نقل المعرفة إلى سياقات جديدة
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 7, 2022
3 دقائق
مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية
نوفمبر 7, 2022
3 دقائق
“النقل” هو عملية تطبيق معارف الفرد ومهاراته على مواقف جديدة، وهو هدف أساسي للتعليم.
وعلى الرغم من أن كل التعلم ينطوي على درجة معينة من النقل، إلا أن الأبحاث تظهر أن تطبيق المعرفة بفعالية ومرونة أمر صعب.
قد يكون الطلاب قادرين على إظهار المعرفة في الصف وفي الاختبارات ولكن لا يمكنهم تطبيق معرفتهم في سياقات أخرى، حيث يكون ذلك مناسباً.
تميل عملية النقل إلى الفشل عندما يكون لدى الطلاب فهم ضعيف للمعرفة المكتسبة، ولا يدركون كيف وأين ومتى تكون المعرفة المكتسبة مناسبة. (takinglearningseriously)
تتم عمليات النقل بطرق عديدة، وعلى المدرسين أن يكونوا على دراية بالنقل السلبي أو تطبيق المعلومات والمفاهيم التي أسيء فهمها عند تعلم معرفة جديدة (Perkins 1992، Salomon&)، ويمكن للمدرسين اكتشاف النقل السلبي المحتمل من خلال تقييم المعرفة السابقة للطلاب. وأما فيما يتعلق بالنقل الإيجابي، يمكن للطلاب إجراء النقل القريب، حيث يطبقون معرفتهم على سياق ذي صلة مثل درس أو مهمة مختلفة، أو النقل البعيد، حيث يطبقون المعرفة في سياق غير ذي صلة وعادة خارج الصف، مثل الرحلات الميدانية أو التفاعل الاجتماعي أو الأداء الوظيفي (Kober، 2015).
تشير نظرية التعلم إلى أن مجموعة متنوعة من استراتيجيات التدريس يمكن أن تساعد الطلاب على الوصول إلى النضج الفكري في نقل معارفهم، بما في ذلك الممارسة مع وعي المفاهيم، والسيناريوهات المقارنة، وخرائط طريق واضحة للتعلم (NRC, 2000).
• يقرأ طلاب الهندسة الكهربائية عن الدوائر الكهربائية في دورة تعليمية، ثم يقوم المعلم بإحضار منتجات من السوق إلى الصف ليقوم الطلاب بمحاولة لتطبيق والتأكد من صحة ما تعلموه.
• في الصف يتعلم طلاب الصحة العامة كيفية تتبع انتشار الإنفلونزا في مجتمع المدينة، وخلال عطلة الربيع يذهب الطلاب في رحلة ويقومون بعمل ميداني لرسم خريطة لانتشار فيروس مختلف في مجتمع ريفي، ويطبقون المفاهيم ذات الصلة مما تعلموه في الصف.
• تأخذ طالبة كتابة إبداعية دورة في الدراما الشكسبيرية، وعلى مدار الفصل الدراسي تكتب الطالبة مسرحية خاصة بها مستمدة من التقنيات والتراكيب التي تعلمتها.
• تكتب طالبة اقتصاد عدة أوراق بحثية حول نظرية اللعب خلال فترة دراستها الجامعية، تقبل منصباً إدارياً في منظمة غير ربحية وعلى الرغم من أنها لا تطبق نظرية اللعب في حد ذاتها، إلا أنها تطبق معرفتها بالتعاون الاقتصادي لضمان سير العمليات بسلاسة.
التوصيات:
يمكن للطلاب نقل معارفهم بشكل أكثر فعالية عندما يفهمون المبادئ التي تنظم وتوجه وتشرح المحتوى والمهارات. ويمكن للمدرسين تطوير الأنشطة التي تربط المفاهيم من خلال علاقات أعمق أو وظائف مشتركة أو مبادئ تنظيمية مماثلة.
من خلال إطار مفاهيمي قوي، بدلاً من الحقائق المحفوظة أو سلسلة من ملاحظات المحاضرات، يمكن للطلاب التعرف على السياقات المناسبة لنقل المعرفة من خلال مفاهيم مماثلة وتنظيم المعرفة كأجزاء عملية أكثر من كون كونها كلية شاملة.
بنظرة أشمل للتعلم المفاهيمي، يتطلب التعلم الأعمق من الطلاب ممارسة التفكير الدقيق أكثر من الحفظ أو ممارسة المهارات أو التحضير للاختبار.
يمكن للمدرسين تصميم أنشطة الفصل والتقييمات مثل التعلم النشط الذي يشمل كل مستويات تصنيف بلوم، وبالتالي يقود الطلاب إلى مزيد من التفكير المستقل والقدرة على التعرف على كل من التفاصيل والحدود الواسعة لما يدرسونه.
يطور الطلاب القدرة على نقل تعلمهم من خلال ممارسة النقل؛ يمكن للمدرسين تقديم سيناريوهين مختلفين أو معادلتين أو نصين، ويطلبون من الطلاب العثور على نهج واحد لحل كل منهما أو تحليله، ويمكن للمعلمين عكس الخطوات السابقة، بأن يطلبوا من الطلاب صياغة مشكلة أو سيناريو مختلف يتطلب نفس المهارات والمعارف. يمكن للمدرسين أيضاً إشراك الطلاب في دراسات الحالة، حيث يمكن لمجموعة متنوعة من المهارات والمعارف أن تعالج القضايا التي تشبه، ولكن ليس تماماً، نصوص أو مواد المحاضرات.
يكون الطلاب أكثر تفاعلاً عندما يقدم المعلمون تصوراً واضحاً للتعلم المقصود. من خلال إنشاء روابط فكرية بين أجزاء الوحدة الدراسية، أو مطالبة الطلاب بتوضيح العلاقة بين فصل دراسي سابق وفصل حالي، يوضح المدرسون كيف للمعرفة أن تطبق في أكثر من سياق واحد، ويمنحون الطلاب ممارسة لتخطيط تعلمهم خارج السياقات الفردية.
يبني الطلاب تعلمهم من خلال دمج المعرفة الجديدة مع المعرفة المسبقة لديهم. يمكن للمدرسين دعم تعلم الطلاب من خلال تقييم المعرفة السابقة والبناء عليها، ويمكنهم أيضاً جعل هذه العملية واضحة للطلاب، مما يساعد الطلاب بدوره على تعلم ربط معارفهم والتعامل معها كشبكة بدلاً من كونها منفصلة عن بعضها البعض.
عند إشراك الطلاب في الأنشطة التي تعزز النقل، يجب أن يصرح المدرسون عن أهدافهم التعليمية، لأن الطلاب سوف يكونون أقدر على تطبيق النقل عندما يتعرفون على فائدته في أرض الواقع، وسوف ينخرطون عن طيب خاطر في درس إذا قدم المعلم فوائد النقل في التطلعات المهنية والتعلم في المستقبل.
(Poorvucenter.yale.ed)
غالباً ما يستخدم المدرسون مثالاً واحداً لإظهار كيف يمكن تطبيق مفهوم جديد، لكن أظهرت الأبحاث أن مثالاً واحداً غير فعال نسبياً مقارنة بأمثلة متعددة. فعلى سبيل المثال في إحدى الدراسات، قارن الباحثون أداء الطلاب الذين تعلموا واسترجعوا مثالاً واحداً للتطبيق مقابل أولئك الذين تعلموا واسترجعوا العديد من أمثلة. في اختبار تضمن أسئلة تطبيقية جديدة، تفوق الطلاب الذين استعادوا أمثلة متعددة أثناء التعلم على الطلاب الذين درسوا مثالاً واحداً بشكل متكرر.
خلص الباحثون إلى أن “استرجاع المعرفة وتطبيقها بشكل متكرر على أمثلة مختلفة هو طريقة قوية لاكتساب المعرفة التي ستنتقل إلى مجموعة متنوعة من السياقات الجديدة”.
العوامل التي تؤثر على صعوبة النقل:
يفشل الطلاب في نقل المعرفة عندما يكون لديهم فهم ضعيف للموضوع، لأن الفهم الكافي للموضوع هو شرط مسبق للنقل الفعال.
قد لا يفكر الطلاب في المعرفة والمهارات من حيث استخدامها في المستقبل، وقد يركزون بشكل ضيق على تعلم المعلومات الموجودة أمامهم مباشرة، مع القليل من الاهتمام للتطبيقات المستقبلية.
بشكل عام عندما يكون سياق النقل مختلفاً جداً عن سياق التعلم، فقد لا يرى الطلاب مدى صلة معرفتهم أو كيف يمكن تطبيق معرفتهم الحالية على الوضع الجديد.
تختلف مهام النقل من حيث ما يجب نقله، فقد تتضمن المهام نقل المعرفة الواقعية والمهارات البسيطة والمهارات المعقدة والقواعد الإجرائية والمبادئ المجردة وما إلى ذلك. مرة أخرى، قد يكون النقل أكثر صعوبة عندما تكون مهمة ومحتوى النقل مختلفين تماماً عن التعلم الأولي. (takinglearningseriously)
Poorvucenter.yale.edu. Transfer of Knowledge to New Contexts. https://poorvucenter.yale.edu/TransferKnowledge
Taking learning seriously. Transfer of learning. https://takinglearningseriously.com/barriers-to-learning/transfer-of-learning/