التعافي من الصدمات بعد الكوارث
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مارس 13, 2023
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مارس 13, 2023
3 دقائق
كيف تتأقلم عندما تتعرض لحدث صادم ساحق لدرجة أنه يتحدى معتقداتك الأساسية ويحطم نظرتك للعالم؟
بعد حدث صادم، يعتقد المرء أن الحياة لن تعود كما كانت مرة أخرى، وبطريقة ما هذا صحيح، ولهذا تسمى صدمة. إنها تجارب تهدد السلامة الجسدية أو العقلية للشخص، ويتغير تصور الشخص الذي لديه مثل هذه التجربة عن نفسه والحياة والعالم والناس.
ومع ذلك هذا لا يعني أن الحياة ستكون دائماً سلبية بعد الصدمة وأن المشاعر الإيجابية لا يمكن الشعور بها مرة أخرى. وهنا يظهر مفهوم “نمو ما بعد للصدمة”. هذا المفهوم في الأدب؛ يتم تعريفه على أنه “تجربة تغيير إيجابية كبيرة ناتجة عن التعامل مع أزمة حياة كبيرة”
قد تجعلك الصدمة تشعر بالعزلة والتبلد في المشاعر وعدم الثقة بالآخرين.
يوفر الفهم الدقيق للصدمة وعياً أكبر بالواقع ويساعد في تقبل الضيق المرافق للشدائد كأمر طبيعي. (2023,Şeker)
هناك ثلاثة أنواع أساسية من التجارب المؤلمة؛ قد تكون الصدمة أحداثاً خطيرة تحدث لمرة واحدة مثل كارثة طبيعية أو هجوم عنيف، وقد تكون ناتجة عن الإجهاد المزمن المستمر مثل سوء المعاملة أو المرض الذي يهدد الحياة أو القتال العسكري، وقد تكون سلسلة من الأحداث الصادمة المعقدة.
معظم الناس لا يعانون من مشاكل نفسية مستمرة بعد الصدمة، فالنمو والتعافي جزء من قدرة الجسم الطبيعية على الشفاء.
تأثير الصدمة شخصي وخاص ويختلف بشكل كبير من شخص لآخر اعتماداً على الخصائص الفردية وطبيعة الصدمة والعوامل الاجتماعية والثقافية، فكل شخص يتعامل مع الصدمة بشكل مختلف.
يمكن للتجارب الصادمة أن تبدد إحساسك بالخصوصية والأمان وتتركك تكافح من أجل التغلب على المشاعر المتقلبة والذكريات والأعراض الجسدية والنفسية، وقد تكون المشاكل التي تحدث بعد الصدمة أكثر صعوبة لدرجة أن أي حدث صادم تتعرض له سيضاعف عبء الإجهاد الثقيل بالفعل، مضيفاً له الصدمة السابقة، والخسارة الأخيرة، وكل الصدمات التي تعرضت لها منذ الطفولة. ( (Jerome,2023
نمو ما بعد الصدمة هو تجربة النمو الإيجابي بعد أزمة كبرى؛ فعلى سبيل المثال قد يشعر الشخص بأنه أقوى، كما يمكنه مواجهة أي شيء، وقد يشعر بتقدير أعمق للحياة، وتتحسن علاقاته، أو يحدد تغييراً جذرياً في نظام معتقداته.
غالباً ما يحدث نمو بعد الصدمة كجزء من مسار الشفاء الطبيعي، ومع ذلك يمكن تسهيل ذلك من خلال النظر في الأمور الآتية:
وفقاً لبحث Tedeschi and Calhoun التاريخي لعام 1996، الذي تم إجراؤه مع الأشخاص الذين عانوا من الصدمة، تم فحص التغييرات التي لوحظت في البشر على النحو التالي.
يحدث نمو ما بعد للصدمة عندما يصبح الشخص الذي عانى من الصدمة قادراً على دمجها كتجربة في حياته، وإعطاءها مكاناً في حياته، وتطوير رؤية تفسح مجالاً للتطلع إلى الأمام، تذكر أن دمج الصدمات ليس مساراً خطياً، فبعض الأيام سيكون أفضل بينما سيرسلك البعض الآخر إلى دوامة من الذكريات المتعبة.
ليست الصدمة بالأمر الهين الذي تتخطاه بسرعة، فالضغط على نفسك لن يسرّع عملية الشفاء؛ لا تجبر نفسك على نسيان ما حدث، وفي المقابل حاول أيضاً ألا تسلّم نفسك للضعف والهوس بالصدمة.
حب الذات والمرونة عمليتان نشطتان ولكنهما تدريجيتان. كن صبوراً، وفي النهاية قد تحظى بنظرة جديدة تغير رؤيتك للنمو والقوة والتقدير والمعنى.