استراتيجيات السؤال

يمكن للاستراتيجيات الآتية لطرح الأسئلة والإجابة عنها والاستماع لها أن تساعد المعلمين في جعل الطلاب يجيبون على الأسئلة المطروحة في الدرس بطرق تشجع على التعلم.

أولًا: طرح الأسئلة

ضع التوقعات في وقت مبكر

ابدأ بطرح الأسئلة في وقت مبكر من الدراسة لتهيئة بيئة التعلم النشط.

أوضح في اليوم الأول أنك ستطرح الكثير من الأسئلة وأنك تريد أن يتفاعل الطلاب معك أثناء الدرس. أخبرهم أنك مهتم بأفكارهم وأنك تشجع الأسئلة والتعليقات خلال الدرس.

دع الطلاب يعرفون من سيتم توجيه السؤال إليه ولماذا

هل ستنتظر المتطوعين للإجابة على الأسئلة؟ أم أنك ستوجه السؤال إلى طالب محدد؟ تشير دراسة أجراها  Dallimore, Hertenstein, and Platt (2012) )) إلى أن عدد الطلاب الذين يجيبون على الأسئلة طواعية يزداد في الصف إذا توقع أي طالب أن السؤال ربما يوجه إليه. إذا كنت تخطط لتوجيه سؤالًا فامنح الطلاب فرصًا من أجل الانسحاب في حال عدم معرفتهم للجواب. مهما كان أسلوبك دع الطلاب يعرفون في وقت مبكر من الدرس كيف سيتم التعامل مع الأسئلة والأجوبة في الدرس ولماذا. تحلَّ بالشفافية بشأن نتائج التعلم التي تأمل في تعزيزها من خلال أسلوب السؤال.

قم بإعداد أسئلة ذات مغزى مسبقًا

فكر في الأسئلة المختلفة التي يمكنك أن تطرحها على طلابك بالإضافة إلى طرق مختلفة لطرحها عليهم. يجب أن تجذب أنواع الأسئلة التي تطرحها انتباه الطلاب، وتثير فضولهم وتدعم المادة التعليمية وتعزز بيئة التعلم النشط.

يمكن للأسئلة عالية المستوى والمتشعبة والمنظمة والفردية أن تشجع مشاركة الطلاب:

  • تتطلب الأسئلة عالية المستوى التحليل أو التركيب أو التقييم، وغالبًا ما تبدأ بـ “لماذا” أو “كيف”. يمكن أن تساعدك الأسئلة ذات المستوى المنخفض أو أسئلة التذكر أو أسئلة إعادة صياغة المحتوى في تقييم ما إذا كان الطلاب يفهمون المادة أم لا، ولكن الأسئلة عالية المستوى تكون أكثر فعالية.
  • الأسئلة المتشعبة يكون لها إجابات متعددة مما يجعلها “أكثر أمانًا” للإجابة. كما أنها تشجع على التفكير عالي المستوى (على سبيل المثال “ماذا لو استبدلنا  y بدلًا من x  …؟). أما الأسئلة المتقاربة لها إجابة واحدة صحيحة فقط وهي” أكثر خطورة “(على سبيل المثال،” اختر الجواب الصحيح من الأجوبة الآتية …؟)
  • توجّه الأسئلة المنظمة الطلاب نحو سياق أو إطار يمكنهم من خلاله صياغة الإجابة (على سبيل المثال “ما هي بعض التركيبات الكيميائية التي تعمل في هذا المحلول وفقًا للنموذج الذي درسناه؟)”. أما في الأسئلة غير المنظمة (على سبيل المثال “ما الذي يعمل في هذا المحلول؟ “) تكون الأجوبة مفتوحة على مصراعيها، ونتيجة لذلك تكون ذات مخاطر أكبر للإجابة أو يمكن استخلاص أجوبة خارج نطاق الموضوع.
  • من الواضح أن الأسئلة الفردية تتيح للطلاب معرفة ما تطرحه عليهم (على سبيل المثال، “كيف يمكن لهذا المبدأ توضيح المشكلة للممارسين؟”). اطرح سؤالاً واحداً فقط في كل مرة وامتنع عن إضافة أسئلة أخرى لتوضيح ما تحاول التعبير عنه. أما طرح أسئلة متعددة على التوالي (على سبيل المثال، كيف يمكن لتطبيق هذا المبدأ توضيح المشكلة؟ وهل هذا المبدأ مفيد للممارسين؟ لماذا يتحول الممارسون في المجال إلى هذا المبدأ؟) يمكن أن يترك الطلاب غير متأكدين من الاتجاه الذي يجب أن يتحركوا فيه.

كن حذرًا عند طرح عندما تسأل “هل هناك أي أسئلة؟”

غالبًا ما ينظر الطلاب إلى هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة (على سبيل المثال “هل فهمتم؟”) على أنه أمر روتيني من جانب المعلم، وغالبًا ما يكون جوابهم هو الصمت. عند طرح السؤال أعلاه تأكد من أن سؤالك حقيقي وله هدف واضح. إذا لم يجب الطلاب على هذا السؤال فاطرح أسئلة استقصائية للمتابعة: “هذا يعني أنه إذا كنتُ سأسألكم في الاختبار…، ستعرفون كيفية الإجابة؟” هذا يمكن أن يثير أسئلة ومخاوف من الطلاب.

ثانيًا: الإجابة عن الأسئلة

انتظر الجواب

غالبًا لا يمنح المعلمون الطلاب “وقت انتظار” كافيًا وهو مقدار الوقت الذي ينتظره المعلم بعد طرح السؤال قبل إعطاء الإجابة أو متابعة الدرسRowe, 1986)). يمكن أن يؤدي الانتظار لمدة خمس ثوانٍ على الأقل بعد طرح سؤال إلى تعلم أعمق للطلاب وبيئة صفية أكثر ديناميكية. يوضح  Rumohr,2013)) في تلخيصه للبحث حول أوقات الانتظار أنه ” مع زيادة استخدام وقت الانتظار يزداد أيضًا:

  • عدد إجابات الطلاب.
  • عدد الإجابات غير المرغوب فيها ولكنها مناسبة.
  • استخدام مستويات أعلى من التفكير المنطقي.
  • حدوث التفكير التأملي.
  • عدد الأسئلة التي يطرحها الطلاب.
  • دعم الطلاب إجاباتهم بالأدلة والمنطق والتفاصيل.
  • التواصل والنقاشات بين الطلاب.
  • ثقة الطلاب في قدرتهم على بناء التفسيرات “. 
  • الوصول إلى الطلاب غير المستجيبين في أوقات الانتظار

هل يميل نفس الطلاب إلى الإجابة عن أسئلتك؟

عندما يتم دائمًا اختيار أول طالب يرفع يده لإعطاء الإجابة ربما يؤدي ذلك إلى ظن بعض الطلاب أن أسرع إجابة هي أفضل إجابة. في الواقع يفضل أن نشجع الإجابات التي تستغرق وقتًا في صياغتها (الإجابات المدروسة أو المنطقية أو التحليلية). ضع في اعتبارك أن تشرح لطلابك أنك تريد أن يفكر كل فرد في الصف في سؤالك لفترة زمنية محددة (بين 20-60 ثانية) وأنك ستفتح المجال بعد ذلك لتلقي الإجابات. تتمتع هذه الاستراتيجية بفائدة إضافية تتمثل في منح الطلاب الأقل انفتاحًا والطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم مزيدًا من الوقت للاستعداد للمشاركة. إذا لم تكن هذه استراتيجية مجدية لاستخدامها مع جميع الأسئلة، ففكر في استخدامها مرة واحدة في الصف بدلاً من ذلك.

شجع التفاعل بين الطلاب

اجعل تعليقاتك تشجع الطلاب على التفاعل مع بعضهم البعض، على سبيل المثال “مارك، هذه نقطة جيدة، هل يمكنك ربط ذلك بما قالته سالي سابقًا؟” وكن مستعدًا لتبسيط ما قالته سالي. عندما يُطلب من الطلاب الاستجابة لبعضهم البعض يصبحون أكثر انتباهاً.

اعترف عندما لا تعرف الإجابة

ستفقد الكثير من المصداقية بمحاولة تزوير إجابة بدلاً من القول بأنك لا تعرف. إذا كنت لا تعرف إجابة سؤال أحد الطلاب، فقل: “هذا سؤال جيد. لستُ متأكدًا من ذلك.” ثم تابع بإحدى الطرق التالية:

  • اسأل الصف عما إذا كان أي شخص يعرف الإجابة (تأكد من التحقق من أي ردود)
  • اقترح المصادر التي من شأنها أن تمكّن الطالب من العثور على الإجابة.
  • تطوع للعثور على الإجابة بنفسك وتقديم التوضيح في الدرس اللاحق.

ثالثًا: الاصغاء بفعالية

كرر الأسئلة أو التعليقات على الصف بأكمله

يضمن تكرار أسئلة الطالب أو تعليقاته على الصف بأكمله أن يتمكن الجميع من سماع المعلومات. قد تحتاج إلى إعادة صياغة سؤال أو تعليق طويل أو معقد. عند الإجابة عن أسئلة الطلاب أو تعليقاتهم تأكد من إلقاء نظرة شاملة على الصف لتضمين جميع الطلاب في تعليقاتك. تتمثل القاعدة العامة في الإجابة من خلال تركيز 25 بالمائة من اتصالك بالعين على السائل و75 بالمائة على بقية الصف، هذه هي قاعدة 25/75.

أعط إشارات واضحة للطلاب بأنك تستمع

تجنب مقاطعة إجابة الطالب حتى إذا كنت تعتقد أن الطالب يتجه نحو إجابة غير صحيحة. تأكد أيضًا من الحفاظ على التواصل البصري واستخدام الإيماءات غير اللفظية مثل الابتسام والإيماء بالرأس للإشارة إلى انتباهك واهتمامك بإجابة الطالب.

الاعتراف بجميع مساهمات الطلاب

اشكر الطالب أو امتدحه لطرحه سؤالاً أو التعبير عن وجهة نظر مع إبداء تعليقات مثل “سؤال جيد” و “شكرًا لك على مشاركة ذلك معنا”. تعزز مثل هذه التعليقات سلوك طرح الأسئلة والمشاركة بالمعلومات أثناء الدرس. ومع ذلك تأكد من تغيير ردود أفعالك تجاه الطلاب لتجنب الإفراط في استخدام التعليقات نفسها. يمكنك تنويع ردودك بالطرق التالية:

  • أعد صياغة ما قاله المتحدث لدعم الفكرة.
  • ادعُ الطالب إلى توضيح ما يلي: “أخبرنا بالمزيد عن ذلك”.
  • اطلب التوضيح: “ماذا تقصد بذلك؟”
  • توسيع مساهمة الطالب: “هذا صحيح، وعطفًا على ذلك فإن …”
  • اعترف بأصالة الإجابة: “هذه نقطة جيدة، لم أفكر في ذلك.”
  • قم بربط إجابة الطلاب بتعليقات الطلاب الآخرين.

المرجع:

Question Strategies. Centre for Teaching Excellence, University of Waterloo. https://uwaterloo.ca/centre-for-teaching-excellence/teaching-resources/teaching-tips/alternatives-lecturing/questions/question-strategies

وسوم

عن الكاتب

مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

مركز بحثي يختص بالعلوم التربوية والنفسية، والاستشارات الاجتماعية والتنموية، في جوانبها النظرية والتطبيقية، ويعنى باحتياجات المجتمع سواء داخل سورية أو في بلدان اللجوء

اقرأ لـ مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية

اقرأ ايضاً عن الإدارة الصفية

اقرأ ايضاً عن تعليم