيع.
  • شريف، عبد القادر. (2009). إدارة رياض الأطفال وتطبيقاتها(ط.3). دار المسيرة.

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن التربية الخاصة