عناد الأطفال
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مارس 11, 2022
دقيقتان
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
مارس 11, 2022
دقيقتان
يعدّ العناد عند الأطفال من المشكلات التي يشكو منها معظم المربين من المعلمين أو الآباء والأمهات، وتختلف النظرة التربوية إلى العناد باختلاف المرحلة العمرية التي يظهر فيها هذا السلوك، فقد يكون العناد ظاهرة صحية في مرحلة ما، وقد يكون ظاهرة غير صحية في مرحلة أُخرى، وهذا مما سنوضحه في هذه المقالة.
العناد:
يُقصد بالعناد: العصيان وعدم الإذعان لمطالب الكبار والإصرار على تصرف ما، وربما يكون خطأ أو غير مرغوب فيه، ويمكن أن نعرف العناد بأنه السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله، ولا نعني السلبية فقط. (داغستاني، 2011)
العناد هو اللغة التي يعبّر بها الطفل عن استقلاليته، وهذه لغة تظهر على الطفل في سنته الثانية، وتتمثل في المعارضة والإصرار على فعل الأشياء بدون مساعدة غيره، وهي وظيفة إيجابية يسعى من خلالها الطفل للاستقلال وعدم الاعتماد الكلي على الأم. (أبو سعد، 2006)
إن الطفل يشعر في عامه الثاني أو الثالث أنه قد تعلم الشيء الكثير، فأصبح قادراً على المشي والتنقل، وبدأ يفهم الكلام الموجه إليه، وأصبح يعرف أشخاصاً خارج نطاق الأسرة المحيطة به، فإن عناده في هذه المرحلة يكون ظاهرة صحية لأنه يحاول الاستقلال بنفسه والاعتماد على ذاته. (داغستاني، 2011)
الأطفال جميعاً يمرون بفترة من عمرهم يميلون فيها إلى “إثبات الذات” وأحد مظاهره “العناد”، ويقرر العلماء أن الطفل الذي لا يمر بفترة يثبت فيها ذاته وشخصيته هو طفل غير سوي، والعناد الطبيعي غير المبالغ فيه مرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي للطفل، وله أهمية كبيرة في حياة الطفل، والطفل ينتقل من مرحلة العناد والتشبث إلى مرحلة الاستقلال النفسي في الفترة (من الرابعة إلى السادسة)، وكلما كان الأبوان على درجة مقبولة من الصبر والتفاهم مع الطفل، ساعداه على اجتياز هذه الفترة بسلام. (مختار، 1999)
ذكر أبو أسعد والغرير (2009) أسباب العناد، وفيما يأتي أبرز تلك الأسباب:
أورد داغستاني (2011) طرق علاج مشكلة العناد كالآتي:
أولاً: دراسة حالة الطفل: مع الأخذ بعين الاعتبار ما يأتي:
ثانياً: الإرشاد النفسي السلوكي:
مما سبق نلاحظ أن العناد يكون ظاهرة صحية في سن الثانية، وينبغي لأولياء الأمور اتباع أساليب معاملة والدية مناسبة، فردة فعل الوالدين تجاه الطفل وسلوكاتهم قد تؤدي إلى استمرار ظاهرة العناد وتحوّل العناد إلى مشكلة، وللمناخ الأسري أثر كبير في حياة الطفل، فالمناخ الأسري غير السوي ووجود العلاقات المضطربة في الأسرة يؤدي إلى إحداث خلل في شخصية الأبناء، فتظهر مشكلات لدى الأبناء كالعناد والغضب وغيرها.
– أبو أسعد، أحمد، والغرير، أحمد. (2009). التشخيص والتقييم في الإرشاد. دار المسيرة.
– أبو سعد، مصطفى. (2006). الأطفال المزعجون. الإبداع الفكري.
– داغستاني، بلقيس. (2011). مشكلات الطفولة. مكتب التربية العربي لدول الخليج.
– مختار، وفيق. (1999). مشكلات الأطفال السلوكية. دار العلم والثقافة.